الحبانية مَدينة الحُب والسلام

بقلم: الدَّرقاءُ رَعد

الحبانية مدينة تجمع كل الطوائف

الحبانية المدينة التي تختصر الوطن المصغر، فيها يسكن كل أطياف الشعب العراقي وعند زيارتها ستعود إلى زمن بعيد، حيثُ الشعور بالأمان وتآلف الشعب وانسجامه وتمسكه بأرضه، فعند دخولك هذه المدينه سَتجد كردستان وكربلاء والأنبار في مدينه واحدة.

الحبانية المدينة الوحيدة في محافطة الأنبار عند دخولك إياها ستجد جامع الحبانية الكبير وبقربه حُسينيه الحبانية وبالمقابل كنيستان ماركيوركيس للاشورين ومعها في نفس المكان كنيسة مريم العذراء للأرمن.. حيث يعلو في سماء تلك المدينة هلال الإسلام وصليب المسيح.

الحنين إلى كنائس الحبانية

كنيسة ماركي وركيس وكنيسة مريم العذراء تقعان في نفس المكان تأسستا عام ١٩١٩ كان يسكنها المسيحيون وغادروها عام ٢٠٠٤ بعددخول تنظيم القاعده حيث تم قصفها بالصواريخ وتفجيرها على الرغم ان التنظيم لم يدخل أسوار تلك المدينة إلا أنه عبث بملامحها وخلف خراب تعجز الحكومات الفاسده من إصلاحه.

غادرها المسيحيون وقلوبهم بين ثنايا الصليب تحترق على أطلالها، غادروا لبلاد المهجر ولكن عند عام ٢٠١٩ حنت أفئدتهم لأزقتها القديمه التي كانوا يسكنوها ولأيام السمر، حنت أفئدتهم لأطلال الكنائس التي علقوا على جدرانها آلاف الامنيات فعادوا لزيارتها ووجدوا بقايا رماد وشموع أشعلوها قبل أعوام وأطفأها عصف الصواريخ، فأشعلوا شموع من جديد فوق الرماد أملاً ورجاء وتمني أن تتعالى من بين جدرانها أصوات القداس من جديد.. ولكن نسمات الهواء أطفئت الشموع قبل مهب الريح وقبل الرحيل ففاضت أجفانهم اطفئتها لأنها علمت أن ما يتم تدميره لا يعود لطالما عراقنا يحتضن الفاسدين. في٢٠٢٠ زارها العديد من المسؤولين ولكن كانت زياره لغرض التقاط الصور.. والكنائس لحد الآن لم يتم إعمارها

تدمير حسينية الحبانية وإعادة بنائها 

أما بالنسبه لحسينية الحبانية فقد تأسست عام ١٩٤٦ كان بناؤها على الطراز القديم بناء بسيط جداً وفي مطلع السبعينيات أعاد اعمارها أهالي الحبانية أيضاً من نفقتهم الخاصة، إن أرض الحُسينية باسم امرأه من بني تميم في زمن الرئيس عبدالكريم قاسم سُجلت باسمها.

كان قائم الحسينية الأول هو الشيخ جعفر وفي الثمانينات توفاه الله وبعده حجي عويده المعروف ابو عبد تبناها في عام ٢٠٠٠ وبعد وفاته استلمها ابنه كاظم وبعده ابراهيم.. فجرها التنظيم الإرهابي وفي عام ٢٠١٠ أعاد إعمارها الوقف الشيعي، لم تكن حُسينية الحبانية مكاناً للعباده فقط بل في وقت النزوح احتوت العوائل النازحة إلى وقت التحرير.

بعد خروج النازحين وعودتهم إلى ديارهم كان هناك الكثير من الأضرار في الحسينية، فتكفل طبيب الاسنان الدكتور سعيد فهد بترميمها، إن مدينة الحبانية لا يسكنها فقط المسيحيون بل أيضا إخواننا الأكراد، ومن ضمن أقدم العوائل التي لازالوا إلى الآن في المدينة، عائلة علي البايسكلجي

بقلم: الدَّرقاءُ رَعد

 

أضف تعليقك هنا