خلف الشاشات

هواتفنا النقالة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا

سكرين شوت، تشيير، فرودة، بلوك، حذف، إضافة، تعليق، جروب.. وغيرها من الكلمات والمصطلحات التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية والعملية. أينما نظرنا أو جلسنا نجد شخصا او أشخاصا يمسكون هواتفهم النقالة، ينظرون إلى الشاشة والسمّاعة أو السمّاعات في أذانهم. كل ما نحتاج له من: بحث عن معلومات أو إرسالها، سحب نقود او إيداعها والتنقل بين حساباتنا البنكية، إرسال أو استقبال الرسائل عبر بريدنا الإلكتروني، كل ذلك يتم بمنتهى البساطة والسرعة الفائقة من خلال شاشة صغيرة. يتحدث الجميع عن الذكاء الاصطناعي وعن مهن المستقبل وأمور كثيرة ومتعددة متعلقة بهذا العلم الذي يغزو العالم. قيل أن نتساءل عما يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله، علينا أولا أن نصحى قليلا لتصرفاتنا نحو هواتفنا .

هل نستطيع البعد عن هواتفنا النقالة ولو لفترة قصيرة؟

لا أريد إجابة عن السؤال التالي ولكن فكّر بإجابة بينك وبين نفسك: هل تستطيع البقاء ليوم واحد بعيدا عن هاتفك النقّال؟ هل بإمكانك عدم تفقد وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة او بريدك الإلكتروني أو حتى تصفح جوجل أو يوتيوب؟ هل تستطيع تناول طعامك سواء أكان ذلك وجبة الفطور أو الغذاء أو العشاء دون تصوير الطعام أو الشراب أو مع من تتناول طعامك؟ هل تستطيع عدم مشاركة حياتك وتفاصيلك اليومية من خلال منصات التواصل الاجتماعي؟ هل تستطيع أن تتخلص من صفة الفضول؟

هل نستخدم هواتفنا حقاً للأشياء الضرورية؟  

قبل التفكير بإجابات على الأسئلة السابقة، لنسأل الأسئلة بطريقة أخرى لأترك لك مجال التفكير والتأمل: لماذا ننسى أو نتناسى أن الهدف الأساسي من الهاتف النقّال هو الاتصال وإجراء مكالمات هانفية؟ كم تبلغ المدة الزمنية التي نقضيها ونحن نتصل وليس نتواصل؟ كم تبلغ الفترة التي نستغرقها لنجري مكالمة هامة وضرورية وليس إرسال رسالة أو دردشة على احد الجروبات أو صور الأذكار والتحيات والتهنئات؟

القائمة تطول وتطول.. الوقت يمر سريعا دون أن نشعر، والعمر ينقضي دون إدراك أننا نضيّع وقتنا في أمور لاتستحق هدر وقتنا عليها. مؤكدا لا يمكننا إنكار أو تجاهل أهمية هذا الاختراع مقترنا بالانترنت الذي استطاع تسهيل وتيسير الكثير من الأمور علينا. ولكن هل فكرنا في كلمة بسيطة، الا وهي التوازن؟!

يجب معرفة الهدف الأساسي من استخدام هواتفنا 

الطفل والمراهق، الشاب وكبير السن، الغني والفقير، المتعلّم والجاهل… جميع طبقات المجتمع وفئاته يستعملون الهاتف النقّال وأصبحوا سجناء خلف شاشاته بغض النظر عن أهداف وغايات كل منهم. يتسابق الجميع في الحصول وتملك الجهاز الأجدد ذو المواصفات الفائقة والفريدة.

لا نستطيع إنكار حقيقة أن للهاتف النقّال دور مهم في حياتنا، ولكن علينا نتذكر أدوات الاستفهام التالية: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ متى؟كم؟ أنت فقط من يستطيع صياغة الأسئلة لأدوات الاستفهام السابقة وتحديد غايتك وهدفك من استعمال هاتفك؟ انت من يقرر ماذا يضع على هاتفه وماذا يحذف؟

سأنهي مقالي هذا بطلب بسيط منك كقارئ ومستخدم للهاتف النقّال: اختر سؤالا أو أكثر من الأسئلة التي تم عرضها في المقال وشاركها مع دائرة معارفك لتناقش معهم الآراء.

فيديو مقال خلف الشاشات

 

 

https://youtu.be/6u2qra39Nz8

أضف تعليقك هنا