اليوم تخلّصنا من لواءٍ فكريٍّ مُسلحٍ فغسّان كان يُشكل خطراً على إسرائيل أكثر مما يُشكله ألف فدائي مسلح، هكذا علقت الصهيونية غولدا مائير رئيسة وزراء الإحتلال على حادثة إغتيال الموساد الصهيوني للأديب الفلسطيني المقاوم الثائر “غسان الكنفاني ” في بيروت سنة 1972 .. غسان الذي عاش حياته و هو يحمل معه قضيته و حق شعبه المسلوب و المنتهك أمام أنظار العالم و أمام صمت رهيب من الحكومات تسقط فيها أبسط مقومات الإنسانية و الحق في الحياة.
آمن غسان إيمانا راسخا بيوم يتحرر فيه الشعب الفلسطيني و يعود إلى وطنه لذلك حارب بالفكر و الكتابة و المقاومة من أجل الحق فيقول في كتابه “موت سرير رقم 12 ” في رسالة تمزج بين ألم المعاناة و أمل الحرية.
ولكنني كنت أعيش من أجل غد لا خوف فيه..وكنت أجوع من أجل أن اشبع ذات يوم.. وكنت أريد أن اصل إلى هذا الغد..لم يكن لحياتي يوم ذاك أية قيمة سوى ما يعطيها الأمل العميق الأخضر بان السماء لا يمكن أن تكون قاسية إلى لا حدود.. وبان هذا الطفل, الذي تكسرت على شفتيه ابتسامة الطمأنينة, سوف يمضي حياته هكذا, ممزقاً كغيوم تشرين, رماديا كأودية مترعة بالضباب, ضائعا كشمس جاءت تشرق فلم تجد افقها..ورغم ذلك… كنت أقول لذات نفسي “اصبر، يا ولد، أنت ما زالت على أعتاب عمرك، وغداً، وبعد غد، سوف تشرق شمس جديدة, الست تناضل الآن من اجل ذلك المستقبل؟ ”
كان غسان يقود معركة هي الأصعب في تاريخ الحروب بين الشعوب .. إنها معركة التحرير ، معركة الوعي و الثقافة فإسرائيل كانت تعرف جيدا أن المعركة ليست معركة بندقية فقط و إنما معركة وعي من الدرجة الأولى.
لأن البندقية الجاهلة تقتل و لا تحرر و قد كان غسان واعيا حتى في الشهادة، و إستمرت المعركة بين ثقافة الحياة و ثقافة القتل حتى سنة 1987 لنستيقظ على فاجعة هزت الرأي العام .. الموساد يضرب من جديد و هذه المرة بإغتيال الرسام الكاريكاتوري الثائر ” ناجي العلي ” في مكتبه في لندن .. ناجي العلي صاحب رسمة “حنظلة ” الطفل المشتق من مرارة الشعب الفلسطيني المقاوم.
كان ناجي صديقا لغسان الذي ساعده في نشر رسوماته في الصحف ليراها العالم و بعد إستشهاد غسان كانت الحرب في تلك الفترة بين فلسطين و دولة الإحتلال حرب إعلامية بإمتياز، حاول فيها الإعلام الصهيوني الغربي تصوير أطفال فلسطين بصورة الإرهابيين و من جهة إستعمل ناجي نفس السلاح (الصورة) ليرد بقوة فألفت أنظار العالم على القضية الفلسطينية و كسب تعاطف أغلب الشعوب و ظل يشجع على المقاومة المسلحة حتى مات شهيدا في مكتبه أمام أوراقه و أقلامه .. المعركة متواصلة بوعي أبناء الشعب الفلسطيني الحر و إغتيال العقول متواصل من قبل التنظيم الصهيوني الإرهابي آخرها كانت بإستشهاد المهندس التونسي محمد الزواري قائد سلاح الجو القسامي و المهندس فادي البطش مطور المنظومة العسكرية لحماس.
في النهاية إسرائيل تقتل الكاتب و المثقف و الرسام و المبدع و المهندس و العالم لأنها ببساطة تخافهم فهم أخطر على إسرائيل من قنبلة نووية لذلك يجب علينا كلنا أن نخوض هذه المعركة عبر الكتابة و الرسم و النشر و الفكر و توعية الناس و الإيمان بالعلم و العمل
على العرب أن يدركوا جيدا أن الحرب ضد التنظيم الصهيوني الغاشم ليس بالصواريخ و الدبابات فقط و إن كان هذا من أنبل أنواع الصراع ..لكن هناك صراع ثقافة و وعي بإمتياز .. هناك صراع تربية فالأم يجب أن تربي أبنائها على حب فلسطين و الأب يجب أن يعلمهم روح القتال و الكفاح من أجل الحق و المدرس يجب أن ينشر الوعي في صفوف الأطفال لأن كلنا جنود في هذه المعركة و وقود لهذه الحرب الطاحنة .. إذا كان موت غسان قد أراحهم من لواء فكري مسلح .. ربما وجب عليهم اليوم مقاتلة الأجيال القادمة التي ستفرز لهم ألف لواء ..لأن المعركة معركتنا و الثورة ثورتنا .. حتى النصر ..✏إدريس السبعي.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد