تنبُّؤات العام 2019م في التكنولوجيا والإعلام ووسائل التواصل

هل تنشب حرب بين عملاقي التكنولوجيا في العالم “Googleجوجل” و “Amazon أمازون”؟

هل سيحمل العام 2019م الكثير من المفاجآت لمصمِّمي ومستخدمي التكنولوجيا حول العالم؟ إذا كانت الإجابة بـ”نعم”، فهل يفسِّر ذلك إمكانيَّة الاستغناء عن شبكة الـ4G فائقة السرعة واسعة الانتشار؟ أو يُبرِّر نشوب حرب شَرِسَة بين عملاقي التكنولوجيا في العالم “Google جوجل” و “Amazon أمازون” للتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي. وحتى إذا ما صحَّ ذلك، فكيف إذن يُمكن تصديق أنَّ مبيعات السماعات الذكيَّة ستتجاوز مبيعات الهواتف الذكيَّة ذاتها!!

قد يبدو ما سبَق ضربًا من الخيال، لكنَّ شركة “ديلويت جلوبال “DELOITTE Global، تنبَّأت بالفعل بأنَّ العام الجاري 2019م لن يمرَّ مرور الكرام، وأنه سيتخطَّى تخيلاتنا لعالم أفضل بمراحل كثيرة، وعلى شتَّى المستويات.

2019 عام إنتشار الشبكات اللاسلكية حول العالم

تبدأ تنبُّؤات DELOITTE Global، والتي نُشرت مؤخرًا في تقرير بعنوان  “Technology media and telecommunications predictions 2019″، مع تكنولوجيا الجيل الخامس 5G، والتي ذكر التقرير أنها تحتاج سنوات عدَّة للهيمنة الحقيقيَّة على سوق 4G، لكن رغم ذلك فسرعتها وقدرتها وسعتها واختراقها ستجعل منها فرصة ثمينة لا ولن يتمكَّن غالبيَّة مُشَغِّلي الاتِّصالات من رفضها، وأن العام الجاري (2019م) سيكون عام انتشار الشبكات اللاسلكيَّة واسعة النطاق من الجيل الخامس (5G) حول العالم.

ويؤكِّد التقرير أن نحو 72 مشغِّلًا كانوا يختبرون تكنولوجيا 5G مع مطلع العام الماضي (2018م)، وأنه بحلول نهاية العام 2019م، سيتخطَّى عدد مزوِّدي الخدمة المائة، كما توقَّعت إطلاق 20 جهازًا للهواتف المحمولة العام ذاته، ونحو مليون هاتف محمول من الجيل الخامس، من أصل 1.5 مليار هاتف محمول سيتم بيعه.

وفي نهاية العام 2020م ستمثِّل مبيعات الهواتف المحمولة المشغِّلة بتكنولوجيا 5G  ما بين 15 و20 مليون وحدة، أي: ما يقرب من 1% من إجماليّ مبيعات الهواتف الذكيَّة حول العالم، وسيكون العام 2021م العام الأول الذي سيبيع فيه تجار التجزئة أكثر من 100 مليون هاتف محمول بتقنية الجيل الخامس، وستصبح فوائد هذه التقنية أكثر وضوحًا مع سرعات فائقة تتخطَّى سرعات 4G الحالية، مثل: سرعات الذروة من جيجابت في الثانية (Gbps)، وسرعات مستدامة تُقدر بمئات الميجابيت في الثانية (Mbps).

وهناك ثلاثة تطبيقات رئيسة سيتم فيها الاستعانة بالتقنية اللاسلكيَّة 5G خلال العامين 2019 و2020م، هي: الاتِّصال الجوال بشكل أكثر فاعليَّة، من خلال أجهزة مثل الهواتف الذكيَّة، وربط الأجهزة “الأقل استخدامًا”، وخاصة أجهزة المودم 5G أو النقاط الساخنة “”Hotspots المكونة من أجهزة وصول لاسلكيَّة مخصَّصة، وستكون صغيرة بما يكفي لتكون متحركة، والتي ستعمل على الاتصال بشبكة الجيل الخامس، ثم تتصل بأجهزة أخرى عبر تقنية Wi-Fi.

