الأسماء الوهمية على مواقع التواصل ظاهرة تدعو إلى الحذر

مواقع التواصل الاجتماعي بلا قيود اجتماعية  

في خضم ما نعيشه عن طريق الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، تطفو على السطح الأسماء الوهمية أو الألقاب المستعارة مثل سمسومة المهضومة أو أمير الأحزان أو عطر الشوق الخ من تلك الألقاب التي تدل على الغموض، والتي يلجأ لها الكثيرون من المستخدمين للتخفي خلفها والتستر بها من عيون الآخرين ورقابة المجتمع وتسلطه…

فما دام هذا الفضاء بات أفقًا مفتوحًا، فإن حركة التواصل فيه ستكون حرة حيثما وجَد المستخدم فرصة للتحرُّر من القيود التي تحدُّ من رغباته في الواقع الحقيقي، ومِن ثم فإن هذا المستخدم معلق كان أم ناشر لا يجد نفسه مقيدًا في شكل النشر والتعليق ومضمونهما، كونه شخصية غير معروفة تحمل اسم وهمي لا وجود له في الحياة الواقعية.

الأسماء الوهمية أو المستعارة لا تترك أثر لصاحبها

إن مواقع التواصل الاجتماعي هي عبارة عن  صفحات مستخدمين تنشط في فضاء واقع افتراضي مفتوح للجميع في مختلف الاتجاهات، وبالتالي فإن ما يُنشَر في تلك الصفحات من منشورات أو تعليقات جادة كانت أم عبثية، ما هو إلا انعكاس للبيئة التي يعيش فيها المتصفح أو المستخدم ومدى ثقافته ونوع شخصيته وطريقة تفكيره، وخلفيته الاجتماعية بشكل أو بآخر.

وقد يعتبر البعض أن الأسماء المستعارة جزء من الحرية الشخصية للفرد سواء للشباب أو البنات، حيث يلجأ لهذه الحيلة بحثًا عن الحرية المطلقة في قول وفعل ما يشاء على الأنترنت دون أن يترك أي دليل قد يشير لشخصيته الحقيقية!.. والآخر منهم يشك بمصداقية هذه المواقع ومصداقية مستخدميها لذلك يستخدمون الأسماء المستعارة بحذر شديد دون الكشف عن أي من تفاصيلهم الشخصية من اسم أو صورة حفاظًا على خصوصيتهم أو من استخدام تلك التفاصيل ضدهم في حال كانوا شخصيات معروفة أو مشهورة.

الاسم الحقيقي على مواقع التواصل يعكس جدية المستخدم

غالبًا تكون التكنولوجيا مصدر قلق إن نحن لم ندرك مدى الخطورة التي قد نقع فيها في حال تجاوزنا خطوط الأمان والخصوصية عند استخدامها، لذا لا بد من وجود آداب وقواعد مناسبة تخص السلوك الاجتماعي الافتراضي على المستخدمين.. 

أولها اسم المستخدم الذي من خلاله يعكس الشخصية  التي تظهر للملأ، فعندما تكون الأسماء واضحة واقعية فهي تدل على أن أصحابها أشخاص متواجدون على أرض الواقع، لا تمسهم شائبة ويتواصلون مع الآخرين بشخصياتهم الحقيقية. بالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وُجدت للتعارف وبناء الصداقات المهنية والبحث عن أصدقاء قدامى من الدراسة والطفولة ومراحل مختلفة من الحياة، فهي وُجدت من أجل تكريس وتعميق مفهوم التواصل بأفراد المجتمع ولا يمكن أن يتم هذا بأسماء وهمية ومزيفة لا تشير للشخصية الحقيقية للمستخدم… 

سلبيات الأسماء الوهمية على مواقع التواصل

يوجد الكثير من الناس ضد استخدام الأسماء الوهمية لأي سبب كان، ويؤكدون أن هذا الأسلوب يساعد على بث الأفكار المتطرفة، وزيادة الجرائم الإلكترونية وحالات النقد العشوائي الغير المبرر، وما يصاحبها من سب وشتائم كثيرًا ما نراها في النقاشات التي تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وفي الغالب تكون من حسابات بأسماء وهمية وألقاب مستعارة… 

إن الأسماء الوهمية سواء كانت تخص فتاة أو شاب، هي حتمًا تعبّر عن خلل ما في شخصية الفرد الذي لا يتجرأ على الظهور للناس باسمه الحقيقي، فهو أشبه بالشخص الملثم على أرض الواقع أو الذي يخفي وجهه وراء قناع ويطلب من الآخرين التعامل معه بصورة طبيعية!…

نلخص على أن طريقة كتابة اسم المستخدم في مواقع التواصل المختلفة بحد ذاتها لها دور كبير في عملية التواصل مع الآخرين من ناحية الكم والكيف، ففي كلا الحالتين سواء كان الاسم حقيقي أم مستعار يجذب بشكل مباشر الشخصيات القريبة منه والتي تحمل صفات أو مواهب مشتركة، فصاحبة اسم سمسومة المهضومة مثلًا ستجد ما تبحث عنه عند صاحب اسم الحصان الجامح، والعكس صحيح مع أصحاب الأسماء الحقيقية والصفحات الجادة.

فيديو مقال الأسماء الوهمية على مواقع التواصل ظاهرة تدعو إلى الحذر

أضف تعليقك هنا