ذات يوم من الايام ، كان هناك كلام متداول بين الناس علي فتاه تخرج من الحاره و تعود قبل اذان الفجر الي بيتها ، فظن الجميع انها تعمل في مجال مخالف الآداب ، وكان أباها رجل عجوز و امها متوفيه ، ومما زاد الطين بلة انها غير منخرطة وسط سيدات المنطقة فلا يعلم عنها أحد اي شيء .
وذات ليلة صيفية عادت و كان الجميع يسهر علي المقهي القريب من منزلها كل خميس حتي اذان الفجر ، فرمي كلا منهم بكلمه جرحتها و اذتها فجحظت عيناها و تبدلت ملامحها و صعدت الي منزلها دون أن و تردف بجمله واحده .
وفي صباح الجمعة وبعد صلاة الظهر نزلت الي السوق تقضي حاجتها من بقاله و خضروات تنقص بيتها الصغير المتواضع فرفض جميع البائعين أن يبتاعوا لها شئ وسخر كلا منهم و باتت عباراتهم بالهمس و اللمز حتي أن نزلت دموعها رغمآ عنها وسط قهقه وسخرية البائعين .
وبعد مدة قصيرة مات والدها بعد أن نفقت عليه الكثير من المال في مرضه الاخير وقررت أن تترك الحاره و تنتقل الي مكان آخر مكان لا تعرف احد فيه و لا يعرفها ، ووقت أن جاء إليها عاملين النقل و صعدوا الي منزلها يجموعون اشيائها لحملها اسفل العقار و نقلها علي سياره نقل سوزوكي ، حدث ما لم يكن في الحسبان الا وهو .
تجمهر الأهالي اسفل منزلها و قذفوها بالحجارة مع الكثير من السباب و اللعنات المتتالية ووصفها بالعاهره و بأنها رجس ونجس علي المكان .. ففر العاملين هربا و خوفا بعد أن ظن الجميع بأنها تأتي الرجال الي بيتها بعد موت ابيها وتفعل الفحشاء .
ظل الجميع يصرخ ولم ينتهي حتي أن صعد بعض الرجال و اقتحموا عليها منزلها و سحلوها أسفله العقار و ألقوا بها في منتصف الطريق وسط تجمهر الكثير ، من يبصق عليها و من يخرج بضاعته و يتبول عليها و من يلقي عليها بالطماطم و من يلقي البيض و من يلقي بعض الطوب الصغير حتي أن تمزقت ملابسها و نزفت دمآ ، حتي أن جاء شيخ المنطقة و صاح في الجميع بأن يتوقف و يسألهم قائلا :
ماذا تفعلوا هل جننتم ياقوم ؟!
فقال إحداهما : انها عاهره وتستحق الرجم .
فقال الشيخ : وهل رأيت بعينك ؟! و لحكم الزنا ثلاثة شهود .
فعم الصمت على المكان لبهره حتي أن واصل الشيخ حديثه وقال :
من منكم لم يشتهي تلك الفتاة منذ صغرها وبعد أن كبرت ؟!
نظر الرجال أرضا حيائآ
فقال :
من منكم لم يستحيها له ، و يتمنها وظن انها طير رخيص وابوها رجل كبير وحتي بعد أن مات ، من منكم قدم لها المساعده فانتم لا ترحمون و لا تتركون رحمه الله تنزل علي عباده ، تعود في وقت متأخر من الليل لأنها تعمل ممرضه هي تداوي المرضي و انتم تؤزون الناس .
تفرق الجمع وذهب الجميع وهم مطئط الرؤس ، فانخفض الشيخ وقال لها : لا تحزني .
فقالت له : انا فعلا عاهره و اعمل في مجال البغاء .
تبدلت ملامحه و اشطاط غضبا فقال لها في غضب :
قبح الله وجهك .
فقالت : و مال الفرق ، انا اعمل منذ الصغر وفي كل مجال شريف اعمل به ، يلتف حولي جميع الرجال طمعا في وكلا منهم يريد أن يتذوق من عسلي دون مقابل و دون زواج وفي كل مره ارفض فيها اطرد شر طرده من العمل ، داق بي الحال فالجميع مثل الكلاب المسعوره و اي انثي تمر بجانبهم يلهثون خلفها ، ماذا افعل ، وكلما حاولت أن اقترض مال من احد طلب مني علاقة ، داق بي الحال و اتجهت رغم عني في طريق البغاء طمعا في شفاء ابي و ملاحقت نفقات علاجه .
فقال : وبعد موت ابيكي ما الذي يجبرك علي الاستمرار ، تزوجي و زوجك يعطيكي مثل ما كنتي تكسبيه و بالحلال .
فقالت : انا اخخذ في الليلة الفان من يعطيني مثل ذالك و من يقبل بي و بعلتي .
فقام و قامت و نفضت ما بها من تراب ومسحت علي وجها وقال : سلام الله عليكي سدعوا لك ربي بأن يغفرك .
فاتت إحداهما تمشي على استحياء وقالت :
انا سمعت الحديث و زوج امي يبرحني ضربا يوميا و ما ذاد الطين بلة في الآونة الأخيرة بات يتحسس جسدي .
فقالت : ماذا عني بكل ذلك .
فقالت : اريد ان اعمل معك .
فقالت : وما المانع هيا بنا .
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد