الرسالة الثامنة

بقلم: عبد الحق مفيد

وجدت هذه الرسائل في محفظة قديمة، ربما من جمعها كان عاشقا للرسائل، كتابها متعددون وأزمنتها مختلفة، يبدو ذلك من اختلاف الخط والتواريخ، نعيد نشرها لنطلعكم كيف كان وهج الرسائل بين حبيبين للإشارة فقط هذه الرسائل حقيقية وليست متخيلة.

حبيبي أين وعودك؟

لم تعد لدي القدرة على الصمت، لقد صمت طويلا ..سبع سنوات ..سنوات عجاف ..وآن لي الآن أن أتكلم، لقد تم خداعي، وأنا أؤدي ثمن سذاجتي وغبائي، قلت لي يوما أنه لن يكون لي أطفال من رجل غيرك، لقد صدقت نبوءتك أو وعيدك، المهم اني لم أنجب من الرجل الذي تزوجته حينما غادرتك، قال الطبيب أن عقمي سببه نفسي. لقد طلبت الطلاق لأن زوجي اقترح علي أن يتزوج من إمرأة أخرى كي يكون له أطفال. وانا لم أوافق.

أعتذر لك

لا أكتب إليك رجاء في أن أستعيد حبي لك. أبدا، هذا الحب الذي لم يخفت يوما في قلبي، أعرف أنه مر وقت طويل، وقد فات الأوان لفعل ذلك، أريد فقط أن أعتذر لك لأنني لم أصدقك، لم أصدق توسلاتك وبكاءك، بالنسبة لي كان الأمر محسوما، لقد أوهموني أنك زير نساء وأنك تتلاعب بمشاعري، حتى صور الرسائل المرسلة لمجموعة من النساء والتي كانت مكتوبة بخط يدك واعتبرتها حينها دليل خيانتك، لم أعرف أنها لنساء في خيالك إلا حينما صدرت روايتك وكانت الرسائل ضمن المتن.

لقد تم اقتطاعها من الأصل وتحريفها لتؤدي دورا غير ذاك الذي وجدت من أجله. وقد أدت إلى افتراقنا عن بعض. لقد طال التحريف حبنا وقد حولنا ذلك الى خراب. أنت إلى تائه و ناقم على النساء ويبدو ذلك من خلال كتاباتك وأنا الى أرض يباب.

حبيبي إنني صادقة

قد تتفاجأ أن أناديك هكذا وأنا ما زلت رسميا على ذمة رجل آخر، ولكن صدقني لم أحب رجلا غيرك، من كنت أعاقب بزواجي هذا؟ أنا أم أنت؟ لكن الكفر بالشيء قد يجعلك ترتمي في نقيضه وهذا ما فعلت بالضبط.

أنا الآن أستعد لحزم حقائبي والعودة من حيث أتيت، فهل أستطيع فعلا العودة؟ لا يمكن العبور في الاتجاه المعاكس للعمر. لو كان الأمر هينا بهذا الشكل لرأيت الكثيرين يعبرون، كل ما أعرف الآن هو أن هذا القصر الذي سكنت فيه كل هته السنوات بكل شساعته وزخارفه وتحفه لم يكن في الحقيقة إلا سجنا، أحس أنني تركت روحي حينما دخلته وسأستعيدها في لحظة الخروج منه. ولم يبق الا لحظات لإنعتاقي وقد قررت أن أكتب لك في هذه اللحظة لأنها لحظة فارقة بالنسبة لي.

سوف أعتذر للحب

سوف أعود للحقول التي مازال صوتك وأنت تطاردني فيها يتردد على مسامعي، سوف أعود لظل الشجرة التي كنا نتواعد تحتها وأحكي لها كل ما حل بي. سوف أعود للقمر الذي بدا شاحبا تلك الليلة وهو يودعني كي أعتذر له.. سوف أعتذر للحب الذي كنت مجرمة في حقه فقتله ، آملة أن يقبل إعتذاري؟ لقد قال لي صاحب القصر والذي كان دمثا وطيبا طوال فترة زواجنا أن أحمل معي ما أشاء. أظن أنني لن أحمل معي غير انكساري وروحي التي خلفت قرب الباب عند دخولي ها هنا. هته الروح التي ليست إلا أنت.

بقلم: عبد الحق مفيد

أضف تعليقك هنا