جول مجدي عبدالغني نموذج لتزوير التاريخ

من منا لم يسمع الكابتن مجدي عبدالغني لاعب كرة القدم وهو يقول: (أنا صاحب الهدف الأول والوحيد لمصر فى كأس العالم). من منا لم يسمعه وهو يتباهى ويتفاخر مراراً وتكراراً بهذا الأمر.

فمن كثرة حديثه عن هذا الهدف سواء في البرامج التليفزيونية أو المحطات الإذاعية أو حتى على الإنترنت، أصبحت أمنيات كل مشجعين كرة القدم أن نصل إلى كأس العالم مرة أخرى، ونحرز هدف غير الذي أحرزه الكابتن مجدي عبدالغني حتى لا نشاهده أو نسمعه مرة أخرى وهو يتباهى بهدفه الوحيد.

المنتخب المصري ونهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا

وعندما صعد المنتخب المصرى أخيراً إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم فى روسيا , كانت فرحة الشعب المصرى فرحتين . الفرحة الأولى أننا إستطعنا أن نصعد إلى كأس العالم أخيراً بعد مرور 28 عام من أخر مشاركة لنا , والفرحة الثانية أنه بات الأمل موجود للتخلص من الهدف الوحيد الذى أحرزه الكابتن مجدى عبدالغنى.

الكابتن مجدي عبد الغني ورواية الهدف الأول والوحيد لمصر في كأس العالم

لكن الغريب فى الأمر أن هدف الكابتن مجدى عبدالغنى لم يكن الأول ولا الوحيد الذى احرزته مصر فى كأس العالم . ففى بطولة كأس العالم عام 1934 التى أقيمت فى ايطاليا لعب منتخب مصر أولى مبارياته ضد منتخب المجر وأحرز اللاعب عبدالرحمن فوزى فى هذه المبارة أول هدفين لمصر فى كأس العالم , وهذا بحسب السجل التاريخى للإتحاد الدولى لكرة القدم.

أليس ادعاء الكابتن مجدي عبد الغني نموذج فريد من نوعه لتزوير التاريخ؟

الشئ الذى جعلنى أفكر كيف خرج علينا الكابتن مجدى عبدالغنى بإدعاء شيئ ليس له أساس من الصحة وكيف سكت ودعم الإعلام هذا الإدعاء طيلة هذه السنوات وكيف صدق الشعب المصرى هذا الإدعاء من الأساس .ألهذه الدرجة أصبحنا نتعامل مع تاريخنا بإستهتار ؟

الأمر الذى جعلى أتسائل أولم يكن ما حدث نموذج فريد من نوعه لتزوير التاريخ ؟ أولم يكن ما حدث سبب كافى لجعل علماء النفس والإجتماع يدرسون هذه الظاهرة حتى لا نجد من يخرج علينا فى يوم من الأيام بإدعاء أكثر أهمية من مجرد جول فى كرة القدم ؟

وفى النهاية أنا لا ألوم الكابتن مجدى عبدالغنى على إدعائه لأننى بكل صراحة لا أستطيع أن ألوم كل شخص يخرج عليا بإدعاء كاذب ولكنى ألوم من ترك تاريخ الشعوب عرضة للتزوير بكل هذه السهولة.

 

أضف تعليقك هنا