حرب الكلمات

قد تسمع أخي القاريء حرب الشوارع، قد تسمع حرب الدول، قد تسمع حرب إلكترونية، وغيرها من الحروب لكن هل سمعت عن حرب الكلمات؟، لا يخفى عليك عزيزي خطر الحروب التي ذكرت آنفاً، فهل حرب الكلمات مثلها أو أقل ضررا ًً أو أشد ضررا؟ هذا ما سنعرفه معا في هذه الأسطر اليسيرة.

خطر حرب الكلمات

حرب الكلمات أشد ضررا من حروب الجيوش لأنه يدمر العروش، حرب الكلمات أشد من حرب الشوارع لأنه يذهب السبب الأصل لتلك الحرب، حرب الكلمات أشد فتكا من الحرب الإلكترونية لأنه يهدم القيم والأخلاق.

  • إن حرب الكلمات تعني إطلاق اللسان في كل ما من شأنه:
    • الضرر لا النفع.
    • والهدم لا البناء.
    • والخفض لا الرفع.
    • والذم لا المدح.
    • والمعاصي لا الحسنات.
    • والكثير الكثير لا يسعني ذكرها ولا يخفى على شريف علمك.
  • إن إطلاق اللسان على ثوابت الدين حرب أنت الخاسر فيها:
    • وتذكر قول الباريء في محكم التنزيل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فإني أعظك أن تكون من الجاهلين.
  • إن إطلاق اللسان في السخرية والغيبة والنميمة طريق الندامة فكن ذا حصافة:
    • وتذكر ( لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم الخ الآية).
  • إن إطلاق لسانك بدون وعي وتفكير ولا بال طريق الوبال وأسمع قول المختار:
    • ( إن العبد لايتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا).

حوار بين النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل عن أخطار اللسان

تعال معي نتأمل هذا الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل لنعرف خطر اللسان عندما:

  • قال معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم :
    • وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله؟
  • فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    • ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكبُ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم.

فأحذر أن تكون كذلك أيها الأبي، وما أجمل تلك المقولة ( لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن خنته خانك) فتأملها مرارا وأجعلها شعارك.

عزيزي القاريء :

كن ذاكرا بلسانك، شاكرا، مسبحا، مستغفرا، متكلما بما يفيد، ساكتا عما لا يفيد، وأحكم سجن لسانك لتنجو، وأختر كلماتك فهي عنوانك.

وبالختام

إخواني الأعزاء أزف الرحيل، وحان الوداع، وناخت الركاب، فإلى ملتقى قريب إن لم يحُلْ من حائلِ 

فيديو مقال حرب الكلمات

أضف تعليقك هنا