لنعود للحزم التعليمي

أهمية العلم

ينظر الى رأس المال البشري كأحد عوامل تحقيق التنمية الاقتصادية، ويعد التعليم وسيلة هامة في تعزيز رأس المال البشري والمحافظة على ثقافة المجتمع، ومما لا شك فيه أن العلم والتعليم هي الغاية التي نبني بها الأجيال ونعد بها الفرد للمضي قدماً نحو درب التعلم وصولاً للرقي لأعلى المراتب.

لهذا دائمًا ما تبذل الدول الجهد الجهيد لبناء مجتمع متعلم متطور من خلال العلم والمعرفة. ومهما اكتنف العملية التعليمية من تطور واهتمام، فإنها لن تحقق غاياتها وأهدافها، إلا بالحزم الذي يعول عليه كثير في العملية التعليمية من خلال إبراز الوجه الحقيقي لمدى الجدية التي تكتنف القائمين على أمره وبالتالي تحقيقها وعكسها للعملية التعليمية.

نتيجة ترك الحزم بالتعليم

وفي تعليمنا الحالي نجد أننا قد بالغنا في تطبيق البرجماتية ذات النكهة الأمريكية الخاصة والتي نتجت عانا منها الشعب الأمريكي وأنتجت مخرجات تعليمية هشة وإنحلال أخلاقي وفراغ معرفي ولا سيما بعد ما أظهرته نتائج الاختبارات الدولية من بقاء موقعهم كما هو ولم يصعدوا حتى سلم الوسط بين البلدان الناجزة، وهذا ما دعاهم للبحث عن الأسباب مقارنة بتقديم التعليم في الدول الأخرى كالدول الأسيوية كسنغافورا واليابان وكوريا والصين وغيرها التي تهتم بعمق المعرفة في المقررات الدراسية بدلاً من تسطحيها مع مزيج من الحزم والشدة معرفياً وسلوكياً.

أهمية الحزم التعليمي

فالحزم له أهمية كبيرة في العملية التعليمية حتى يرى المتعلمون مدى الجدية التي تظهر على المعلمين القائمين على أمر التعليم، وخصوصاً عند تقويم الطلبة ليخرجوا لنا جيل قادر على إمتلاك المعارف الأساسية ولا يتم ذلك إلا بالحفظ (الاستظهار) فهو مهارة عقلية يحتاجها جميع الطلبة في جميع المراحل الدراسية وفي جميع التخصصات حتى طلبة الطب والهندسة وغيرهم، بل هو أساس وقاعدة هرم بلوم المعرفي والذي يبنى عليه بقية المستويات من تحليل وتركيب وتقويم.

إننا نحتاج لحزم تعليمي قوي يضع النقاط على الحروف مع عدم الانسياق وراء البريق اللامع للفلسفة البرجماتية وتوخي الحذر من التركيز عليها دون اعتبار للمبادئ الأخلاقية وتقديم المنفعة على تلك المبادئ مما يفسد عملية التربية ويفرغها من الجانب الروحي والأخلاقي والذي في الوقت الذي نحن أحوج ما نحتاج إليه.

فيديو مقال لنعود للحزم التعليمي

 

أضف تعليقك هنا