الشمس التي لم تغب برحيلها

المناضل كريم يوسف الجابري  (أبو وهب)

يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله وتغيب الشمس خجلآ من تلك الشموس الطالعة. كريم يوسف الجابري (أبو وهب) من مواليد ذي قار العز والعطاء ولد في ناحية الطار، درس في مرحلة الابتدائية والمتوسطة، وأكمل دراسة الإعدادية في ناحية الفهود.

سيرتة النضالية ومقارعة الظلم ضد النظام السابق (البعث)

بدأ الشهيد كريم يوسف الجابري تاريخة النضالي والبطولي منذ أن كان عمره 15 سنة، انضم إلى صفوف المعارضة المتمثلة آنذاك (حزب الدعوة) عندما كان في مرحلة المتوسطة من دراسة ساعدته في ذلك نشأته في عائلة مجاهدة ورافضة للظلم والجور الذي يتعرض له الشعب العراقي من خوف وترهيب اعتقالات وإعدامات ميدانية وتعسف السلطة النظام البائد، جميع هذه الظروف أتاحت له الفرصة بأن يصبح مناضلأ، وأصغر مقاتل آنذاك يرفض الظلم والجور، وكان مطارد من قبل السلطات مع أفراد عائلته.

تزوج الشهيد القائد يوسف كريم الجابري (أبو وهب) السيدة المجاهدة والصابرة (أمل عطية المشرفاوي) أم وهب عام 1989 حيث أخذت السيدة (أمل المشرفاوي أم وهب) تلازمة في وتساندة في كفاحة المسلح ومقارعة النظام الأسبق حتئ صدرت بحقها مذكرات قبض وصدر بحقها حكم الاعدام حيث عانوا مرارة الحياة وقساوتها ولم يعرفوا الاستقرار آنذاك وقام النظام الأسبق بحكم أشقائها هما (حسن عطية المشرفاوي) وفاضل (عطية المشرفاوي) نور ورحمة على أرواحهم المقدسة.

وفي عام 1991 اشترك الشهيد القائد كريم يوسف رحمة للة عليه في الكفاح المسلح (الانتفاضة الشعبانية)  حيث عرف ببسالتة وشجاعتة وصلابتة وذكائة عين قائد للمجموعة لتحرير مدينة الفهود ونجح كريم يوسف الجابري بتحرير المدينة وتخليص مواطنيها من الظلم والجور والتعسف حيث تعتبر أول مدينة قد تم تحريرها آنذاك.

هجرته

حكم عليه بالإعدام مع أفراد عائلتة وزوجتة (أمل عطية المشرفاوي) مما أضطر إلى الهجرة خارج العراق إلى مدينة السعودية (مدينة رفحاء)، حيث عانوا مرارة الغربة والشوق للوطن والآلام والحزن على فقدان الأحبة. ثم انتقل الشهيد القائد كريم يوسف الجابري إلى أيران، حيث قام بتشكيل ما يسمى محور (140) سنة 1993 من أجل تحرير مدينة ذي قار المحاصرة من قبل النظام السابق، والذي أذاق الويلات لسكانها بسبب رفضهم للظلم والجور وله صولات وجولات بطولية في تحرير المدينة من قبظة النظام الأسبق. وأكمل الشهيد القائد كريم يوسف الجابري دراستة الجامعية في المنفى الجمهورية إيران الإسلامية حيث نال شهادة البكالوريوس.

نشاطاته بعد عوته إلى العراق

وبعد سقوط نظام الأسبق عام(2003) عاد كريم يوسف إلى أرض الوطن تحديدآ مدينة الناصرية وبعد ذالك انتخب (قمقام) قضاء  سوك الشيوخ حيث ساهم في البناء والعمران وكان يعرف بنزاهتة وشجاعتة حيث كان مواطني القضاء يطلقون على فترة تولي منصب قيمقام بالفترة الذهبية المميزة حيث حصل على عشرات من الكتب الشكر والامتنان له أنذاك، حيث أحبه سكان قضاء سوق الشيوخ، وانتخبوه عضوآ للمجلس المحافظة المدينة ذي قار، كان يشغل عضو لجنة الزراعة في المحافظة وكان له نشاطات واسعة ومهمة علئ مستوئ المدينة هو الضغط علئ الحكومة المركزية من أجل إطلاق حصة مدينة ذي قار من الماء ويعتبر أول من دخل نظام الري الحديث ألئ المحافظة.

توجهه إلى ساحات المعارك ونيله الشهادة

حتى جاء اليوم المشؤوم الذي جعل غطى شمس العراق بالظلام الدامك عام 2004 اجتياح الإرهاب المتمثلة (بداعش) الذي غزا معظم المدن العراقية، مما اضطر الشهيد القائد كريم يوسف الجابري ترك عضويتة في محافظة ذي قار وتوجة إلى ساحات الحرب، حيث قام بتأسيس فوج للمهمات الخاصة الثاني لواء 22 لما يمتلكة من خبرة عسكرية والحنكة توجه ألئ تلال حمرين حيث خاض من اشرس المعارك الدموية لتحرير الأرض العراقية وتقدم بتجاه حقول (علاس) حيث استمرت المعركة من ساعة 5 فجراً إلى 10 صباحآ حيث سطر المقاتلون أروع البطولات والملاحم العسكرية بقيادته، استطاع ردع الإرهاب لكن غدر الغادرون عندما تقدمت قواتنا العراقية وحققت انتصارات باهرة قامت مجموعة داعش بإرسال عجلات مفخخة وانتحاريين، حيث قام الشهيد القائد كريم يوسف التصدي للسيارات المفخخة حتى نال شرف الشهادة التي كان يدعو لله بها حتى نالها.

سلاماً لروحٍ تاقت إلى لقاء ربها

لم نخسر قائداً شجاعاً فقط؛ إنما خسرنا كل شيء برحيلة، خسرنا ابتسامته، خسرنا أباً حنوناً، خسرنا إنساناً عزيزاً على أرواحنا، ضحى بروحه المقدسة من أجل تحرير الوطن. السلام عليك سيدي قد بذلت الغالي والنفيس وعانيت ما عانيت في تاريخك الجهادي من أجل وطنك، كنت خير إنسان طيب مبتسم دائمآ محب للجميع والجميع يحبك كنت تتسارع للعمل الخير وتشهد الفقراء بذلك، كنت تزورهم سراً من أجل مساعدتهم كنت بعيداً عن الإعلام، كانت أعمالك خالصة لوجة رباً رحيماً، حتى رحلت عنا والتقيت برب لطالما دعيته ونلت ما تمنيت، شاء لله جعلك من صديقين والطاهرين رحمك للة سيدي وقائدي، أهدي سلاماً طأطأت حروفة رؤوسها خجلة، وتحيةً تملؤها المحبة والافتخار بك سيدي وأبي الشهيد.

فيديو مقال الشمس التي لم تغب برحيلها

 

أضف تعليقك هنا