من يحرم المحاماة؟

هناك اعتقاد خاطئ راسخ مستكن عند بعض الناس مفاده إن مهنه المحاماة آثم من يمارسها، في حين أنهم عندما تقرع أبوابهم أتفه المشاكل يهرولون يبحثون عن محام لكي يخرجهم منها، فهم متناقضون يتكلمون بغير علم، و لكن تلك الظاهره منتشرة انتشار النار في الهشيم لدرجة انه تآبى بعض البنوك التعامل مع المحامون، و كذلك يرفض بعض الأباء أن يزوجوا بناتهم للمحامي.

لنحاول الإجابة على بعض التساؤلات

أولاً

  • على أي أساس يستندون في تحريمهم للمحاماة؟

    • عندما نتحدث عن الحرام و الحلال فإنه بالضروره يكون حديثنا عن الدين ، و بالنسبه للدين الاسلامي و المسيحي بحثت كثيرا و لكن وجدت انه لا يوجد نص قطعي الدلاله ينهي عن الاشتغال بالمحاماة، و قد يقول شخص انه في أزمان الانبياء كانت لا توجد مهنه اسمها المحاماه ، و لكن هذا الكلام عاري تماما من الصحه ، و من منطلق المبدا الفقهي القائل (الامور بمقاصدها) بمعني ان نبحث في جوهر النص و ليس في ظاهره. نجد انه في قصه سيدنا موسي عندما كان خائف من قومه لانه قتل منهم نفسا ارسل الله معه اخيه هارون لانه افصح منه لسانآ. ايوجد مثال اوضح من ذلك علي تجسيد لمهنه المحاماه ؟
  • يقولون أن المحامي يدافع عن تاجر المخدرات والقاتل وهو يعلم بجرمهم

    • عندما ننظر للعاملين بمهنه المحاماه عبر التاريخ نجد انهم الفئه المتنوره في مجتمعهم لذلك كان من المستحيل في الماضي الذي هو ليس بالبعيد ان نجد محام يدافع عن قاتل و يعلم بآنه كذلك، و لكن في الوقت الحالي نعم هذه الظاهره موجودة و واضحه للجميع و لكن هذه التصرفات تصدر عن قله من المحامون و ليس الاكثريه كذلك، فتكون حجه هؤلاء المحامون الذين يدافعون عن القتله و هم عالمين بذلك انهم يحاولون تطبيق صحيح القانون او انهم يدافعون عن القانون فقط!! منطق عجيب ولكنه منطق خاطئ تماما لان المحام يملك شئ يسمي بالضمير و هو يعلم في قرارته انه مخطئ و مذنب لكنه يبحث عن مبررات و حجج تدعمه.

ثانياً

  • هل لكثرة المحامون علاقة بذلك الإعتقاد الخاطئ أن المحاماة حرام؟

    • لن اتحدث كثيرا عن عدد رؤساء الجمهوريه و قائدي المقاومات الشعبيه عبر التاريخ من المحامون لانه واضح للجميع ، و لكن قد يكون غير واضح عند معظم الناس ان المحاماه كان ينظر لها قديما علي انها مهنه العظماء او مهنه الجبابره و لكن حاليا قد يسميها البعض انها مهنه الذي لا مهنه له ، و ذلك لكثره اعداد المشتغلين بها بغير علم و لا قيم و لا اخلاق فهو يعمل بها بحثا عن شئ واحد فقط الا و هو المال و في سبيله يمكنه ان يكذب او يلفق القضايا او يغش او يدلس سعيا وراء المال فقط و قد ساعدت الدوله علي ظهور تلك الفئه و ذلك عندما تدني تنسيق القبول لكليه الحقوق لادني درجه ، و عندما انخفض مستوي التعليم في كليات الحقوق.

ثالثاً

  • هل يمكن للمحام وحده أن يسجن شخصا أو أن يبرء أخر؟

    • المحام هو أحد أجنحه العداله فهو وكيلا عن الخصوم يحاول ان يعرفهم بحقوقهم القانونيه و يشرح وجهه نظره في القضيه محاولا اقناع القاضي بها ، و في الاخير بكل بساطه القاضي هو من يرجح كفه علي اخري فالمحامي يبدع في حجته ، فصيح اللسان و طبعا من الوارد ان يتآثر القاقي بذلك لانه في الاخير كلنا بشر و لكن في اعتقادي الشخصي ان نسبه تآثره ضئيله جدا اذا كان ذلك القاضي قاض كفئ يتآثر بالحق و الحق فقط و هذا ما نعهده في قضاؤنا.

الخلاصة

  •  لا توجد مهنه علي وجه الارض لا يعمل بها شخص سيئ أو جاهل ، كل مهنه فيها و فيها و تلك سنه الله في عباده ، فمن كان يبتغي ان يعمل بمهنه لا يوجد بها مجال للخطا فسوف يتعب كثير و لم و لن يجد.
  •  رساله لمن يحرمون المحاماة، عندما تتبنون فكره و تقتنعون بها لابد من طرحها للنقاش من جميع النواحي و الاهم من ذلك ان يكون ذلك الاقتناع مبني علي أسباب حقيقيه و ليس علي اوهام و ذلك اذا اردنا التقدم و الرقي في حياتنا.

فيديو مقال من يحرم المحاماة؟

أضف تعليقك هنا