وأخيرًا، يتعلق التطبيق الثالث بتصميم أجهزة وصول لاسلكيَّة ثابتة 5G fixed-wireless access (FWA)، مع تثبيت الهوائيات بشكل دائم على المباني أو النوافذ، ما يوفِّر الإنترنت للمنازل والشركات على نطاق عريض بدلًا من الاتصال الشبكي.

تكنلوجيات الذكاء الإصطناعي

أما في مجال الذكاء الاصطناعي، فيتنبأ تقرير DELOITTE بأنه في العام 2019م، سينتشر استخدام برمجياته وخدماته، وأنه من بين الشركات التي تتبنَّى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، سيحصل 70% منها على قُدُرَات الذكاء الاصطناعي من خلال برمجيَّات الشركات القائمة على تقنية cloud enterprise software، و 65% منها سيُنْتِج تطبيقات جديدة للذكاء الاصطناعيّ باستخدام خدمات cloud development  . علاوة على ذلك، ستصل معدلات تغلغل برامج المؤسَّسَات ذات الذكاء الاصطناعي المتكامل ومنصَّات الذكاء الاصطناعي المستندة إلى cloud  لما يُقدَّر بنحو 87٪ و83٪ على التوالي بحلول العام 2020م، وذلك بهدف تحسين عائد الاستثمار (ROI) من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

لكنَّ هذه التكنولوجيا تتكون من تقنيات مُتَعدِّدَة أساسها التعلُّم الآلي الأكثر تعقيدًا، وأن هذه التقنيات تتولى تحريك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل: رؤية الكمبيوتر، ومعالجة اللغات الطبيعيَّة، والقدرة على تسخير مجموعة ضخمة من البيانات لإجراء تنبؤات دقيقة، وللكشف عن الأفكار الخفيَّة، وبسبب هذه التقنيات المذهلة التي من المؤكَّد ستساعد الشركات على تحسين عملياتها، وتطوير عروض جديدة، وتقديم خدمة أفضل للعملاء بتكلفة أقل، يحظى هذا المجال بالمزيد من الاهتمام العالمي المتسارع.

الصعوبات التي تواجه الذكاء الإصطناعي 

لكن رغم أهميته تلك، إلا أنه يُشَكِّل تحديًا كبيرًا في الوقت ذاته لغالبيَّة الشركات والمؤسَّسَات الراغبة في توظيفه، فهذه الشركات غالبًا ما تَفتقر إلى الخبرة والموارد المطلوبة للاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي؛ لأن تطبيقاته تتطلَّب التعلم الآلي العميق، وخبراء في المجال ذاته، وبنية تحتيَّة مُتَخَصِّصَة. لذا يتعين على الشركات التي يمكنها تحمُّل هذه الأصول أن توفِّر كافَّة ظروف الاستخدام المناسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكل هذا يتطلب مستوًى مرتفعًا للغاية من الاستثمار والتطور، وهو ما يُعدُّ بعيد المنال بالنسبة للكثير من الشركات.

ولهذا السبب، يُعتَبر الذكاء الاصطناعي حِكرًا على الشركات التكنولوجيَّة الرائدة التي تتمتَّع بالخبرة التقنية المطلوبة، والبِنية التحتيَّة القويَّة لتكنولوجيا المعلومات، والموارد الماليَّة الهائلة للحصول على المهارات العلميَّة النادرة في مجال البيانات، ولذلك تدور حرب شَرِسَة الآن بين عملاقي التكنولوجيا في العالم ” Googleجوجل”، و” Amazonأمازون”؛ للحصول على الكفاءات البشريَّة في مجال الذكاء الاصطناعيّ، واستثمار المليارات في تطوير البنية التحتيَّة، بما في ذلك مراكز البيانات الضخمة والمعالجات المتخصِّصَة.

وقد صمَّمت “جوجل “Google شرائح خاصَّة بها بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتسريع التعلُّم الآلي في مراكز البيانات الخاصة بها، وعلى أجهزة إنترنت الأشياء، أما “أمازون “Amazon فتستخدم التعلُّم العميق لإعادة تصميم العمليَّات التجاريَّة وتطوير فئات منتجات جديدة، مثل: مساعدها الافتراضي Alexa9.

