وهم الحب

الحب 

في بادئ الأمر لابد من التمييز بين الحب بشكل عام والحب بين الجنسين الذكر والأنثى كأرضية للموضوع.

في الحديث عن الأول نقصد الحب بين الأب وأبنائه والأم وأبنائها وما إلى غير ذلك من علاقة بين أفراد العائلة التي يكون فيها الحب ربما يتسم بنوع من المصداقية والوضوح و تكون مبنية على الإحترام المتبادل و المسؤولية الكاملة عند جل الأسر و هناك دائما جانب يخرج عن المألوف دون نسيان الأباء الغير مسؤولين والأبناء العاقين والأمهات المهملات، وهذا يؤدي بالمجتمع الى الإنهيار و يتضح من خلال الظواهر الدخيلة بل الكوارث التي لبست المجتمع كلها نتيجة الفشل في فهم الحب فهما صائباً و تتعدد ضحايا ذلك بدءا من الأبناء وصولا الى سائر المجتمع.

أما في الحديث عن الثاني الحب بين الذكر والأنثى نجد نوع من التلاعب في أغلب الأحيان لكون الشهوة دائما هي المسيطرة في الوضع وعندما نجد ذكر تابع لميوله الجنسي او الأنثى فهذا بعيدا كل البعد عن الحب ومن الممكن تسميته بمصطلح اخر أدنى من ذلك.

علاقة القلب بالعقل

فعلاقة القلب بالعقل علاقة تكاملية ولا يكتمل الحب الحقيقي الا بتوافق الإثنين و عجزهما عن وجود سبب أو فوهة صغيرة للإنسلاخ من هذا الحب لكونه مبني على أساس صلب و سميك لا يمكنه الهدم لمجرد خطأ او زلة لسان عكس التلاعبات التي يسميها اغلبنا حب وهذا الأخير بريء منها تبدأ بشكل منير و يوم على صدر الأخر تظهر الشوائب و يزال الغطاء عن الكذبة الأصلية والأساس الضعيف و الهاش الذي لا مصير له غير الهدم والتدمير.

التقليد الأعمى

علتنا اننا لا نقلد البشر في الأشياء الجميلة تعودنا على التقليد الأعمى، لو تعلمنا ان نقلد العظماء لقلدنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حبه بل وتجسيده الطاهر لتلك الكلمة الطاهرة التي اصبحت في زمننا كوردة مرماة في شارع مزدحم و لا يمر احد الا و وطأ بحذائه على تلك الوردة حتى اصبحت انذل من النذالة واتفه من التفاهة.

أما اعتقادنا بأن الحب المبني على أسباب مثل حب الذكر لأنثى لأنها جميلة وجذابة او حبه لها لأنها ذكية وواعية او حب الأنثى للذكر لأنه ذو منصب او غيره من الأسباب، هذا ليس حب بل افكار مرسخة في اذهان جلنا.
لأنه عند اختفاء السبب من البديهي ان يختفي الحب الذي كان عموده الأساسي سبب كائن.

علاقات الحب تنتهي بالفشل

هل سألنا انفسنا لماذا اغلب علاقات الحب التي تنتهي بالزواج تنقص المحبة بعد الزواج لنوضح الأمر قبل الزواج تكون العلاقة وكأنها علاقة حب لا حب بعدها كأنها تجسيداً للهيام و المحبة الفائقة الجمال بعد الزواج يختفي هذا الهرمون ويصبح كلا الطرفين في إنحياز عن الأخر، يصبح الطاغي الأساسي على العلاقة هي المسؤولية و مسألة وجوب الحفاظ عليها وعدم التخلي عنها والخوف من هدم أسرة تعبوا في بنائها يصبح الطاغي الأساسي في علاقة الزوجين الإدمان على بعضهم البعض، كما يدمن المدخن السجارة و هو يتمنى التخلي عنها في أقرب اجل، كما يدمن السادي الأذى وهو كارهه.

 

بقلم: فاطمة الزهراء شكيريد

أضف تعليقك هنا