بقلم: الكاتب والباحث قتيبة العلي

جرت سنة الله تعالى في الامم السابقة ان يكون المجتمع (بكل صنوفه وطبقاته) رهن عناية الله ومحط اهتمامه،فقد بعث سبحانه الانبياء والرسل تترى كي يرتقي المجتمع بالقيم والاخلاق النبيلة ويهجر مستويات الانحطاط العبادي والسلوكي_ الفعلي والقولي _نتيجة رواسب الجاهلية والوثنية التي اصطبغ بها الفردالاجتماعي انذاك ومنيت بها المجتمعات بكل طاقاتها البشرية حتى اضحت تلك القيم الوثنية والجاهليةثقافة عامة تجد فيها مظاهر الشرك جلية واضحة في بيوت واماكن عبادة المجتمع.

لماذا أرسل الله الرسل؟

وهذا بدوره يتحتم على الشريعة ان تقف موقفها ازاء هذه الثقافات المتدنية التي هوت بالمجتمع واضاعت قيمه النبيلة ،ومن هنا بعثت الرسل والانبياء لكي ينقوا المجتمعات ويرتقوا بها الى مستوى الكمال الفكري والاخلاقي  والاجتماعي وبالتالي ينتج جيلا يحمل المبادئ الصحيحة بكل انماطها ،ولهذا نرى ان الشريعة السماوية صرحت بوضوح ان المصلح( ايا كان نبيا او رسولا) لابد ان يتحلى هو قبل المجتمع بهذه القيم ويطبقها قبل غيره كي يكون قدوة للمجتمع وهاديا ومصلحا لافراده.

فلا يمكن ان يكون النبي صالحا وفي اهله من ينعت بالسوء الخلقي او تنسب له الفاحشة او الاثم العظيم ماخلا ابن نوح الذي تعصب لرايه وغره الشيطان فخرج من طاعة الله وعصى ربه فغوى..

كيف خاطب القرآن الكريم نساء النبي؟

وهنا نرى ان القران اتى بصيغ متعددة لنزاهة وبراءة بيوت النبي ص كي يحفظها من الدنس والرجس ويوجهها الوجهة المثلى كي يحفظ كرامة ومكانة نبيه الذي اصطفاه وفضله على العالمين ،فقد راينا كيف خاطب القرآن نساء النبي ص ووجههن اخلاقيا وسلوكيا بتعاليم تخصهم بوضوح من المكث وعدم الخروج الا لضرورة او التكلم من وراء حجاب مع السائل وارخاءالخمار على اطراف البدن وغيرها حتى اقر لهن التطهير واذهب عنهن الرجس مطهرا لهن حافظا مكانتهن في المجتمع.

لماذا لا يمكن أن تخرج زوجات النبي من آيات التطهير التي ذكرها الله في كتابه؟

من هذا نفهم ان نساء النبي ص تشمل زوجاته وبناته وهن افضل طبقات المجتمع من النسوة اللاتي خصهن الخطاب القراني بالتوجيه السابق لحفظهن من الاذى وتمييزهن عن باقي نساء المسلمين ،ولايمكن ان تخرج زوجات النبي ص من التطهير وذلك لشمول السياق لزوجات النبي ص كونهن اهله وبيوته ويشهد لهذا وحدة السياق واستعمالات القران لمفردة(الاهل) كما صرح القران في ذكر اهل ابراهيم واهل موسى وغيرهم وهذا يثبت ان زوجة النبي تعني اهله فلا مناص من شمول لفظ اهل البيت لبيوت النبي وزوجاته رض قال تعالى

الآيات القرآنية

(۞ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَالنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا(32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَايُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِوَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَوَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35)

بحث الصرخي الحسني في هذه القضية

فقد بحث المفكر الفقيه الاسلامي الصرخي الحسني هذه القضية مفصلا واكد شمول التطهير لزوجات النبي ص مشيرا ان شبهة اختصاص الاية باهل البيت من ذريته غير صحيحة وتعبر عن قصور فهم واضح ..كما اننا نعرض عن ذكر الأدلة الروائية والشعرية وغيرها تجنبا للاطالة ونقتصر على ذكر بعض الشواهد القرآنية:

١_ قال تعالى :إِذْ رَءَا نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ ٱمْكُثُوٓاْ إِنِّىٓ ءَانَسْتُ نَارًا لَّعَلِّىٓ ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى ٱلنَّارِ هُدًىط ١٠

٢_ قال تعالى: قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73) هو ٧٣

بقلم: الكاتب والباحث قتيبة العلي