فيدرالية البصرة استحقاق ولكن ..

استقلال الفيحاء 

شتان ما بين جمالها وظلمها، عطائها وتهميشها، لم تنصف في عهد الحكومات السابقة ابدآ، ولكنها رغم التعنيف بحقها الا انها شجرة مثمرة، معطاء في الكرم والخير، لم تبخل على اخواتها حتى بدماء ابنائها، والجميل بها كلما اشتد ظلمها وتهميشها ازدادت بطولات وهمة ابنائها الرافضة للظلم والتهميش .

في الحديث عنها فهي تعد من اهم مدن العراق من حيث ( حقول النفط، حقول الغاز، المنافذ الحدودية، الموانئ، الاراضي الزراعية ) وغيرها الكثير من الخيرات التي لا تنتهي، عانى اهلها على مدى سنوات، ولا سيما خلال الستة عشر عام التي مضت في ظل الحكومة المنتخبة من بعد سنة 2003 .

حديث الساعة، شعبها يطالب بفيدراليتها وجعلها اقليم اداري مستقل؛ ليست جديدة فكرة المطالبة بالاقليم، أو حتى للمحافظات الجنوبية الثلاث ( البصرة- ذي قار- ميسان )، فقد طرحت تلك الفكرة من قبل جهات مختلفة بعد عام 2003، وايضآ في عام 2008، وفي عام 2014 كان انتشار الفكرة اكثر مما سبق، فكلما عصفت ازمة او كارثة في البصرة الا وطرح مشروع الاقليم، كما حاولت بعض الأطراف جمع تواقيع كافية من أجل اقامة استفتاء ولكنها فشلت، الجديد هذه المرة هي الحملة الاعلامية والميدانية الكبيرة المطالبة بالاقليم والتي اطلقها شباب من محافظة البصرة، وناصرهم فيها بعض الشخصيات السياسية من نواب برلمان واعضاء مجلس محافظة التي تنتمي لتوجهات سياسية مختلفة .

الجهات والكتل السياسية الحاكمة، في السابق لم تصرح بشكل مباشر في مساندتها او رفضها للمشروع، اما في الوقت الحالي فقد صرحت بعضها وبشكل مباشر عن تأييدها للفكرة والدفاع عن المشروع، ( لربما تأييدهم يخدم الشعب البصري بتأثيرهم على جهات معينه تعارض الفكرة )، وايضآ مساعي الشعب البصري واصراره لربما في هذه المرة سيحقق الاستفتاء وعلى الاغلب سيكون ايجابي للمشروع وفكرته ولكن هل هو الحل ؟!

هل ستنتهي مشاكل البصرة بالاستقلال؟

هل ستنتهي مشاكل البصرة بأقامته ؟! هل ستبقى الكتل السياسية حاكمة فيه ؟!
من هم زعماء ذلك الاقليم او القائمين عليه وهل يمتلكون مقبولية شعبية بين ابناء البصرة ؟! تساؤلات كثيرة لا يمكن البت بتأييد او رفض المشروع الا بعد الحصول على اجابات كافية .

علينا اولآ ان نستقل، نعم نستقل من كافة توجهاتنا السياسية، لأننا نعلم ان اكثر من 65% من شعبها منتمي او منحاز لحزب سياسي معين، وبهذا نحن لن نضمن استقلالية الاقليم او ابعاد تلك الجهات عنه، لأنه سيدخل بإنتخابات واصوات الشعب كفيلة بصعود اشخاص او احزاب وإستحواذها على الحكم، والا فتأييد السياسيين للفكرة لم تأتي من فراغ او حرص على الشعب، ولو كان همهم الخدمة لخدموا من مواقعهم وهم منذ 16 سنة في الحكم، هذا من جهة ومن جهة اخرى فتأييدهم جاء من باب تلميع صورهم المحروقة لدى الشعب، وهم على ابواب انتخابات لمجالس المحافظات المنتهية للصلاحية، فالغرض واضح والمصلحة شخصية بحته .

التدخل من الجهات الداخلية واضح وبارز للغرض، ولكن المخفي في الامر هو تدخلات خارجية لدول الجوار ودول اخرى، من سيضمن ان تلك الدول لن تتدخل في استقلالية الاقليم او اقامته ؟! ومن يضمن انها ستزج بزعماء مدعومين من قبلها لتنفيذ اغراضها السياسية الطامعة ؟! ايضآ الكثير من التساؤلات حول ذلك؛ وايضآ لا يخفى على الجميع التزوير الذي يحصل في كل انتخابات ولا نستبعد التلاعب بالتصويت او انتخابات الاقليم ان حصلت .

وفي اخر تلك التساؤلات والاجوبة المبهمة، الشعب البصري يعلم جيدآ ان البصرة بالرغم من وجود كل تلك الخيرات فيها الا انها تفتقد للكثير من امور الحياة، من امثلتها الواضحة الماء، فهي لم تكن اقليم وتغدي نسبة 80% من موزانة العراق وقطع الماء عنها بكل برود، فكيف ان اصبحت اقليم ؟! هذا واحد من الامور المهمة التي قد تجعل نفطها وخيرها لا يعادل ثمن ماء شربها فقط؛ فالسير نحو هكذا قرار مصيري يحتاج الى تريث وتفكير واجابات واضحة، بالاضافة الى انشاء جبهة شعبية وجلسات تثقيفية كي تسعى جماهير البصرة وأهلها لتبني المشروع وتحقيقه، وان عم الوعي والفكر فلن يستطيع احد ان يقف بوجه مشروع الاقليم وفي ساعتها ستكون البصرة صوت واحد نحو الاقليم واستقلالية الادارة لخدمة شعبها المظلوم بعيد عن التحزب .

فيديو مقال فيدرالية البصرة استحقاق ولكن ..

 

أضف تعليقك هنا