مؤتمر برلين والمصالح الدولية

مؤتمر برلين والمصالح الدولية...مخالفة المنهج الرباني وخرق القانون الوضعي... موقع مقال

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

الاحد 19 جانفي 2020 انعقد ما سمي “مؤتمر برلين” في عاصمة المانيا من اجل ايجاد حل لازمة سببها نزاع ليبي ليبي صراع مسلح من اجل السيطرة والخاسر فيه الوحيد الشعب الليبي الشقيق.

سبق هذا الاجتماع دعاية كبيرة باعتبار انه سيحدث نقلة جذرية في الموضوع الليبي من العنف والسلاح والعسكر والمليشيات الارهابية الى الحوار والحل السلمي وتقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع الداخلية والاطراف الدولية والاقليمية المتدخلة في هاته الازمة.

هدف مؤتمر برلين بخصوص ليبيا

الهدف من مؤتمر برلين تقريب وجهات النظر وانهاء الانقسام الدولي حول المشكل الليبي بالحوار والتفاهم بين كل المتدخلين في ملف الليبي،ولقد استغلت الهدنة العسكرية وحوار موسكو ليبنى عليهما مسار جديد خلال المؤتمر، الهدنة الوقتية تحولت الى هدنة دائمة بدعم وتنسيق من بعثة الامم المتحدة ليشمل ثلاثة أمور مهمة وهي” الامني والاقتصادي والسياسي”.

ان قائمة المدعوين لاجتماع برلين تعبر بوضوح عن القوى الفاعلة والمؤثرة دوليا وإقليميا بالمشهد الليبي على رغم من استبعاد تونس وهذا الاستبعاد اعتبره خطا هذا المؤتمر.
لقد تمكن المؤتمر من اسكات صوت المدافع، فلا حل عسكري في ليبيا الحبيبة ولا حرب أهلية قد تكون سبب في تقسيم بلد الشهيد عمر المختار بل الحوار هو الحل.

إنهاء التدخل الأجنبي في ليبيا

جميع الأطراف المشاركة في المؤتمر والحاضرة في برلين مقتنعين بان من واجبهم اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لإنقاذ ليبيا والا صارت سوريا أخرى، لذا كانت الأمور تتجه في ثلاثة مسارات وهي:

  • دعم وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.
  • العودة الى العملية السياسية بين الليبيين.
  • انهاء التدخل الأجنبي في ليبيا.

وعلى الرغم من كل هذا التحرك الدولي لإيجاد حل يبقى الاختبار الحقيقي مرتبط بمدى استعداد الليبيون والأطراف الليبية والدولية لاتخاذ ما يجب فعله من إجراءات لوضع حد للحرب الليبية الليبية، يجب مراقبة وقف إطلاق النار ومراقبة حظر التوريد للأسلحة ومعاقبة الدول التي ترسل الإرهابيين الى ليبيا.

مؤتمر ليبيا بدون ليبيين

لم يشارك أي ليبي في مؤتمر برلين بشأن ليبيا، اتفقوا المؤتمرين على خطة شاملة، واتفقوا جميعهم على وجوب احترا حظر الأسلحة ومنع دخولها الى ليبيا وتشديد المراقبة.

وانتهى المؤتمر بشأن ليبيا وبدون ليبيا وكان قد حضر قمة برلين بشأن ليبيا بدعوة من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، كلا من حكومات الصين، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وروسيا، وتركيا، والامارات العربية المتحدة،والجزائر،و المملكة المتحدة ،والولايات المتحدة الامريكية، فضلا عن ممثلي الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية.

الخاسر في هذا المؤتمر هو حاكم تركيا رجب طيب أروغان وحكومة السراج، ان وثيقة برلين شهد عليها كل الزعماء الذين شاركوا في المؤتمر وبالتالي فان الاتفاقية أصبحت تلزم كل أطراف النزاع ومن خلال الاطلاع على بنود الاتفاق يمكن استنتاج ان تركيا اصبحت  خارج المعادلة حيث ان التكتلات التي قامت بها مصر وإيطاليا وفرنسا والامارات جعلت بنود التي صدرت في وثيقة المؤتمر تصب في مصلحة القائد العسكري خليفة حفتر ولا تخدم غريمه السراج.

قاتل الأمس أصبح المنقذ

الغريب ان الدول التي قتلت الليبيين ودمرت حياتهم اما بطريقة مباشرة او غير مباشرة هي التي اجتمعت في برلين لإنقاذ بلد يعيش الفوضى والانقسام، ان اجتماعهم في برلين هو حبا في النفط الليبي وليس الشعب الليبي.

لقداجتمعوا من اجل نفطها وغازها ومشاريع بنى تحتية، ان الخوف من تصبح ليبيا نقطة ومنصة لتصدير الاف المهاجرين نحو السواحل الأوروبية للمتوسط.وعلى اخواننا الليبين ان يتوحدوا من اجل ليبيا.

بقلم الكاتب صلاح الشتيوي

أضف تعليقك هنا