وقفات جلية على هامش قصتي صلح الحديبية وفتح مكة

إنه لمن مناسبة الحال أن يحل المقال ” الحديث على هامش غزوة فتح مكة وصلح الحديبية ”  المقام الذي لازم الذاكرة التاريخية للذكرى الحالية ألا وهي الحج إلى بيت الله الحرام .  فمن بشيرایات النصر  أن یتنزل الوحي لیبلغ رسالة الحق سبحانه إلى النبي علیه الصلاة والسلام والصحب الكرام ، في مناسبة دقیقة بدیعة  في الزمان والمكان لواقع الحیاة ، فینبعث الأمل لیجدد صفحة الغد إلى حیاة العزة والإباء للمجتمع المسلم في بدایة نشؤه حیث اللبنات الأولى لتكونه .

قصة صلح الحديبية

وعلى هامش الإحتباك الدرامي للقصص القرآني والسنة تأتي قصة صلح الحدیبیة وفتح مكة وما تحلق حولهما من تبعات وأول مشاهدها أن یرى النبي ” علیه الصلاة والسلام  ” في منامه رؤیا صالحة مفادها أنه سیفتح الله له الطریق إلى بیت الله الحرام هو وأصحابه مستبشرا بأن الله قد یفتح له فتحا مبینا .وها قد صدق الرسول ” علیه الصلاة والسلام ” الرؤیا ، بل أعلنها لأصحابه الكرام.

 وهاتیه اللحظة كانت في سنة ست من ذي القعدة على الصحیح . بعدما نزل قوله تعالى: (لقد صدق الله رسوله الرؤیا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنین محلقین رؤوسكم ومقصرین لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قریبا)  الآیة ٢٧ سورة الفتح.

خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى مكة

خرج النبي ” علیه الصلاة والسلام ” هو والمسلمون قاصدا مكة حیث الاشتیاق إلى بیت الله الحرام ، محرما بالعمرة من ذي الحلیفة ، فقلد الهدى وأشعره وبعث عینا له بین یدیه من خزاعة إلى قریش ، حتى إذا كانوا قریبا من عُسفان آتاه عینه ، فقال : ” إني قد تركت كعب بن لؤي قد جمعوا لك الأحابیش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البیت واستشار رسول الله ” علیه الصلاة والسلام ” أصحابه وقال أترون أن نمیل إلى ذراري هؤلاء الذین أعانوهم.

فنصیبهم فإن قعدوا قعدوا موتورین محزونین وإن نجوا یكن عنق قطعه الله ؟ أم ترون أن نؤم البیت فمن صدنا عنه قاتلناه ؟ قال أبو بكر : الله ورسوله أعلم ، إنما جئنا معتمرین ولم نجيء لقتال أحد ، ولكن من حال بیننا وبین البیت قاتلناه ، فقال النبي ” علیه الصلاة والسلام ” فروحوا إذا .. فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطریق قال النبي ” علیه الصلاة والسلام ” إن خالد بن الولید بالغمیم  في خیل لقریش فخذوا ذات الیمین”

فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بقترة الجیش فانطلق یركض نذیرا لقریش . وإذا بالنبي ” علیه الصلاة والسلام ” حین سار بالثنیة التي یهبط علیهم منها ، بركت راحلته فقال الناس : حل حل ، فألحت فقالوا  : خلأت القصواء ، فقال النبي ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفیل ” . ثم تابع النبي قوله .. ” والذي نفسي بیده لا یسألوني خطة یعظمون فیها حرمات الله إلا أعطیتهم إیاهم “.

ثم زجرها فوثبت به تعدل حتى نزل بأقصى الحدیبیة على ثمد قلیل الماء . إنما یتبرضه الناس تبرضا ، وهكذا حتى شكا الناس العطش فانتزع النبي سهما من كنانته ثم أمرهم أن یجعلوها فیه . فمازال یجیش لهم بالري حتى صدروا عنها .ولما علمت قریش بنزوله علیهم فزعت.

