الطب الغذائي النفسي…صحة دماغك تبدأ من طعامك

بقلم: إيمان جبر مخيرز

الدماغ يعمل دائماً، بل يعمل بجد على مدار الساعة، حتى أثناء نومنا، وحتى يعمل بشكل سليم فهو يحتاج إلى إمداد مستمر بالوقود، يتمثل “الوقود” في الأطعمة التي تتناولها – وما تحتويه هذه الأطعمة يُحدث فرقاً كبيراً، ببساطة فإن ما تأكله يؤثر بشكل مباشر على بنية ووظيفة الدماغ، وأيضاً على حالتك المزاجية.

الدماغ وطريقة عمله

فالدماغ كالسيارة باهظة الثمن، فهو يعمل بشكل أفضل عندما يحصل على الوقود الممتاز، فتناول الأطعمة عالية الجودة التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة يغذي الدماغ ويحميه من الإجهاد التأكسدي.

الإجهاد التأكسدي هو اختلال في الدم بسبب التسمم الحاد الناتج عن التعرض للأشعة السينية، المعادن والمركبات السامة، العدوى البيولوجية، الفيروسات، البكتيريا، الأوزون… الخ

وهذا الاختلال يؤدي إلى تحور في البروتينات والدهون والكربوهيدرات والأحماض فتفقد تلك المواد العضوية وظيفتها وتثير الالتهابات، والتي تعد السبب الأساسي في أمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري، والاضطرابات العصبية، والعقم وكذلك السرطان

وبالتالي فالدماغ يتضرر عند تناول الأطعمة المصنعة أو المكررة، ويفقد الجسم قدرته على تنظيم الأنسولين، وتوصلت العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين اتباع نظام غذائي غني بالسكريات المكررة واختلال وظائف الدماغ، وحتى تفاقم أعراض اضطرابات المزاج كالاكتئاب.

احمي نفسك من الالتهابات المزمنة

لسنوات عديدة لم يعترف المجال الطبي تماماً بالصلة بين الحالة المزاجية والطعام، لكن اليوم، ولحسن الحظ، فإن المجال المزدهر للطب النفسي الغذائي توصل إلى أن هناك العديد من العواقب والارتباطات بين ما تأكله، وكيف تشعر، وكيف تتصرف في النهاية.

كيف تؤثر الأطعمة التي تتناولها على صحتك العقلية؟

السيروتونين هو ناقل عصبي يساعد على تنظيم النوم والشهية، والتوسط في الحالة المزاجية، وتثبيط الألم، نظراً لأن حوالي 95 ٪ من السيروتونين يتم إنتاجه في الجهاز الهضمي، والجهاز الهضمي مبطن بمائة مليون خلية عصبية، إذا فمن المنطقي أن من وظائف الجهاز الهضمي ليس فقط هضم الطعام، بل أيضًا توجيه العواطف، علاوة على ذلك، فإن وظيفة هذه الخلايا العصبية – وإنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين – تتأثر بشدة بمليارات البكتيريا “الجيدة” التي تشكل الميكروبيوم المعوي. تلعب هذه البكتيريا دورًا أساسيًا في صحتك. فهي تحمي بطانة الأمعاء وتوفر حاجزاً ضد السموم والبكتيريا “الضارة”.

الغذاء والاكتئاب 

قارنت الدراسات نتائج اتباع حميات مختلفة على خطر الإصابة بالاكتئاب، وأظهرت أن خطر الإصابة بالاكتئاب أقل بنسبة 25٪ إلى 35٪ لدى أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًا تقليدياً. وفسر العلماء ذلك بأن تلك النظم الغذائية التقليدية غنية بالخضروات والفواكه والحبوب غير المصنعة والأسماك والمأكولات البحرية، ولا تحتوي إلا على كميات متواضعة من اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان. كما أنها خالية من الأطعمة المصنعة والمكررة والسكريات.

الطب النفسي الغذائي Nutritional psychiatry 

راقب نفسك كيف تشعر عند تناول الأطعمة المختلفة، حاول تناول نظام غذائي “نظيف” لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهذا يعني الاستغناء عن جميع الأطعمة المصنعة والسكر، انظر كيف تشعر، ثم أدخل الأطعمة ببطء إلى نظامك الغذائي، واحدًا تلو الآخر، وانظر كيف تشعر،عندما يصبح بعض الأشخاص “نظيفين”، لا يمكنهم تصديق مدى شعورهم بتحسن جسدياً وعاطفياً، ومدى الانتكاسة التي تحدث لأجسادهم عند معاودتهم إدخال السكريات والأطعمة المصنعة إلى نظامهم الغذائي.

بقلم: إيمان جبر مخيرز

 

أضف تعليقك هنا