تطرَّق التقرير أيضًا إلى مستقبل السماعات الذكيَّة Smart Earphones وسوقها، والذي ستشهده من نمو في الاستخدام والانتشار، فيؤكد أن هذه السماعات باتت بالفعل سوقًا سريعة النُّمُوّ في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزيَّة، ويَستعدُّ منتجوها لغزو العالم غير الناطق بالإنجليزيَّة في العام الجاري (2019م) وما بعده، مما يُهيئ الساحة الدوليَّة، على المدى البعيد، لإتاحة الحوسبة للجميع.

ودلَّل التقرير على ذلك بأنه في نهاية العام 2017م، كانت مبيعات السماعات الذكيَّة تقتصر إلى حدٍّ كبير على الأسواق الناطقة بالإنجليزيَّة، مع أكثر من 95% من المبيعات في الولايات المتَّحِدَة الأمريكيَّة والمملكة المتَّحِدَة، ويتوقع أنه مع مطلع العام 2019م توسُّع مبيعات هذه السماعات تحديدًا في البلدان التي يتحدَّث فيها غالبيَّة السكان اللغة الصينيَّة، والفرنسيَّة، والإسبانيَّة، والإيطاليَّة، واليابانيَّة.

 السماعات الذكية أكثر طلباً من الهواتف الذكية 

وتتنبَّأ شركة DELOITTE Global بأنَّ صناعة السماعات المخصَّصة للمتحدِّثين عبر الهواتف الذكيَّة والمتصلين عبر الإنترنت والمتعاونين في مجال الصوت الرقمي المتكامل، سوف تبلغ قيمتها نحو سبعة مليارات دولار أمريكي العام 2019م؛ حيث تباع نحو 164 مليون وحدة بمتوسط سعر بيع يبلغ 43.1 دولار أمريكي.

ومعَدَّل النمو هذا في سوق السماعات الذكيَّة، والذي يبلغ 63٪، من شأنه أن يجعلها أسرع فئات الأجهزة المتَّصلة بالهواتف الذكيَّة نموّاً في جميع أنحاء العالم خلال العام 2019م، ويؤدِّي إلى تكوين قاعدة سوقيَّة راسخة لأكثر من 250 مليون وحدة بحلول نهاية العام ذاته.

وفي تنبؤ آخر مثير للغاية، يتوقَّع التقرير أن يكون الطلب المحتمل على السماعات الذكيَّة أعلى بكثير من الطلب على الهواتف الذكيَّة ذاتها، وما عزَّز توقعها ذلك أن الكثير من سلاسل الفنادق العالميَّة نشرت بشكل مكثَّف سماعات ذكيَّة داخل غرف النزلاء ضمن خدمة الغرف، ومنها: مجموعة ماريوت الدوليَّة التي زوَّدت بعض فنادقها بالسماعات الذكيَّة فستنشر نحو 14000 وحدة داخل فنادقها في الصين وحدها. ويرجِّح أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فسيمكِن لنزلاء الكثير من الفنادق حول العالم الاستمتاع بمكبرات الصوت الذكيَّة والتحكُّم الصوتي خلال العِقد القادم.

مع التنامي السريع في مجال الرياضة العالميَّة وارتباطه الوثيق بالأنشطة الإعلاميَّة والتجاريَّة، مثل: تقديم البرامج التلفزيونيَّة والإعلانات مدفوعة الأجر، يتوقع تقرير DELOITTE الربط بين هذا المجال وصناعة “القمار” حول العالم، وأنه في العام 2019م، سيراهن نحو 60٪ من الرجال في أمريكا الشماليَّة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا، ويشاهدون الألعاب الرياضيَّة عبر البث التلفزيونيّ التقليديّ، على المكسب والخسارة في المباريات- وأنه كُلَّمَا زاد عدد المراهنين سيزداد عدد مشاهدي المباريات عبر التلفزيون.