إرسال النبي محمد رجلاً من أصحابه إلى قريش

إلا أن الرسول أحب أن یبعث إلیهم رجلا من أصحابه ، فدعا عمر بن الخطاب لیرسله إلیهم ، لكنه نصح أن یرسل النبي من إذا أوذي وجد من یغضب له اما هو فلن یغضب له أحد إذا أوذي .عمل النبي ” علیه الصلاة والسلام ” بقول عمر فأرسل عثمان بن عفان لأن عشیرته بها وإنه مبلغ ما أراد النبي منه.

فلما قدم إلیهم عثمان قالوا له أین ترید ؟ فقال بعثني رسول الله أدعوكم إلى الله والإسلام ، ویخبركم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا ، قالوا : قد سمعنا ما تقول فانفذ لحاجتك . ویأخذه أبان بن سعید مرحبا به مسرجا له فرسه لیحمله علیه .وقد أجاز أبان عثمان وأردفه أبان حتى جاء مكة وقال المسلمون قبل أن یرجع عثمان .

خلص عثمان قبلنا إلى البیت وطاف به ، فقال رسول الله ” علیه الصلاة والسلام ” : ” ما أظنه طاف بالبیت ونحن محصورون ” فقالوا : و ما یمنعه یا رسول الله وقد خلص ؟ قال : ” ذاك ظني به أن لا یطوف بالكعبة حتى نطوف معه ” واختلط المسلمون بالمشركین في أمر الصلح فرمى رجل من أحد الفریقین رجلا من الفریق الآخر ، وكانت معركة وتراموا بالنبل والحجارة وصاح الفریقان كلاهما وارتضى كل واحد من الفریقین بمن فیهم .وبلغ رسول الله ” علیه الصلاة والسلام ” أن عثمان قد قتل فدعا إلى البیعة.

مبايعة المسلمين للرسول (صلى) تحت الشجرة

فثار المسلمون إلى رسول الله وهو تحت الشجرة فبایعوه على أن لا یفروا فأخذ رسول الله بید نفسه وقال : ” هذه عن عثمان ” ولما تمت البیعة . رجع عثمان فقال له المسلمون : استشفیت یا أبا عبد الله من الطواف بالبیت ، فقال : بئسما ظننتم بي والذي نفسي بیده لو مكثت بها سنة ورسول الله مقیم بالحدیبیة ما طفت بها حتى یطوف بها رسول الله .ولقد دعتني قریش إلى الطواف بالبیت فابیت.

فقال المسلمون : رسول الله كان أعلمنا بالله وأحسننا ظنا ، وكان عمر أخذ بید رسول الله للبیعة تحت الشجرة فبایعه المسلمون كلهم إلا الجد بن قیس وكان معقل بن یسار أخذ بعضها یرفعه عن رسول الله وكان أول من بایعه أبو سنان الأسدي وبایعه سلمة بن الأكواع ثلاث مرات.

ثم یأتي الدور على قریش فترسل مُبَادِرة إلى النبي ” علیه الصلاة والسلام ” برسلها ترجوه عقد صلح بینها وبینه حتى تأمن جانبه . إلى أن یتدبروا الأمر فیما بینهم . ویعاودوا الكرة في نصب العداء والمكایدة والحرب لله ورسوله والمؤمنین

فقد بعتث برسول یلي رسول حتى قدم سهیل بن عمرو رسولا من قریش یبتغي عقد صلح مع النبي ، ومكرز بن حفص موجود یجادل النبي في بنود الصلح .فلما أشرف سهیل بن عمرو قال النبي : ” قد سهل لكم من أمركم ” .

تناول الطرفان كتابة عقد الصلح في مناقشة مريرة

وتناول الطرفان كتابة عقد الصلح في مناقشة مریرة لكل عبارة یملیها النبي على كاتبه أو كل بند یملیه سهیل على الكاتب إذ یرى المسلمون أن هذا البند أو ذاك فیه جور علیهم . وهكذا تم العقد على شروط قریش ، والمسلمون غیر راضون بما تم من شروط الصلح . بل یأكلهم الغیظ والغضب . یتعجبون لما وافق رسول الله على هذا ، ینجلى ذلك في سؤال عمر بن الخطاب لرسول الله . قائلا : یا رسول الله ألست نبي الله ؟ قال : بلى . قال: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟

فقلت : علام نعطي الدنیة في دیننا ونرجع ولما یحكم الله بیننا وبین أعدائنا ؟ فقال : ” إني رسول الله وهو ناصري ولست أعصیه “. قلت : أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البیت ونطوف به ؟  قال : ” بلى ، أفأخبرتك أنك تأتیه العام ؟ قلت : لا ، قال : ” فإنك آتیه ومطوف به “.

