داء العاطفة

بقلم: أحمد البشري

لا يخلو كلامٌ ولا شِعرٌ ولانثرُ ولا حسابٌ هذه الأيام من ذكرٍ للحب والعاطفة وذكرٍ للغزل وحلو الكلام، وكأن العاطفة قد أعلنت إحتلالها للقلوب!.في كلِ يومٍ جديد لا تكاد تشرقُ شمسهُ، إلا وقد نزلت أغنيةٌ جديدة أو ظهرت قصيدةٌ غزليّة من شاعرٍ لا يفقه غير غزَلِه.غابت معالم الواقعيّة، وغابت معها الأهداف السامية؛ فأصبح البعض يضع الحب في دائرة أهدافه الرئيسية المُطلقَة!، ويتكلم عنه في كل مكانٍ للأسف.

تحول غالب الناس إلى عاطفيين بمرتبة الشرف

صحيح، تحول غالب الناس الى عاطفيين بمرتبة الشرف، فأصبحوا لا يتكلمون إلا حباٌ .. ولا ينطقون إلا عِشقاً، وتتقاطر منهم الابيات الغزلية كتقاطُرِ العسل!، وحينما يكتبون تغريدة ، او يصورون أنفسهم في السناب .. تجدهُم يحلقون ويصولون في مدار الحب والغزل ولا شيء سواه!.

أسباب الإحتلال العاطفي

لا شك بأن التربية الفارغة من العاطفة، المليئة بالعقلانية مملة!، ولها عواقب بليغه على جيلٍ بأكمله، وهي سبب من أسباب الاحتلال العاطفي بلا شك، فالتربية إذا أقتصرت على العقل فقط، تُصبح مملة .. كئيبة .. جافّة من جميع المشاعر.ينشأ الطفل ببيئةٍ خاليةٍ من المديح والثناء ومن الكلام اللطيف الذي يستحث العاطفة ويملئها.. فيعمل الطفلُ إنجازاً – ولو كان بسيطاً فلا يجد من يثني ويشكر ولا يذكر ولا يحنّ ؛ فتصبح العاطفة بكراً لا ثيبا.

ماهي العقلانية؟

العقلانية بــ أمثله:

  1. دخوله للمدرسة وتعلمه من المناهج .. عقلانية.
  2. يعرف الحلال والحرام.
  3. يعرف (المرجلة) والترحيب، والعادات والتقاليد.

ممتاااااااززز رجُل !.العقلانية ممتلئة و جيدة جداً ، ولكن العاطفة فارغة .. خاوية .. لم تجد من يملئها؛ فالأب بطبعِهِ قد ينهر ولا يمدح – إلا من رحم الله – والأم بين هذه وتلك.

إذا عُرف السبب بَطُلَ العجب

نعم، إذا عُرٍف السبب بَطُلَ العجب؛ فالسبب وراء كل هذا الاحتلال العاطفي والعلاقات الغير شرعيّة و (الطفه) العاطفية في الكبر.. هو فراغ العاطفة منذ الصغر.لماذا لا نحنُّ على أبنائنا ونِعطِفُ عليهُم ونملئهم عاطفياً، و نُكثِرُ من المديح والثناء وإظهار المحبة لهم قبل أن يكبرون وتكبر الفجوة العاطفيّة .. فملئها الان وهم صِغار أحسنُ من أن يملئوها بطريقتهم إذا كبروا فيبحثون عن حُبٍ كاذِب مؤقت لفراغٍ لم يمتلي كفايةكلامي ليسَ لأحدٍ عن أحد .. أو لمجتمعٍ دونَ أخر.بل رأيٌ عابر فتقبله.

 

بقلم: أحمد البشري

أضف تعليقك هنا