بعض الخيانات تترك في القلب نزيفاً

“هل تقبلين الزواج مني؟ أنا أبوح لكِ بحبي، لا اريد أن أكون مخادعاً، أريد أن أرتبط بكِ، فهل تقبلين؟” بصوت حنين وقلبٍ يخفق بقوة، قالها محمد لزميلته منى، قالها ويداه ترتجفان من الخجل والخوف، كان يخاف أن ترفض.

قبل سنة من الآن..

بداية تعرف محمد إلى منى

كان محمد يعمل كعادته في مكتبه، فجاءته إحدى موظفات الشركة وبرفقتها فتاة جميلة، صغيرة وسمراء، لها نظرة غريبة، وقفتا عند الباب، وقالت له: “أستاذ، هذه موظفة جديدة وقد كلفت بالعمل في قسمك، وانت مسؤول عن هذا القسم، وهذه اوراقها”، اخذ محمد الأوراق واجلس الموظفة الجديدة، ثم أكمل ما عنده من عمل، وبعد دقائق التفت اليها، وبدأ بسؤالها عن اسمها، شهادتها، خبرتها، ولكنها كانت تجيب بتثاقل، وهو كان يحاول أن يلاطفها كونها موظفة جديدة، ولكنها لم تتأقلم معه، شعر محمد بأنها فهمته بالخطأ، لذلك فتح ملفتها وقرأ سيرتها الذاتية، ومن ثم اخذها الى مكتبها.

محمد ومنى يتبادلان مشاعر الحب والإعجاب

مرت أسابيع ولا علاقة بينهما سوى السلام، ولكنها كانت تتابع حركته، تحاول أن تعرف أخباره، وماضيه، كان فضولها يتابعه أينما ذهب، ولكنه لم يكن منتبهاً لها، وفي احدى الأيام وجدها واقفة في نهاية الممر عند السلم، وقد اتكأت على الحائط، ووجهها شاحب اللون، اقترب منها، فوجدها تبكي وحزينة ومتألمة، لم يسألها عن سبب بكائها ولكنه اخذ من يدها الملفات، ثم رافقها حتى غرفتها، اجلسها هناك، وبعد برهة من الزمن اخذها بنفسه الى منزلها.

تحسنت علاقته بها، وهي ايضاً انتقلت من المراقبة والسكوت الى مبادلة الحديث، والمزاح اللطيف، وازدادت علاقتهما أكثر فأكثر حتى أصبحا يتكلمان مع بعضهما في امورهما الخاصة، ولكن بحدود الادب والاحترام والحشمة، كان يأخذ رأيها وتأخذ رأيه، ويتبادلان النقاشات، أصبحا صديقين مقربين جداً، وكانا يشعران بالوحشة عندما يغيب أحدهما ولا يرى أحدهما الآخر.

زواج محمد ومنى

وبعد عامٍ تقريباً تقدم محمد لخطبة زميلته وصديقته منى، “هل تقبلين الزواج مني؟؟ انا ابوح لكِ بحبي، لا اريد أن أكون مخادعاً، اريد أن ارتبط بكِ، فهل تقبلين؟؟” وهي قبلت به، وقالت له “نعم يا محمد لقد ملكتني كلي لا فقط قلبي”، وتزوجا عن حب، وكانا منسجمين معاً، عاشا مع بعضهما سنتين من السعادة، ولكنه كان يراها في تلك السنتين تذهب خلسة في منتصف الليل الى نهاية المطبخ وتختبئ خلف الطباخ، كانت تعيد هذا الفعل مراراً وتكراراً، وكانت تجلس وتبكي وتخنقها عبرتها، ورغم علمه بذلك الا انه لم يشأ ان يفاتحها بالأمر، كان ينتظر منها ان تخبره من ذاتها، ولكنها لم تفعل.

