المصلحة الوطنية

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

المصلحة الوطنية هي سعي الدول على حماية والدفاع عن مصالحها الاقتصادية او الثقافية او العسكرية او غيرها وتصل الى ذلك بتعزيز سياساتها الداخلية والخارجية.

المصلحة الوطنية الخارجية

تتمثل المصلحة الوطنية في حماية حدود الوطن ومنع التهديدات التي تمس امن البلاد وامن مواطنيه والحرص على احترام وتقدير الوطن وجعله يحرز مكانة مرموقة على الساحة الدولية.

ان احترام الوطن والمحافظة على مصلحته وعلاقاته الدولية يعتمد على القوة فالعلاقة بين المصلحة الوطنية والقوة علاقة مهمة فالقوة هي وسيلة لحماية المصالح الوطنية للدولة كما انها غاية للمصلحة الوطنية بل ان تعزيز القوة تعتبر اعلى مرتبة للمصالح الوطنية.

ان على قيادي الوطن ان يفهموا أولويات الامة والمجتمع وقدرتهم على توفير القوة لحمايته ومدى قدرة القيادة على تحقيق التناغم بين القوة والمصالح الوطنية، ان تحديد المصالح القومية لدولة ما يعتمد على أهمية الاستراتيجية العسكرية والسياسية خارجية لهذه الدولة حيث تحدد هذه المصالح التوجه الرئيسي الذي تسلكه وأنواع وكميات الموارد التي تحتاجها والطريقة التي يتحتم على الدولة من خلالها أن تستغلها لتحقيق النجاح.

وبسبب الدور المحوري الذي تلعبه المصالح القومية لابد أن يتم تبريرها وصياغتها بشيء من الدقة وليس مجرد افتراضات. حيث ان المصلحة الوطنية هي ضرورة لا بد منها لتطوير الاستراتيجية والسياسة وهنا تتجلى قيمة المصالح في تأسيس وتحديد الخطوط العريضة للأهداف التي سيتم اعتماده في تنفيذ السياسة الخارجية كما ان السياسة المعتمدة والتي تساهم في المصلحة الوطنية تعتمد لتنفيذها على القوة كمصدر أساسي لتنفذها

المواطنة والوطنية

داخليا تعتبر المصلحة الوطنية امرا اكيد بل واجب على الكل حيث ان حماية البنية التحية للوطن والحرص على سلامة المواطنين وتوفير الرفاه الاقتصادي لهم والعمل على تحقيق التنمية الشاملة المستدامان.

من واجبنا كمواطنين ان نحافظ على هذه المصالح الوطنية وعدم إعطاء قيمة للمصالح الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية على حساب تحقيق مصالح الوطن العليا فواجب كل شخص في هاته البلاد ان تتجمع وتتكتل من اجل حفظ مصالح الوطن مهما اختلفنا فيما بيننا من حيث الراي او الدين او المذهب فاذا حافظنا على مصالح الوطن نكون احترمنا وحافظنا على مصالح الجميع وان تركنا واضعناها تضيع كل المصالح.

فان كان الاختلاف يستوجب ان نتناقش ونتبادل الأفكار والنصيحة لإيجاد اتفاق بين المتخاصمين، فان تفاهمنا وتكتلنا من اجل مصلحة الوطن توجب علينا التفاهم فيما بيننا للمحافظة على مصالحنا المشتركة.

ان ما نراه اليوم من تنافر وتقاتل وكره للأخر وتخوين لا يخدم الوطن في شيء، فمن تمام العقل والحكمة ان نتحاور ونتفاهم ونكون امة واحدة متفاهمين نعمل كلنا على تحقيق المصالح العليا للوطن.

المصالح الضيقة تغرق الأوطان

ان سقوط الأوطان واندثارها سببه خلل في مجتمعاتها وتفريط في المصالح العليا للوطن بسبب المصالح الشخصية لبعض الافراد والانتهازين او بسبب مصالح حزبية وطائفية جعلت من مصالحها الضيقة اهم وفوق واعلى من مصلحة الجميع

لقد القت بقيم المواطن عرض الحائط، والتي توجب على الجميع ان يعملوا ويكدوا ويضحوا من اجل مصلحة وطنهم، إن التاريخ يعلمنا ويخبرنا انه كم من امة أسقط اوطانها واغرقته بسبب نهم البعض وجشعهم وحبهم لأنفسهم ومصالحهم الشخصية.

فكم تسبب المنتفعون والحزبيون من خراب ودمار وكوارث لأوطانهم من اجل مصالحهم الضيقة والنتيجة سقوط الأوطان اقتصاديا واجتماعيا والمتضرر من ذلك المواطن الفقير المعدم والمواطن الذي لم يجد شغل والشباب الباحث عن حياة أفضل.

متى نستفيق؟

متى نفهم ان الوطن للجميع، ان اختلافنا لا يجب ان يقودنا الى تدمير وطننا كفانا تناحر وتسابب ولنغلب مصلحة الوطن على كل المصالح.

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا