اليوم سئلت عن قول الله تعالى ..والليل إذا يسر ..وعلة حذف الياء في الآية وما قاله كثير من العلماء عن الحذف بأنه رعاية للفاصلة …وهذا التعليل كثيرا ما آلمني لأنه يعني ببساطة أن القرءان ألجيء إلى الحذف ليستقيم المبنى والمعنى وهذا والله عين المحال ..ولنا أن نعيش في تجليات الصورة المباركة وإشراقاتها على القلوب والعقول.
نلاحظ مناسبة الأوقات الواردات في السورة مع حذف حرف الياء ..فسنجد ..الفجر ..وهو وقت في زمن الليل قصير يقع بين وقت السحر وبين وقت الصبح ..وهو مع سرعة زواله فيه ثواب غزير …وأما الليالي العشر ..فما هي مسافتها الزمنية بالنسبة إلى مسافة عظيم ثوابها ..فسرعان ما تذهب هي ويبقى ثوابها في سجلات العابدين ..وما أسرع مرور الأيام المباركات والصلوات الطيبات الزكيات …وما أسرع انسلاخ النهار من الليل ..فكأن الحذف هما يناسب سرعة ذهاب الأوقات والأزمان المذكورة من الفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل ..وهذا يناسب سرعة القراءة
فناسب الحذف سرعة مرور الوقت وذلك لتنبيه الغافلين وحث العابدين على الاجتهاد في كل فترات الليل وخاصة ما ذكر.
تكرار الراء هنا ناسب سرعة نطقها وتتابعه بسرعة مرور الوقت وتتابع الخيرات فيه.
الفترة الزمنية لخروج الصوت في أول السورة مقابل للفترة الزمنية لخروج الصوت في آخر السورة ..فبينما أنت تقرأ بحدر وسرعة أول السورة إذا بك تتمهل آخرها وذلك بفعل توالي الألفات والياءات والواوات والإشباع والمد ..في ..وجيء يومئذ بجهنم..وأنى له الذكرى ..لحياتي ..عذابه ..وثاقه ..ارجعي ..جنتي …والفرق بين البطء هنا والسرعة هناك هو الفرق بين عمل الدنيا السريع المضي وبين جزاء الآخرة الباقي الأبدي.
حديث السورة عن الاغترار بالمتاع الزائل وسرعة زواله يتناسب تماما مع افتتاحية السورة وختامها ..فالإنسان يغتر بتوالي الأوقات والهالكون المذكورون فيها غرتهم متعهم وقوتهم وآثارهم وما كان أسرع زوال الوقت وما كان أسرع ذهاب الهلكى وما أكثر بقاء الحسرات بعد القعود والفوات.
بينما الإنسان يخطيء في حسابات التكريم والإهانة ينشغل عن أسباب التكريم وهي الأوقات المذكورات في أول السورة.
نبهت السورة إلى واجب المسلم نحو دينه وبني مجتمعه من إكرام اليتيم والحض على طعام المسكين ورعاية العدل في القسمة وعدم الاغترار بالمال ..وما أجمل التناسق بين إكرام الرب تعالى وبين إكرامنا لليتيم ..وما أشد تعانق المعاني والآيات في تقرير حقيقة أننا جميعا مساكين في سكننا إلى الدنيا وشدة احتياجنا إلى عفو الباري تعالى وشدة احتياج الفقير إلى رفدنا وودنا ..وما أشد اغترارنا بالمال الذي ينسينا غرس الوقت بالأعمال ..ثم ما أسرع ما تزول الدنيا كما زالت الأوقات وأسرعت ..
فيا من تقولون برعاية الفواصل أين أنتم من هذه التجليات والمعاني المباركات ونداءات حروف سورة الفجر وقضايا ومعانيها ومبانيها تناسقت لعمري الحروف فتكونت أعظم الكلمات وتلائمت الألف
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد