فإني قريب

كم هي الأحزان والآلام التي مرت بي ولا أذكر بعدها المشاعر التي مرت بي حينها، لأن الدمعة تمحوها بسمه، وغيمة الحزن تبددها شمس السعادة، لكن أكثر ما أندم على فعله كيف كان تعاملي مع هذه الصعوبات والأحزان، فكلما ضاق صدري بما يعترني من أحزان لجئت لصديق أو غريب وما أندر الاصدقاء وما أضيق صدر الأقرباء، لتتحول تلك الفضفضة لسيرة متداولة تنتهي أحداثها بأنك مجرم وكان من الطبيعي أن يكون هذا قدر السماء عقاب لك على فعلك.

كيف كنت ألجأ للآخرين عند حزني ونسيت القريب!

لينتكس رأسك بينهم لا لشيء ،فقط لأنك استجدت الإنسانية بهم لتحصل على كلمة منهم تهدأ من روع أحزانك. وكم أنا نادمة الآن ، كنت ابحث عن الأقرب لاختصار خطواتي فقد كان الجسد منهك من ثقل قلبه لما ملأ به ، ونسيت القريب، نسيت من أقرب لنفسي من نفسي ، نسيت العليم الذي يعلم ما تنادي به جوارحي أكثر مني فقد علم بأمنيه قلب امرأة عمران وشوقها لذرية طيبة ليهبها من رفع ذكرها في الأرض والسماء  مريم البتول ، نسيت السميع الذي يسمع دون أن أقول ، الم يناديه زكريا نداءا خفيا ؟!

في سورة آل عمران بين الحق سبحانه سبيل الوصول لحبه

في سورة آل عمران بين الحق سبحانه سبيل الوصول لحبه پإتباع نبيه بقوله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ، لأن منهجه هو المنهج الصحيح لعيش الدنيا والفوز بالآخرة ، فقد كان الحبيب صل الله عليه وسلم كلما أحزنه أمر لجأ للصلاة ، ليقف على اعتاب القادر على قلب موازين حياته، فهذا هدي الرسول صل الله عليه وسلم بالتعامل مع الصعوبات وعوائق الدنيا.

بالنهاية اخواني واخوتي القراء كلما مرت بكم غيمة من غيوم الحزن وضنك العيش تذكروا قول الكريم في سورة البقرة ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)  دون موعد مسبق ودون استئذان فقط تكلم واسأله يجيبك ويغنيك من فضله. الرحيم يهب لنا الابتلاء لنقترب فكيف عنه لغيره نتبتعد!

فيديو مقال فإني قريب

أضف تعليقك هنا