الشباب من هواة مشاهدة التلفزيون التقليدي أكثر من النساء 

ومن المؤكَّد أن فئة الشباب في جميع أنحاء العالم من هواة مشاهدة التلفزيون التقليديّ، لكنَّ الفئة التي تهوى الرياضة منهم هي سوق محتملة ذات قوة نسبيَّة، وأحد أسباب ذلك هو أن هؤلاء الشباب يراهنون على المباريات الرياضيَّة، ويشاهدون على التلفزيون تلك المسابقات فتولِّد لديهم شغفًا كبيرًا باللعب والمراهنات. حتى إن التقرير يتوقَّع كون 40% من الرجال الأمريكيِّينَ الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا يشاهدون التلفزيون لهذا السبب.

على الصعيد العالمي، تُمثِّل المقامرة صناعة حيويَّة تبلغ قيمتها نحو نصف تريليون دولار، وتُشكِّل المراهنة على الألعاب الرياضيَّة نحو 40% من إجمالي هذه السوق، بما يعادل نحو 200 مليار دولار سنويًّا، ويتنبَّأ التقرير بأن المراهنات الرياضيَّة ستنمو بمعَدَّل 9% سنويًّا خلال الفترة بين العامين 2018 و2022م، وأن الأميركيِّين يراهنون على 93 مليار دولار أمريكي سنويًّا (بشكل غير قانوني في الغالب) على كرة القدم الاحترافيَّة ودوري الجامعات.

وتُعتَبر الصورة النمطيَّة السائدة حول العالم أن الرجال يشاهدون الرياضة التلفزيونيَّة أكثر من النساء. وأكَّد التقرير صِحَّة هذا الاعتقاد، ففي العام 2018م شاهد 49% من الرجال في الولايات المتَّحِدَة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا بثًّا رياضيًّا واحدًا على الأقل “بما في ذلك المباريات الحيَّة والبرامج الحواريَّة وبرامج العروض البارزة”، وذلك مقابل نسبة 26% من النساء الأمريكيَّات من نفس العُمر. وبالمثل، فإنَّ 64% من الرجال الأمريكيِّينَ الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة يشاهدون الرياضات التلفزيونيَّة، مقابل 37% فقط من النساء الأمريكيَّات من نفس العُمر.

التطورات المستقبلية للراديو في عام 2019

اشتمل التقرير في جزءٍ منه أيضًا على التنبؤ بالإيرادات المستقبليَّة للراديو في العام 2019م، فيذكُر أن عائدات الإذاعة العالميَّة ستصل إلى 40 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 1% عن العام الماضي (2018م)، وأن الإذاعة الأسبوعيَّة ستنتشر في كل مكان حول العالم تقريبًا، مع أكثر من 85% من السكان البالغين الذين يستمعون إلى الراديو أسبوعيًّا على الأقل في العالم المتقدِّم، وأنه ستتفاوت نِسَب وصول الراديو في دول العالم النامي. وبشكل عام سيحرص ما يقرب من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم على الاستماع إلى الإذاعة أسبوعيًّا.

وذكَر تقرير شركة Deloitte Global أن البالغين على مستوى العالم سيستمعون إلى ما معدله 90 دقيقة من الإذاعة يوميًّا، وأنه على عكس بعض الأشكال الأخرى من وسائل الإعلام التقليديَّة، ستواصل الإذاعة أداءها بشكل جيِّد نسبيًّا مع الفئات الأصغر سنًّا؛ ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، من المتوقع أن يستمع أكثر من 90% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا إلى الراديو أسبوعيًّا على الأقل في العام 2019م، وبمعدل يزيد عن 80 دقيقة في اليوم.

الألعاب التكنلوجية أدت إلى إنخفاض نسبة مشاهدة التلفزيون التقليدي

وفي المقابل، تنخفض نسبة مشاهدة التلفزيون بين الفئة ذاتها في الولايات المتحدة بمعدل ثلاثة أضعاف معدل الاستماع إلى الراديو، بل ومن المحتمل -بحسب التقرير- أن يقضي الأمريكيون من نفس الفئة وقتًا أطول في الاستماع إلى الراديو أكثر من مشاهدة التلفزيون التقليدي بحلول العام 2025م.

