إن لم نكن للقدس محررين .. فالأقل دعم القدس

بقلم: المحامي أمجد الشلة

إن لم نكن نحن المحررين للقدس من المحتل الصهيوني الغاشم، فالأجدر القيام بدعم القدس، ودعم القدس ليس أمراً مستحيلاً وليس أمراً صعباً، هناك مؤسسات مقدسية وطنية ذات هوية فلسطينية بالمطلق وهي مستهدفة منذ العام ٦٧ أي منذ احتلال مدينة القدس او ما بعد الإحتلال بسنواتٍ بسيطة.

الحرم القدسي الشريف ومكانته عند الفلسطينيين

لاشك أن الحرم القدسيّ الشريف إي المسجدين الأقصى المبارك و مسجد قبة الصخرة المشّرفة الأكثر إستهدافاً و لكن الإحتلال يُدرك أن المساس بهذين المسجدين يعني حتماً الوصول إلى النقطة صفر مع الفلسطينيين ،فالفلسطينيين لا يمكن ان يتهاونوا أو يستخفوا أيَّ مساس بالحرم القدسي الشريف ، و في هذه اللحظة أي لحظة المساس المباشر بالحرم القدسيّ لن ينتظر الشعب الفلسطيني قراراً من أحد لا من حزب و لا من تنظيم و لا من دولة و الشواهد على ذلك كثيرة ولست بصدد ذكرها ولكن لا بد من الإشارة إلى أهم محطات مقاومة الشعب الفلسطيني عندما يكون هناك انتهاك من الإحتلال الصهيوني للحرم القدسيّ.

بعض الشواهد على شجاعة الشعب الفلسطيني

  • انتفاضة الأقصى

    • و هناك شاهدٌ كبيرٌ ألا و هو اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة و التي استمرت أربعة أعوام قدّم فيها الشعب الفلسطيني آلاف من الشهداء و آلاف من الجرحى و مثلهم أضعافاً من الأسرى و المعتقلين و كان في حينها الكل يقول فداءاً للأقصى و القدس .
  • معركة البوابات الإلكترونية

    • و لا بد من التعريج على معركة البوابات الإلكترونية التي حاول الإحتلال الصهيوني زرعها ووضعها على بوابات الحرم القدسيّ الشريف و ما قام به الشعب الفلسطيني بمسلميه و مسيحييه من تصدي و مقاومة لهذه البوابات.

الفكرة العامة التي أودُّ أن أتطرق اليها و اطرق باباً لآذان المسؤولين و القيادات و الأحزاب و التنظيمات و النخب السياسية و الوطنية و الدينية كذلك للنقابات و الجمعيات و الإتحادات بأنّ دعم القدس وارد و هناك كل الإمكانيات للقيام بذلك، إنَّ الإحتلال الصهيوني اليوم يستهدف القدس بكل مكوّناتها من الإنسان المقدسي ذاته و عائلته و أسرته و حتى الحجر و البنيان في القدس فكله مستهدف من هذا المحتل.

بعض المؤسسات الوطنية الفلسطينية المقدسية

  • و لكن هناك مؤسسات وطنية فلسطينية مقدسية أضحت تمثل رمزيةً مهمة لدى الكل الفلسطيني و حتى العربي و لدى البعض الدولي ، عندما نتحدث عن جامعة القدس و التي يغلب البعض على تسميتها بجامعة القدس بين قوسين ” أبوديس” علماً أن البعض يجهل أن جامعة القدس لها حرمين داخل القدس ذاتها مبنى او كلية هند الحسيني و اخرى في بيت حنينا.
    منذ سنوات دراستي الأولى أنا شخصياً بحرم هذه الجامعة الفلسطينية العريقة و هي تعيش بأزماتٍ ماليّة ضخمة كادت هذه الأزمات و في كثير من الأحيان أن تؤدي الى وقف العمل الأكاديمي فيها، و كنا دائما نتسائل لماذا هذه الجامعة تُعاني كل عذه المعاناة تحديدا من الناحية اًو النواحي الماديّة او المالية ، و الغريب أنها ليومنا هذا تُعاني و تُعاني.
  • و نأتي الى وقت قريب و ليس ببعيد أزمة مستشفى المطلع و كيف هبَّ الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته للتبرع لهذا المستشفى المقدسي ، و أن الازمة حقيقة لا زالت قائمة بمستشفى المطلع و لكن ما يحدث هو تأجيل و ترحيل للزمة فقط و كأنك تخوض هدنة مع احد بهدف التهدئة على ما يبدو.
  • و ليس ببعيد أيضاً عن ذات المؤسسة نذهب للمؤسسة الشقيقة و الأكبر ” مستشفى المقاصد ” او جمعية مستشفى المقاصد الخيرية ” و ما تعانيه هذه المؤسسة من أزمات و استهدافات يومية و حقيقية الحديث يطول في موضوع استهداف مستشفى المقاصد و أخيراً و هو حديث الساعة لدى المواطن الفلسطيني.
  • أزمة شركة كهرباء محافظة القدس و تحميل الشركة مسؤلية انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق و المدن الفلسطينية و حديث للشركة عن مديونيتها لما يُسمى بالشركة القطرية الصهيونية الاسرائيلية و تقصير العديد من الجهات ذات العلاقة فلسطينيا في هذا الموضوع.

بالنهاية أقول و أؤكد إن لم نعمل على تحرير القدس فالأقل دعم القدس دعم مؤسسات القدس دعم المقدسي المتواحد بالقدس ومحاربة كل آفات ضرب المقدسي الذي يقوم به المحتل الصهيوني بتمزيق و ضرب الاسرةالمقدسية الفلسطينية وتعزيز الصمود داخل العاصمة الابدية للدولةالفلسطينية وحتى لانتباكى او نبكي غدا على ضياع مؤسسة وطنية مقدسية أخرى كما ضاع بيت الشرق و ان لا يتقاعس احد عن دعم القدس ومؤسساتها فالقدس ليست فقط بحاجة الى شعارات و خطابات و قصائد فالقدس بحاجة الى قول و فعل ودمتم سنداً للقدس وفلسطين.

بقلم: المحامي أمجد الشلة

 

أضف تعليقك هنا