ثم أتى أبا بكر فقال له مثلما قال للنبي ، ورد علیه أبو بكر كما رد علیه رسول الله سواء وزاد : فاستمسك بغرزه حتى تموت . ولما فرغ النبي ” علیه الصلاة والسلام ” من قضیة الكتاب قال : ” قوموا وانحروا ثم احلقوا ” فلما لم یقم منهم أحد بعدما رددها ثلاثا ، قام إلى أم سلمة فذكر لها ما كان . فقالت : یا رسول الله أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك وتدعوا حالقك فیحلق لك ، فقام فخرج فلم یكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك .

نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأى الناس ذلك فعلوا مثلما فعل هو حتى كاد یقتل بعضهم بعضا غما وهم یحلقون .ثم رجع النبي وأصحابه إلى المدینة . وفي طریق مرجعه نزل قوله تعالى . ” إنا فتحا لك فتحا مبینا … ….” إلى أخرها .فقال عمر : أفتح هو یا رسول الله ؟  فقال : ” نعم ” فقال الصحابة : هنیئا لك یا رسول الله ، فما لنا ؟فأنزل الله عز وجل ” هو الذي أنزل السكینة في قلوب المؤمنین …… ” الآیة.

وهكذا انتهت الرحلة وبدأت المرحلة الربانية

وهكذا نهایة الرحلة ، وتبدأ المنحة الربانیة التي ساقها الله بقدره وقدره إلى الضعفاء المظلومین الذین فروا من بلدتهم تاركین خلفهم جل ما یملكون من متاع الحیاة الدنیا . هاجروا بدینهم إلى الله ورسوله ، یبتغون فضلا من الله ورضونا.

إذ ستلو تلك المرحلة التمهیدیة من بناء الدولة مراحل خطیرة وصعبة في ارساء دعائم السیادة والسیطرة على الدولة التى ینمو فیها المجتمع المسلم ، وبین المحیط الاقلیمي المتربص بالمسلمین دوائر السوء.

الأمور التي استفاد منها المسلمنون من هذه الرحلة

استفاد المسلمون من هذه الرحلة ضمن ما استفادوا اعتراف العدو .. قریش .. بدولة المدینة التى یقودها ویحكمها النبي ” علیه الصلاة والسلام ” بعدما كانوا لا یلقون لهم بالا . ازداد المسلمون ثقة في نصر الله لهم ، وتمكینه من رءوس عدوهم ، وأن الأیام دول بینهم . تعلموا وعلموا أن استعجال النصر في غیر موضعه لربما یكون نقیصة أو مذمة في سوء الفعل والرأي . أو أنه قد یأتي بنتائج عكسیة . أما على الجانب المتضرر من الاتفاق.

فقد اختار لنفسه وبعیدا عن أن یحرج المسلمون الحل الفردي ، تفتق ذهنه أن لا یرجع إلى من آذوه وعذبوه ، بل لابد له من أن ینتقم منهم عن طریق قتله للذین یصحبانیه إلى قومه . ثم استقر به المقام أن یسكن موقعا خطیرا بین مكة والمدینة .. حیث یقع في طریق القوافل التجاریة من وإلى قریش.

وبمرور الوقت انضم إلیه من فر من قومه من المسلمین قاصدا الرسول ، إلا أن الرسول لا یقبله بسبب بنود الصلح یومئذ ، حتى تكون مع الأیام لدى أبو بصیر وأبو جندل جبشا صغیرا أو سریة تغیر على القوافل الماره بالطریق . وقریش تصرخ وتستغیث بالنبي أن یضم إلیه هؤلاء ، بل وتوافق على إلغاء هذا البند من العقد ، بعدما كانوا یتمسكون به أشد التمسك    ، لكنها في الحقیقة بدایة انحلال عقد العدو وخسرانه المعركة . وفي ذلك لیعتبر أولى الأبصار. ویبرز دور القائد وبراعته في تهیئة الجو المناسب الذي سیساهم في اقناع القادم إلیه رسولا من قریش یرید عقد الصلح.

