واقع الفرد العربي

نظرة في واقع الفرد العربي

حينما ننظر الى واقع الفرد العربي في جميع تعاملاته الحياتية وردود أفعاله اتجاهها تتبلور الصورة وتتضح الرؤية وتبدو أكثر صفاء حينما تقترب أكثر من واقعه المعاش. فتظهر النتيجة مسبقا بعدم الخوض في تفاصيلها. ويرتسم عندك الشعور حاملا ماتخفيه مشاعره ومن منطوق كلماته شاهدة عليه. رغم ما يخفيه خلف أسوار عالمه الداخلي من أسى وحرمان وشعور بخيبات أمل.

فاقدا ذاته مترنحا في أفكاره ملتبسا عليه في قراراته. تتقاذقه الأمواج غائصا في بحور الأوهام هائما بصور وأسماء من يراهم في نفسه رموزا للشجاعة والعزة والكرامة غائبا عنه أفعالهم الإجرامية الطاغية السابقة منهم، من قتل لشعوبهم وسفكا لدمائهم. تشوهت الأحكام وأحيطت بضبابية.
الفرد العربي يمطر بوابل فيه صواعق التشدد الفكري من قبل منظريه الدينيين الذين حوروا النصوص الدينية عن حقائقها واضعين سدا بين النبع الصافي النابع من رسالة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – وبين أخذ العامة و نوع منهجهم وطريقة تطبيقهم له.

وضعوا  بذرة في حقول النشء الخصبة وسقوها، وتعاهدوا على استزراعها بتمجيد وتقديس أقوال الفقهاء منهم وأوهموهم بأن لحومهم مسمومة. ومخالفتهم جريمة – السمع الطاعة لهم – ومناقشتهم رذيلة. ولا مجال للعقل واستخدامه بين مزروعاتهم ومروياتهم. هل سقط منهم سهوا لا ليس كذلك، بل اغتيال العقل سبب لبزوغ فجرهم وإشراق شمسهم، وإحكام قبضتهم.

موقف العربي في ظل هذه الظروف

الفرد العربي وجد نفسه بين متناقضات تعصف بتفكيره فتولدت أفكار مسمومة حاملة أوهام العظمة والأفضلية الكاذبة بين شعوب العالم. حجبت ضعفا وجهلا حقيقيا ملموسا جعلت منا أشخاصا مصابين بالعمى عن ما يحدث في واقعنا المعاش ومستوى وقيمة منزلتنا العلمية الحضارية بين الأمم.
نتاج لما سبق:
– داخليا يعيش الفرد العربي تناقضا بين أقواله وبين مفهمومه للقيم الأخلاقية تطبيقا.
– داخليا يعيش الفرد العربي تساؤلات بين كلام الدعاة والمشائخ للتطبيق منه في مخالفتهم له.
– داخليا يعيش الفرد العربي بين الأمل والحرمان من العدالة الاجتماعية.
– داخليا يعيش الفرد العربي حالما بظهور مخلص – مهديا أو حديث نصر مزعوم – يأخذ حقا لهم وبين خنوعهم واستسلامهم طوعا. يعيش الفرد العربي مؤمنا بالخرافات سحرا، والحسد والعين ضاربين بالآية قولا صادقا {فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين}.
– داخليا يعيش الفرد العربي وجودا بين بني جنسه مكملا عددا متذيلا إنجازا وعلما وحضارة بين جميع الأمم.

ماذا بعد هذا التوصيف؟

هل للعلاج والحلول موعد للالتقاء والجلوس على طاولة واحدة للخروج من هذه الظلمات المركبة الغاشية لعالمنا العربي؟. الإجابة سوف تكون مركبة والجزء من الشيء يرتبط بآخر مؤثرا فيه سلبا أو إيجابا ولنعد دائما إلى مفاتيح الأشياء ونبدأ بأساسياتها لأن لكل بداية شرارة انطلاق تبدأ منها.
لتكن نقطة ارتكازنا واعتمادية التغيير الحق كتاب الله عز وجل وما جاء فيه بعيدا عن التأويل والاحتمالات تقديرا وظنا وتنقية ما جاء في الموروث الفقهي جملة وتفصيلا، ويكون مقاسا على التوافق القرأني ورد ما عارضه كلية بدون أي اعتبارات.

غرس كلمة السلام ومعانيها ومرادافتها في أذهان وفكر النشء حبا وعملا وإخلاصا وإيمانا بها لو وظفناها توظيفا عمليا لأصبح عالمنا العربي في سلام وإلى السلام يرفل. ولعظم هذه الكلمة فهي أحد أسماء الله الحسنى فعالمنا العربي ينقصه السلام. وأختم بهذه الاية الكريمة { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

فيديو مقال واقع الفرد العربي

أضف تعليقك هنا

أحمد سالم الغزواني

احمد سالم الغزواني
مهتم بالفلسفة وعلم الاجتماع
ادعو الى تحرير الفكر من الموروث والاستقلالية الفكرية.