إشتباك مع الواقع – #مصر

مصر ليست دولة فاشلة كما يحاول ترويج الوزير الاخواني السابق يحيى حامد في مقاله على المنشور على مجلة فورين بوليسي الأمريكية منذ أيام، قد يتحفظ البعض على ما أقول نظرا لاشتباكنا المباشر مع الواقع وتأثيرات برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تطبقه الدولة حاليا.

مصر وبرنامج الإصلاح الإقتصادي

الواقع يقول ان مصر دولة متعثرة تحاول النهوض ببرنامج اصلاح اقتصادي في منتهى القسوة عصف بشرائح اجتماعية متعددة وأدى لافقارها وهو ما تعترف به الحكومة ومؤسسات الدولة رسميا، وهذا الواقع يخبرنا أيضا انه لم يكن لدى القائمين على الدولة خيار آخر سوى الشروع المباشر في مواجهة المشاكل المتراكمة التى كبلت الاقتصاد على مدار عقود سابقة وان ما قامت به الحكومة كانت اجراءات حتمية لتفادى اعلان افلاس الدولة في مرحلة لاحقة.

قرارات مصر 

الواقع يخبرنا ان الدولة تمضي في طريق لاعودة منه لتطبيق البرنامج بالكامل ورفع كافة أوجه الدعم والتي كانت تمثل حِمل ثقيل على عاتق الموازنة العامة لتقوم بتحريرها نسبيا ثم اعادة توجيه ما تبقى منه لحماية الطبقات الفقيرة ورفع المعاشات تدريجيا، ثم مؤخرا قرارات أخرى لرفع المرتبات ومازال المواطنون ينتظرون المزيد من نتائج هذا البرنامج ومردود نجاحه عليهم بشكل مباشر، وهو ما تمهد له الأرقام الرسمية وشهادات المؤسسات الاقتصادية الدولية .. وليس معنى تواتر الشهادات الايجابية من الخارج أو الداخل ان البرنامج نجح بشكل كامل في حين انه مازالت تواجهه مشكلات عويصة أهمها الدين الخارجي والداخلي وانه مازال على الحكومة الشروع في اجراءات للحد من هذه المشكلات وبالذات الحد من الاقتراض وخفض الاستثمار في أدوات الدين وعدم الاعتماد عليها كمصدر للاحتياطي الأجنبي من العملة الصعبة، لأن تراكم الفوائد ينهش في جسد الموازنة ويحرق أى فوائض يتم تحقيقها أو توفيرها جراء عمليات خفض الدعم على الطاقة والمحروقات وغيرها، بل عليها فتح المجال للقطاع الخاص والعودة للاقتصاد الحقيقي ذي القيمة المضافة كثيف التشغيل وزيادة الانتاج.

الإجراءات الإقتصادية التي مر بها المجتمع المصري

تعددت المقالات من الجميع وكل منا أدلى بدلوه في بحر الانتقادات لما يحدث منذ بدء تطبيق برنامج الاصلاح ، لانه جميعنا أغنياء وفقراء تأثرنا بالاجراءات الاقتصادية الصعبة، ولم يكن أمامنا الا التعامل مع الأمر الواقع ومحاولة تكييف دخولنا المادية على الواقع الجديد وكل منا قام بتغيير النمط الاستهلاكي وقمنا باجراءات تقشفية، ومنا من استغنى عن عدة أمور كانت تحقق له شيئا من الرفاهية المحدودة في حدود الفوائض البسيطة في الدخل ، وقام الجميع بتحديد أولويات صرف الدخول على الحاجات الأساسية فقط لعبور المرحلة الحالية وهو شيء ينم عن وعى كبير لدى عموم المصريين وادراكهم لقسوة المرحلة وحتمية المرور بها ومحاولة العبور منها، وأيضا نظرا لانعدام الخيارات أمامنا.

حل الأزمة الأقتصادية وتطبيق برنامج الإصلاح

لا أعتقد ان القائمين على الدولة سواء اتقفنا أو اختلفنا مع سياساتهم المتبعة لحل الأزمة الاقتصادية وتطبيق برنامج الاصلاح، سيتركون الدولة تصل لحافة الافلاس كما يتوهم الوزير الاخواني يحيى حامد هو وجماعته في بلاد الشتات .. قد تكون الادارة سيئة وقاسية لكنها ليست فاشلة بل في بعض الأحيان حتمية ان تكون بهذا الشكل ، وقد تكون الاجراءات الحمائية لطبقات الشعب غير كافية لكنها تتحسن بالتدريج ولم تصل الأمور بعد الى حافة الخطر ومازال يحدونا الأمل لنرى نجاح البرنامج الاقتصادي ونشهد التحسن ونلمسه جميعا ولا نتمنى الفشل أبدا لأن البعض منا مختلف مع النظام السياسي، فالفشل لو حدث لن يكون فشل للنظام وحده بل للوطن نفسه وهو ما لن نسمح به جميعا .. أنا شخصيا أتمنى النجاح السريع للبرنامج وأن يحقق أهدافه في تحقيق حياة كريمة ورخاء لجموع المصريين.

الخوف من فشل برنامج الإصلاح

ان أمنيات فشل برنامج الاصلاح الاقتصادي وفشل الدولة عموما لدى الجماعة الارهابية لن تحقق مهما طال انتظارهم ومهما روجوا وسوّقوا من خلال آلاتهم الاعلامية و قنوات الخارجية وحاولوا تضليل وتزييف وعى جموع الشعب .. بل ستقوم مصر من عثرتها وستمضى قدما ان شاء الله الى ما نصبو اليه جميعا وسنحقق مستقبل أفضل وحياة كريمة طالما ان مؤمنون بجدارتنا في الحصول عليهم.

فيديو مقال إشتباك مع الواقع

 

أضف تعليقك هنا

محسن حامد

من مصر