من الأمور العظيمة التي رآها عروة بن مسعود الثقفي

من الأمور العظیمة التي رأها عروة بن مسعود الثقفي ، تعظیم الصحابة الكرام لشخص النبي ..تعظیما یفوق بكثیر تعظیم أقوام ملوك الدنیا وقتها لملوكهم .. كسرى وقیصر والنجاشي . أیضا الثقة في القائد وتلبیته أو طمأنته لأصحابه من أهم عوامل النصر . من الحكمة أن یطمئن القائد عدوه حتى یحصل منه على ما یریده منه ، حال الصلح توفیرا للكثیر من الأشیاء التي تستنفذ الطاقة في صد خطرها . من الحكمة أیضا أن یكون في مثل هذا الموقف وغیره المشورة والمشاورة والشورى بین القائد وأصحابه .خصوصا إذا توفر من هو یجید الرأي سدید القرار. وعلى هامش قصة غزوة فتح مكة:-

أسباب هذه الغزوة

و سبب الغزوة هو أن بندا من بنود صلح الحديبية يفيد أن من أحب أن يدخل في عقد محمد – عليه الصلاة والسلام – وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءا من ذلك الفريق ، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدوانا على ذلك الفريق.

وحسب هذا البند دخلت خزاعة في عهد رسول الله ، ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وصارت كل من القبيلتين في أمن من الأخرى ، وقد كانت بين القبيلتين عداوة وثارات في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام ، ووقعت هذه الهدنة ، وأمن كل فريق من الآخر اغتنمها بنو بكر ، وأرادوا أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم ، فخرج نوفل بن معاوية الديلي في جماعة من بني بكر في شهر شعبان سنة 8هـ ، فأغاروا على خزاعة ليلاً ، وهم على ماء يقال له ” الوتير ” فأصابوا منهم رجالاً ، وتناوشوا واقتتلوا ، وأعانت قريش بني بكر بالسلاح ، وبعض الرجال مستغلين ظلمة الليل ، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم ، فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر : يا نوفل ، إنا قد دخلنا الحرم ، إلهك إلهك ، فقال كلمة عظيمة : لا إله اليوم يابني بكر ، أصيبوا ثأركم ، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم ، أفلا تصيبون ثأركم فيه..؟

ولما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ، وإلى دار مولى لهم يقال له رافع . وأسرع عمرو بن سالم الخزاعي ، فخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فوقف عليه ، وهو جالس في المسجد بين ظهراني الناس وأنشده بعض الأبيات  ، فقال الرسول ” عليه الصلاة والسلام ” نصرت يا عمرو بن سالم ، ثم عرضت له سحابة من السماء فقال : إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب . ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة إلى النبي فأخبروه بمن أصيب منهم ، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم ، ثم رجعوا إلى مكة.

ولما أحست قريش بجرم وفظاعة ما قامت به ، حاولت احتواء غضب النبي والمسلمون ، فأرسلت أبا سفيان ليجدد الصلح ويمد المدة ، وقد قدم أبا سفيان إلى المدينة يبتغي الصلح ودارت في هذه الأثناء حوارات بين أبي سفيان وبعض الصحابة رجاءا أن يتوسط أحد منهم إلى النبي إلا أن كلهم يرفض حتى أتى أبا العباس  حتى أجاره وقد أجازه النبي على إجارته هذه ، ودار حوار بينه وبين النبي عليه الصلاة والسلام ملخصه أن أسلم أبا سفيان ، ثم راح إلى مكة وقال كلمته المشهورة والتي منحه إياها الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولآن أبا سفيان رجل يحب الفخر كما طلبها له العباس حينما كانا يحوران النبي في أمر الصلح فيبادله النبي أن أسلم فيعصم منه دمه وماله.

دخول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة

وما لبث الرسول عليه الصلاة والسلام أن دخل مكة ” يوم الفتح الأعظم كما قال عنه ابن القيم ” حسب الخطة التي أعدها مسبقا . فدخل الجيش الاسلامي من كل جهة إلى مكة . وهدمت الأصنام وانتصر الجيش ودخل الناس في دين الله أفواجا في ذلك الحين ومن قبله وبعده حتى عظم شأن دولة المسلمين في المدينة .

