الحرب الزائفة في اليمن

بقلم: د.باسم أبو نور الهدى المذحجي

يخصص الحديث الإستراتيجي هنا, لبحث الجمود الفعلي للعمليات الحربية ,ومالأسرار الدفينة وراء هذا الجمود بعد الإشتباكات التي أدت الى تحرير بعض المدن ,والمديريات اليمنية.

الجيش اليمني

ألم يكن من الأفضل للجيش اليمني المدعوم من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية أن يستغل فرصة التهدئة في الحديدة, وموانئها و يحرر صنعاء وتعز، يبدي الخبراء العسكريون ,والمحللون الاستراتيجيون استعجابهم من عدم استخدام قوات المنطقة العسكرية الأولى, والثانية في اسقاط كل مديريات الجوف, ومأرب, والبيضاء، بناء على كل ذلك فجميع الخبراء الاستراتيجون يستنتجون بأن السلطة الشرعية للدولة اليمنية لوقامت بهجوم فعال مبكر لكانت حسمت الحرب على جماعة الحوثي الميليشاوية المتمردة, والانقلابية.

إيران 

دولة إيران ,ومن أمامها الحوثية فهمت المسرح العسكري والعملياتي في اليمن , وأدركت بأنها يمكن أن تضع حد للمحور التقليدي في صرواح ,ونهم ,وتعز,وأجزاء من الضالع , وقد تواجه صعوبة أمام المحور السلفي في صعدة ,والبيضاء لكنها ستفشل, وتهزم أمام المحور الحركي, والمتمثل بالقوات المشتركة في الحديدة, ولذالك لجأت للمجتمع الدولي لوقف حرب الحديدة عبر بوابة مفاوضات السلام ,واتفاق استوكهولم وفي المقابل وجدتها السلطة الشرعية فرصة لتمرير انفاقيات تبادل الأسرى, والمعتقلين.

أين يكمن الخلل والحرب الزائفة في اليمن؟

يفسر هذا الموضوع الكاتب الشهير جان بول سنتر في مؤلفه الشهير ” الوجودية منزع إنساني” حيث قال : نحن مع الإنسان الذي يريد تغيير ظرفه الاجتماعي,  وذلك بالعمل, والفعل وليس الكلام”, بمعنى بأن الحرب ستحسم في ذات مناطق الصراع ,وبأيدي أبنائها , فلو فرضنا بأن المنطقة(  ……) يراد تحريرها ,فالفعل لابد ,والعمل يتركز على عدم قدرة الحوثية إختراق كبار رجالاتها لا في حدود الدائرة الضيقة ,أو الأكثر اتساعا , ورؤيتي الاستراتيجية بأن السلطة الشرعية ومن ورائها قوات التحالف العربي تركت للحوثية حرية الاختيار ,والانتقال, والاختراق والاستقطاب, وتجنيد العملاء وهذا هو الخلل.

الحرب ضد الحوثيين

هذا يعني بأننا نحتاج الى قادة ميدانيين من أبناء المناطق ذاتها محل المعارك القادمة, وفي ذات الوقت  يسندون بجيوش جرارة من خارج مناطقهم, و يضغون جدول زمني لتحرير الأرض ,ويبطلون المصلحة المشتركة في جمود العمليات العسكرية لمن يريد استمرارية الحرب الزائفة في اليمن، القتال ضد جماعة الحوثي يحتم عليك بأن لاتتحلى بأخلاق عامة, بقدر مايحتم عليك تجنيد كل النخب بالترغيب, أو الترهيب ,ولابد يتم شراء الولاءات الوطنية وكل محيطها الحاضن .

في كتاب أنا سلفي وهو بحث في الهوية الواقعية ,والمتخيلة لدى السلفيين للكاتب محمد أبورمان محمد سليمان يقول فيه لابد ,وردم الفجوة مابين السلفية, والنخب السياسية ,والإعلامية العربية, وبذلك تكون السلفية صيغة راديكالية لمواجهة الجانب العقائدي لدى الحوثية ,وتحدث توازن استراتيجي .

حديثي هنا لاينفي وجود شخصيات نخبوية, وقيادية يتم الركون عليها بل لابد ,وتمتلك الشرعية أدوات اتصال مع أبناء المناطق المراد تحريرها لإختصار الجهد ,وتوفير الوقت.

الحرب الحقيقية في اليمن تتطلب السير في ثلاثة محاور ,وهي الاتجاه التقليدي ,والاتجاه الحركي ,والاتجاه الجهادي.

المحور التقليدي

نموذج الاتجاه التقليدي وهي الاعتماد على أبناء المناطق الموثوق فيهم ,وشرط الثقه بهم بأن لاتكون الدائرة المحيطة بهم محل اختراق حوثية,وتلك ماتصعب مهام الحوثية في كسب ولائها ,واجتياحها عسكريا.
مثال: قائد المقاومة في تعز الشيخ حمود المخلافي ,والذي لم تنجح الحوثية في هزيمة المقاومة التي يقودها نظرا لأنها لم تتمكن من شراء, ولائة, وفشلت كذلك في شراء الدائرة المحيطة به.

المحور الحركي

وهذا النموذج في وحدات الجيش التي تحقق انتصارات ميدانية متواصلة نظرا لأن عقيدتها متجانسة, وتمتلك غرفة عمليات مشتركة ,وخير نموذج هي القوات المشتركة التي حررت المخاء, ووصلت الى مشارف الحديدة, وحاليا بدأت تدير جزء من معارك الضالع.

المحور الجهادي

وهذا النموذج يحقق انتصارات في محاور صعدة نظرا لأنه يعتمد على الهوية الدينية التي تتنافر جملة, وتفصيلا مع الهوية الدينية الحوثية ,ومثال واضح عليها هي تقدم ألوية العروبة في صعدة.

يتضح جليا بأن الحرب الزائفة ,و مشكلتها, وسبب الجمود العسكري , والعملياتي فيها تعزو الى فشل المحور التقليدي الذي يشرف عليه الجنرال علي محسن صالح الأحمر ,ومن خلفه وزير الدفاع محمد علي المقدشي نظرا لأن هذا المحور قد ينجح في شراء بعض الولاءات ,فيحين الحوثية تنجح في شراء ولاء الدائرة المحيطة بهم,  وهذا سر الفشل, والجمود العسكري في ذات وقت ,والتفسير الاستراتيجي للحرب الزائفة في اليمن.

 

بقلم: د.باسم أبونور الهدى المذحجي

أضف تعليقك هنا