وفي شأن الألعاب الرياضيَّة الإلكترونيَّة eSports، فإنها صناعة ضخمة تَضُمّ الكثير من الألعاب، والدوريَّات، واللاعبين الذين يتنافسون عبر أجهزة الكمبيوتر، ووحدات التحكُّم في الألعاب، والأجهزة المحمولة. وفي حين أن صناعة الألعاب الإلكترونيَّة نفسها لا تزال حديثة، إلا أنها تُمَثِّل نقطة التلاقي بين الخدمات الرقميَّة المعاصرة وسلوكيَّات المستخدمين. لذا يرى تقرير Deloitte Global أنها نشاط اجتماعيّ حيويّ للغاية يجذب حشودًا كبيرة من المشاهدين على المستوى العالمي.

وتوقَّع أنه في العام 2019م، ستزيد سوق أمريكا الشماليَّة للرياضة الإلكترونيَّة بنسبة 35٪، بدفع قويّ من الإعلانات وتراخيص البثّ، ومبيعات الامتياز “franchise”، لا سيّما أنه في العام الماضي (2018) شهد إجمالي إيرادات الألعاب الإلكترونيَّة دفعة كبيرة من إدخال أول اتحادات امتياز في أمريكا الشماليَّة The first North American franchise leagues، وأن المستثمرين دفعوا ما يصل لـ20 مليون دولار أمريكي لإطلاق فريق دوري العام الجاري، ما يُنبئ بإمكانيَّة إطلاق دوريات جديدة تحقق إيرادات كبيرة لشركات الألعاب الرائدة.

الفئة الأكثر استخداماً للوسائل الإعلامية الحديثة هي فئة الشباب

ويوضِّح التقرير أن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا أصبحت أكثر استهلاكًا للوسائط الإعلاميَّة الحديثة، مثل: تطبيقات الهواتف الذكيَّة، والشبكات الاجتماعيَّة، مقابل تراجع نسبة متابعتهم للمحتوى التلفزيوني، ووجدت شركة Nielsen الأمريكيَّة للتحليلات الإعلاميَّة أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا همّ أقل عُرضة لمشاهدة الألعاب الرياضيَّة المحترفة على التلفزيون مقارنة بالأجيال الأكبر سنّاً. ولذلك “هل يمكن لشركات الإعلام التقليديَّة الاستفادة من ظاهرة الألعاب الرياضيَّة الإلكترونيَّة eSports لاستقطاب المزيد من المستخدمين الرقميِّينَ الشباب إلى جمهورها؟”.

ويبدو أنَّ بعض هذه الشركات قد بدأ في التحرُّك بالفعل، ففي العام 2018م، اشترت Disney وESPN وABC ترخيصًا متعدِّد السنوات من شركة Blizzard Entertainment الخاصة ببثّ الألعاب والمحتوى، من أجل بثّ لعبة “Hit Overwatch”، وهي واحدة من أكثر الألعاب الإلكترونيَّة شعبيَّة في العالم بمُعَدَّل مستخدمين يُقدَّر بنحو 40 مليون شخص حول العالم، كما بثَّت ESPN نهائيات دوري Overwatch League، لمدة ثلاث ليالٍ شهدت خلالها الشبكة ارتفاعًا هائلًا في مُعَدَّل المشاهدة.

ختامًا، ما كشفت عنه “ديلويت جلوبال “DELOITTE Global الرائدة في مجال تحليل البيانات، من اتِّساع نطاق التقنيات الناشئة عالميًّا، مثل: تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، واكتساح شبكة الجيل الخامس 5G، والثورة المحتملة للألعاب الرياضيَّة الإلكترونيَّة eSports، وارتفاع الإيرادات المستقبليَّة للراديو، وتجاوز الطلب العالميّ على السماعات الذكيَّة لمبيعات الهواتف الذكيَّة ذاتها، سيكون بمثابة ثورة هائلة في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات (TMT)، وسيتعيَّن على الشركات الرئيسة في هذا القطاع السعي الحثيث للتكيُّف مع الظروف المستقبليَّة، والتعاطي مع التحدِّيَات المتوقَّعَة، هذا إن أرادت فقط الاستمرار والحفاظ على مكانتها في سوق دائمة التغيير والتطوُّر.

فيديو مقال تنبُّؤات العام 2019م في التكنولوجيا والإعلام ووسائل التواصل

أضف تعليقك هنا