دول تتطور وأخرى تتخلف

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

المقدمة

ان ما تحقق من تطور وتقدم اقتصادي واجتماعي في فترة وجيزة في بعض البلدان يجعلنا نتأمل ونفكر في واقعنا المتردي والمتوارث عن حكومات متعاقبة شعارها الفشل حيث لم تفلح كلها في الإقلاع والنجاح وكان نتيجة الفشل أجيال محبطة تعيسة لا امل لها.

كوريا الجنوبية مثال للنجاح

كان الوضع في كوريا الجنوبية لا يمكن تصوره دمار شامل ناتج عن الاستعمار الياباني وكذلك الحرب بسبب تقسيم شبه الجزيرة الكورية.

الا ان العزيمة وإرادة النهوض لدى الشعب الكوري كانت اقوى من كل الظروف الصعبة التي تعانيها بلدهم وبعد ربع قرن نجحوا فيما هو مستحيل. تنمية في جميع الميادين أصبحت بلد مصنع اعلى مستوى عيش للسكان في العالم وصارت كوريا معجزة اقتصادية.

ما هي العقوبات التى تعترض أي مسيرة تنموية

تعترض المسيرة التنموية في اغلب بلدان العالم الثالث عديد العقبات منها:

  • صعوبة تعافي الاقتصاد بسبب التضخم المالي.
  • ضعف أداء المصانع الصغرى والمتوسطة.
  • ارتفاع الاحتجاجات والمطلبية الاجتماعية على حساب الإنتاجية.
  • ركود وغياب الصناعات الثقيلة.
  • انخرام ميزانية الحكومة.
  • تفاقم عجز الميزان التجاري.

كيف يمكن الخروج من الأزمة؟

لتخرج الدول من الازمات الاقتصادية يجب على أصحاب القرار اتخاذ التدابير التالية:

  • دعم وهيكلة الاستثمار الخاص وتوجيه نحو الاختصاصات المربحة والحد من التنويع المفرط للإنتاج.
  • الشفافية.
  • تقليص الديون.
  • إعادة تنظيم النظام البنكي.
  • خوصصة المؤسسات العمومية الخاسرة.
  • دعم القدرة التنافسية للمؤسسات التي لها راس مال مهم كصناعات الحديد والانشاء البحري والسيارات ولإلكترونيك والمواصلات…
  • دعم الاستهلاك الداخلي.
  • تنويع التبادل التجاري بالتوجه نحو الاسواق الواعدة مثل الصين.

ما هي العوامل المفسرة لنجاح بعض الدول؟

لقد نجحت بعض الدول بقوة العزيمة وروح المبادرة والتعاون والبذل والعطاء

فالكل يفكر في نجاح وطن فقد قامت كوريا الجنوبية مثلا:

  • بالاهتمام بالسوق الداخلية فنجحت في تركيز اقتصاد وطني متكامل.
  • كما قامت بالترفيع في الأجور،
  • وعملت على تحسين الخدمات الاجتماعيّة كالتّأطير الصّحي والتّامين على الشّيخوخة،
  • وقامت بتحسّين المقدرة الشّرائيّة ليزداد الاقبال على اقتناء مواد الاستهلاك العاديّة والمصّنعة بالدّاخل، وكذلك دعم التّصدير.
  • كما تم التركيز على تكنولوجيا الاعلام والاتصال الجديدة كأحد القطاعات المهمة لنمو الاقتصاد وتطوره.

المحاور العشر لنجاح الإقتصاد

نلخص هاته المحاور والتي ذكرها بكتاب صعود الأمم وسقوطها لعالم الاقتصاد الهندي (روشير شارما) على النحو التالي:

  • الانسان هو محور نجاح او فشل أي مسيرة اقتصادية فالنمو السكني يشكل عاملا مهما في نمو الاقتصاد.
  • الإصلاح السياسي.
  • التوافق بين القطاعين العام والخاص أي الجمع بين مسؤولية الدولة والمبادرة الخاصة.
  • الموقع الجغرافي للبلد المعني بالأمر محوري، وله تأثيره الجوهري، إيجاباً وسلباً على أوضاع وتطورات الاقتصاد.
  • أن الضرورة تقضي بالحد من تدّخل الحكومات (الجهاز البيروقراطي) في مسيرة الاقتصاد، باعتبار أن تداخل وتدّخل الدولة في الاقتصاد، يمكن أن يفضي إلى عواقب سلبية في هذا المجال.
  • أهم وأنجح أنشطة الاستثمار، هو ذلك الذي يتم، كما يؤكد مؤلف الكتاب بحكم خبرته الطويلة في مجال الصناعات التحويلية.
  • من العوامل الإيجابية التي تساعد على دعم واستمرار النمو الاقتصادي، ما يتمثل في العمل بكل جهد على الحد من آفة التضخم.
  • ثم يصدق الأمر نفسه على سعر صرف العملة الوطنية المتداولة: كلما كان هذا السعر منخفضاً، وكلما كان مستقراً بغير تذبذب، فذلك يشكل عاملاً إيجابياً في تحقيق واطراد النمو الاقتصادي.
  • حذار من استمراء الاقتراض، أو اعتباره حلاً سحرياً ناجعاً لمعالجة المشكلات الاقتصادية: في هذا الجانب، يذهب المؤلف محذراً، ومن واقع خبرته المالية أيضاً، من عواقب المديونية.
  • ويحذّر الكتاب من المبالغة في إضفاء الإيجابية أو الإفراط في الثناء على هذا النظام الاقتصادي أو ذاك، الكل لديه مشكلات، الكل يصادف معاناة، وإن اختلفت الأشكال والأساليب والتجليات. وبمعنى أن المطلوب هو الانطلاق من ضفاف الموضوعية والواقعية في آن معاً.

وأخيراً

ان البشر هو اهم مورد للاقتصاد في أي بلد وبالتالي فان تكوين المواطن ومنحه حقوقه والسعي الى توفير الصحة والتعليم والعيش الكريم سيساهم في تطوير الاقتصاد.

 

بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا