الرسالة الخامسة

بقلم: عبد الحق مفيد

استهلال

وجدت هذه الرسائل في محفظة قديمة، ربما من جمعها كان عاشقا للرسائل، كتابها متعددون وأزمنتها مختلفة، يبدو ذلك من اختلاف الخط والتواريخ. نعيد نشرها لنطلعكم كيف كان وهج الرسائل بين حبيبين للإشارة فقط هذه الرسائل حقيقية وليست متخيلة.

حبيبتي

حينما تصلك رسالتي هته سأكون حتما في الطريق إليك.
أنا الآن أكتب على ضوء رسالتك الأخيرة وأرى أن مداد بعض أحرفها قد أختلط بدموعك. هته الدموع التي وعدتك منذ أعلنت حبك لي أنني سأكون حائلا بينها وبين عينيك الآسرتين.. أعيد قراءة ما كتبت واختلط بعبراتك” أسرع بالعودة.. أبي يريد تزويجي نهاية الشتاء. لقد قررت أن أكون لك أو لن أكون لأحد..” حينما قررت المجيء للعمل في حقل البترول المكتشف أخيرا في هذه الصحراء الشاسعة كان ذلك بتشجيع من والدك الذي وافق على خطبتنا وأعطاني وعدا انك ستكونين زوجتي في الصيف القادم.. ما الذي جعله يخلف وعده؟ ويغدر بنا؟

الغدر

أعذريني في القول، ولكن جشاعته لم تعد تطاق. هل يظن أنك أحد أنعامه وأنه سيعطيك لمن يدفع أكثر؟ تم ما الذي دهاه وزين له أن يزوجك برجل يكبره حتى هو سنا، وله زوجتين وابناء وحتى أحفادا؟
ألا يعرف انك في عرف زوجتي ؟ لقد قرأنا الفاتحة ،وبارك خطبتنا إمام المسجد..
إن غضبي لا حدود له ويكاد يخنقني. .أنت تعرفين أنني مستعد لأفديك بحياتي.. وقد كان الذود عنك وحمايتك ممن تعرضوا لك يوما ما في الطريق هو مناسبة لقاءنا وتعارفنا وحبنا، وبعدها أصبحت كل شيء في حياتك وأنت كذلك.

الطمع

حبيبتي
عذرا إن لم أهب لنجدتك هذه المرة بمجرد سماع إستنجادك. كم يؤسفني أنني في هذه المرة سوف أحارب أباك من أجلك. واتوقع انه حينما سيراني أمامه سيراوغ كعادته وسيقول انه ظن أنني لن أعود أبدا. سأرمي له مهرك في وجهه مضاعفا عشر مرات. لكن لا تخبريه بمقدمي، إحرصي ان لا ترى زوجته رسالتي هته.. لو كانت أمك رحمها الله على قيد الحياة لما تجرأ على فعلة كهته.

المنصب المميز

سألتني في رسالتك الأخيرة عن أحوال العمل الذي تغربت وإبتعدت عنك لأجله. أبشري، لقد بدأنا في استغلال الحقل الثاني من البترول وقد استدعاني سمو الأمير ونصبني مديرا عاما عليه، وقال لي بالحرف “لم تعد مهندسنا فحسب. من اليوم وصاعدا أنت شريكنا.. بوركت يا بني” لقد تفاجأ كل العاملين هنا.. فكيف لشاب في عمري لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره إلا ببضعة أشهر أن يصبح رئيسا عليهم..
لقد رافقتني دعواتك وصلاتك، لم يكن أحد يتوقع ان نجد ذهبا أسود في المكان الذي حددت، لكن توقعاتي والدراسات التي قمت بها كانت صحيحة. بل إن الإحتياطات فاقت كل التقديرات
أمامي شهر لأرتب بعض الامور وأعود إليك، لهذا أرتأيت ان ابعث لك هذه الرسالة كي أبشرك بمقدمي قريبا فصبرا حبيبتي
أراك الأن قرب نبع الماء الذي كنا نتواعد فيه ونفسك تتطلع لرؤيتي كما كنت أتطلع الى مقدمك وأنا في انتظارك. غريب أمر هذا الإنتظار اذ لا توجد حكاية لحبيبين بدونه. إنه من يشعل العواطف ويؤججها، لكنني لن أتركك بين يديه وأنا قادم لأخلصك منه.

 

بقلم: عبد الحق مفيد

أضف تعليقك هنا