وقد طاف النبي “عليه الصلاة والسلام ” وهو على راحلته ، من غير إحرام ثم دخل الكعبة وصلى فيها . وخطب في الناس وأمامه قريش ، أمَّنَ  فيها الناس على دمائهم وأموالهم وأعراضهم وحرماتهم وحرمة المكان والأشهر الحرام .

لكن لا يفوتنا في هذا المقام أن ننسى معركة مؤتة والتي كانت معركة فاصلة بين المسلمين والروم حيث كانت في جمادى الأول سنة 8 هـ ، أي في نفس العام من فتح مكة ، أي قبل بضعة أشهر فقط . وهو ما كان له أكبر الأثر في نفوس المسلمين أولاً ، ثم في نفوس العرب جميعا حيث أحدث هذه المعركة سمعة طيبة عن جيش المسلمين.

وقد اندهش العرب وتعجبوا ..! فكيف لجيش قوامه ثلاثة آلف مقاتل يحارب جيشا عرمرم قوامه مائتا ألف مقاتل بقيادة خالد بن الوليد بعدما استلم القيادة في الأخير لما استشهد في بسالة قواد الجيش الثلاثة . وقد استشهد في هذه المعركة من قبل المسلمين اثني عشر مقاتلا ، أما عن الروم فلم يعرف المؤرخون العدد إلا أنهم يقولون ان قتلاهم كثير ، وقد انعكس هذا النصر بالايجاب على غزوة فتح مكة.

الأسباب التي ساعدت على فتح مكة

ومن الجدير بالذكرى استخلاص بعض الأسباب التي ساعدت في فتح مكة لعلها تنفع المؤمنين: –

  • قيام السبب الجوهري والقانوني لغزو مكة ، ألا وهو نقض قريش للعهد والعقد .
  • قوة جبهة المسلمين الداخلية في المدينة وتماسكها ، فقد تخلصت الدولة من غدر اليهود ، ومنهم يهود بني قينقاع ، وبني النضير ، وبني قريظة ، ويهود خيبر .
  • ضعف جبهة الأعداء في الداخل ، وفي مقدمتهم المنافقون والذين فقدوا حلفائهم اليهود .
  • اهتم الرسول بتطوير القوة العسكرية ، وتطهير البؤر العدائية من خلال إرسال السرايا في فترة الصلح حيث تفوقت على قوة قريش في العدد والسلاح والروح المعنوية .
  • كانت الغزوة بعد أن ضعفت قريش اقتصاديا وبعد أن قويت الدولة الإسلامية اقتصاديا ، فقد فتح المسلمون خيبر وغنموا منها أموالاً كثيرة .
  • انتشار الإسلام في القبائل المجاورة للمدينة ، وهذا يطمئن القيادة حين تتخذ قرارها العسكري بنقل قواتها ومهاجمة أعدائها .
  • فقد عمل النبي ” عليه الصلاة والسلام ” على عزل عدوه دوليا ، بل وتفتيت قوة أعدائه حتى لا يتكتلوا ضده ويحيطونه بالخطر من كل جانب .

(المراجع)

  • زاد المعاد لابن القيم .
  • فقه السيرة ، محمد الغزالي .
  • السيرة النبوية للامام أبي الفداء  اسماعيل بن كثير ، تحقيق مصطفى عبد الواحد .
  • تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .
  • الرحيق المختوم ” بحث مختصر في السيرة النبوية ” .
  • فتح مكة دراسة دعوية : رسالة ماجيستير – إعداد : هند بنت مصطفى محمد الطيب شريفي .
  • غزوة فتح مكة  في ضوء السنة المطهرة – إعداد : عبد الرحمن بن سعيد القحطاني .
  • غزوة فتح مكة دروس وعبر ، من سلسلة غزوات النبي المصطفى دروس وعبر (4) ، إعداد : أمير بن محمد المدري .

فيديو مقال وقفات جلية على هامش قصتي صلح الحديبية وفتح مكة

أضف تعليقك هنا