محمد يكتشف خيانة زوجته

في اجتماع عمل طارئ، ذهب محمد وترك منى تستعد للذهاب مع صديقاتها في حفل زفاف احدى زميلاتها، طال الاجتماع وشعر محمد بالملل، اخرج هاتفه النقال واتصل بزوجته منى، سمع صوت رنة هاتفها بالقرب منه، ولكنها كانت تغلق عليه الاتصال، ويصادف كلما رن الهاتف وقطع الاتصال كانت تلك النغمة ترن وتسكت ايضاً، التفت حوله لم يلاحظ أي حفل زواج، شعر بالفضول، دار في ذهنه ان زوجته وحبيبته قد شكت به وتبعته الى هذا المطعم الفاخر لأنها تغار عليه، استمر بالاتصال وهو يتبع صوت النغمة، حتى وصل فوجد شاباً يمسك بيد فتاة ويقبلها، وكانت تمسك بيدها الأخرى هاتفها، والذي كان يشبه هاتف زوجته، ونغمته تشبه نغمتها، وكانت تقطع الاتصال عندما يرن، بقي واقفاً في مكانه، حتى انتبه له ذلك الشاب، فلما وقف ليسأله عن سبب وقوفه، التفتت تلك الفتاة، فكانت زوجته وحبيبته منى، لم يتكلم محمد بشيء، فقط رجع الى الخلف ومن ثم غادر المطعم.

لحقته منى تحاول تبرير فعلتها، نادت عليه ولكنه لم يلتفت اليها، وفجأة توقف، وسألها “من يكون هذا الشاب، سأضع لكِ لا سبعين عذراً بل مليون عذر، فقط أخبريني من هذا الشاب؟” سألها وعيونه احمرت من الغضب، ودموعه تتقاطر على الأرض وتتناثر كحبات لؤلؤٍ تتكسر، فأجابته وهي منكسةٌ لرأسها “انه من كنت احبه، قبل ان اتعرف عليك، هجرني عندما امسكتني في ذلك اليوم عند السلم، لم تسألني عن سبب بكائي حينها قط، لقد كسر فؤادي في ذلك اليوم، ووجدت فيك حياتي، ولكنني لا اعلم كيف ضعفت امامه مرةً أخرى، كان في كل يومٍ يراسلني ويكلمني، وانا لا اجيبه، اقرأ رسائله وأبكي بصمت في المطبخ، ولكن قلبي قادني الى لقائه”

عاقبة الخيانة

“لقد جعلتِ قلبي الطيب ينزف بخيانتكِ لي، أنتِ طالق، لا أريد النظر اليكِ أبداً، كنت لأغفر لكِ لو صارحتني بمشاعركِ تجاهه، لكن أن تخونيني، هذا ما لا أستطيع قبوله”، طلقها وذهب بعيداً عنها، وبقي يحاول ترميم ما افسدته، يحاول أن يجد ضماداً لقبله النازف، فجرح الخيانة كجرح سكين مسمومة، لا تطيب بسرعة.

أما منى فخسرت محمد الطيب اللطيف، وتركها حبيبها المخادع مرة أخرى، لتضيع كما هو حال الخائنين، لا يربحون ابداً، وكما جرحوا قلوب الناس سيجرحون، لأن عدالة الله متحققة لا محالة.

فيديو مقال بعض الخيانات تترك في القلب نزيفاً

 

أضف تعليقك هنا

نجم الجزائري

السيرة الشخصية:
نجم عبد الودود الجزائري، ولدت في العراق في محافظة البصرة عام 1980، من ابوين عراقيين، حصلت على شهادة الدبلوم في تقنيات الهندسة المدنية عام 2000، وفي عام 2007 حصلت على شهادة البكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة البصرة، وظفت في جامعة البصرة وما زلت اعمل فيها.

مهاراتي:
* اجيد استخدام الحاسوب وصيانة الحاسبات
* اجيد استخدام البرامج الخاصة بالطباعة والتصميم والرسم الهندسي
* اصمم مواقع الكترونية بسيطة
* كاتب مقالات عامة
* اجيد تصميم البرامج الحسابية وقواعد البيانات باستخدام برامج المايكروسوفت اوفيس
* اجيد فنون الدفاع عن النفس واستخدام السلاح الابيض والخفيف والمتوسط
*