أيها الموج!!

البحر وما يعني لنا

لعل لكل منا قصة مع البحر
منا من يخاف غموضه، لأنه يجهل ما يختبئ في الأعماق
ومنا من يجد فيه الصديق، الأذن الصاغية التي لن تمل البوح
والعمق البعيد الذي لن يفشي الأسرار

أما أنا، فتارة ألتقيه كتابا مفتوحا، صفحاته بيضاء، فأمسك بيدي القلم!
وتارة يلقي إلي بالمداد الذي أخط به أوراق الروح!
وبقدر ما رتبت الأمواج القادمة الراحلة  أسطري المبعثرة
بقدر ما بعثرني، مشهد الموجة التي تتكسر على الصخور
أتراها تنتهي لتبدأ؟

ليتنا استمعنا الحوارات من حولنا

وأي حوارات تلك التي تدور حولنا، في كل ما يحيط بنا
ليتنا استمعنا، ليتنا تريثنا، أكثر!
كنا نجلس معا على شاطئ صخري، لم تكن عيناه تبصر ما كنت أرنو إليه
ولم تكن أسماعه تلتقط الرسائل التي حملها الأثير
وانشغل عن البحر، عن الموج و الصخر
حتى تهيأ إلي أنه، فيما بيننا تمتد محيطات وتفصلنا قارات!
وفي غمرة وحدتي، وجدتني أغرق طوعا في هدير الأمواج
وأقترب من صخرة تصمد في عرض البحر، رويدا رويدا حتى غصت فيها
غفوت مفتوحة الجفنين، مثقلة الروح، منهكة الشعور
وأخذني معه البحر إلى حيث لم أرد أن أعود!

أُحاور الموج

أيها الموج

الأمواج

كم من المرات أتيتني؟ و فتحتُ لك الذراعين
تارة عدوتَ مشتاقًا، و في حضني ارتميت!!
وتارة هاربًا من المجهول، من الريح، من السفن
وبقلبي احتميت!
كم مرة بغضب اللجج في وجهي ألقيتَ زبدك؟
وهدرتَ مقهورًا فزلزل نوحك صمتي
ومعكَ طويلًا بكيت

كم مرة؟؟

أمطرتَني بسيل العبرات، ومنكَ ما اكتفيت
وألقيتَ على كتفي وزر همك، و خفيفًا مبتهجًا، مضيت
لأجلكَ احتملتُ كل ما حملتَ من البحر
أتيتني تارة باللؤلؤ و المحار .. و تارة برمل الشطآن
وتقبلتُ كل ما خبأتَ في الثنايا، و ما اشتكيت!!

هل خلتني صخرة في عرض البحر؟

وجئتَ تسألني الوصل بعد النأي
وبعد القسوة تسألني الحب، فوهبتك، و تناسيت!
خلتني صخرة في عرض بحرك، فخلتك موجًا مهما نأى مردّه إليّ
انظر إلى وجه الصخرة
ولسوف تخبركَ كم مرة سألتني
وما كان إلا وأعطيت!!

في عرض البحر

قدر الصخرة أن تبقى مضرب الأمواج
تأخذ منها لتريحها .. و تتبدل معها و لأجلها
فعند الصخرة
تأتي الأمواج، لتحيا من جديد!!

كم منا؟
يشبه الصخرة في عرض البحر!
كم منا؟
كالأمواج التي تروح و تجيء
دون أن تلتفت  ودون أن تهب أي تقدير!

فيديو مقال أيها الموج!!

أضف تعليقك هنا