القدر

الحادي عشر من شهر حزيران الساعة الخامسة والنصف فجرا، يأتي القدر ليعرفنا على أرواحا جميلة، جميلة جدا لدرجة أننا نتعلق بهم ك تعلق الطفل بأمه،  نعيش أيامنا و يكون كل شيئ على ما يرام، نعش لحظات مليئة بالسعادة و الضحكات التي تملئ قلوبنا بالطاقات الجميلة و المرح و الجنون ايضا، نبدأ بالتعمق أكثر فأكثر.

لتبدأ قصتنا

قصة كانت تعتقد بأنها مبنية على حب وأمل لتأتي الأيام وتكتشف فيما بعد أنها كانت مبنية على وهم، نعم وهم ليس أكثر من ذلك، نستذكر ذكرياتنا سويا و نبدأ بالضغط على انفسنا و نحملها ذلك الخطأ بأنها كانت السبب بالتعلق في روح لا تستحق هذا الكم الهائل من الحب،  و نذهب نحو المرآة و نبدأ بالبكاء أمامها و كأن في تلك اللحظة نحاول أن نسترجع روحنا المهلكة التي قد عاشت لحظاتها و هي تبني أحلامها مع من تحب.

مع من كانت تعتقد بأنه رفيق روحها الذي سيساندها و يقف بجانبها دائما، لتكتشف في النهاية بأن كل لحظاتها كانت مبنية على وهم ليس أكثر من ذلك، و من ثم  تعود لمقولاتها التي تقول:”لماذا تكن الناس في البدايات أجمل”.

يا ليت النهايات هي البدايات والبدايات هي النهايات

فلم تكن سوى لحظات ربما قضيناها مع من نحب و الضحكات تملئ قلوبنا و لكن مهما مرت الايام و مهما كانت الذكريات جميلة الا أنها في بعض الأحيان قد تقتلك من شدة شوقك إليهالم تكن سوى لحظات تأتي على نسمة شوق و حنين تقرصنا لنتألم من جديد، و كأنها تحاول أن تفيقنا من وهمنا الذي نعيشه.

في السابع و العشرون من شهر حزيران، الساعة الحادية عشر مساءا، مرت أياما و ليالي، و في كل ليلة كان الامل يتجدد في عروقها و يحيا من جديد، و عادت تفكر كيف تسرعت الايام بمجيئها لتبعدها عن ابشع الاوقات القاسية التي جرحتها بصدماتها، ليفيقها فؤادها و يذكرها

بالآية الكريمة” وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ..”

أخيراً

دائما تخيبنا الايام بفراق أعز ما كنا نملكه من رفقاء أو أشياء كنا نحبها و اعتدنا عليها، و لكن علينا أن نتذكر دائما بأن الله هو من يحدد و يكتب لنا حياتنا، فلا هروبا من القدر الذي هو أعلم بحياتنا جميعا، و علينا أن نبني ونزرع الامل في قلوبنا دائما، فليس هناك معنى للمستحيل و هناك رب بالسماء يقول للشيئ كن فيكون.

فيديو مقال القدر

أضف تعليقك هنا