الجبير ومدرسة الفيصل

يمثل وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير حالة استثنائية في اطار العمل الدبلوماسي، وفي مجال صنع القرار السياسي ومقارعة الحجة بالحجة، او لنقل مقارعة الافتراءت بالحجة حتى نكون أكثر واقعية ان صح التعبير ، ولمايمتلكه هذا الرجل من مهارة عاليه في التعامل مع مختلف القضايا الخارجية، مكنته وبجدارة من اعتلاء منصة العمل السياسي ،وهو ليس بالامر الغريب لرجل قضى باكورة حياته العملية في مدرسة سعود الفيصل.

وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير

كيف لايكون ذلك وهو من كرس نفسه للعمل في الحقل الدبلوماسي لثلاثة عقود جنباً الي جنب المحنك سياسياً صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله، كيف لايكون ذلك وهو من عرف بجليل الأعمال وصادق الأفعال ، وبتفانيه في خدمة دينه ووطنه، في كلمته أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي والتي بثت فقراتها على الهواء مباشرة قبل أيام معدودة وانتشرت مقتطفات مصورة منها على نطاق واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

ظهر الجبير في موقف اتسم بالقوة والحزم، يجدر ان أشير الى ان مضمون تلك الكلمة اتت في سياق الرد على المحاولات المتكررة للتدخلات المتعاقبة في شؤون المملكة والمساومة علي سيادتها عبر العمل باستراتيجية افتعال الازمات وتسليط الضوء عليها وعلى امور أخرى ملتصقة التصاقاً تام بخصوصيات داخلية بحتة لاحكام وقوانين صدرت بحق بعض المخالفين، تفخيم بعض الأخطاء ومن ثم نشرها للعوام دون ضوابط وبشكل مبالغ فيه هو ديدنهم.

رد الجبير بالمرصاد

غير ان الجبير كان لهم جميعها بالمرصاد، وقد لاقت الردود المزلزلة التي ادلى بها في غضون ذلك إعجاب وتقدير الكثير من المراقبين والمهتمين بهذا الشان على الصعيدين العربي والدولي بعيداً عن الاثارة والتصنع اوالتكلف في ابراز الهوية ،وذلك لإحتواء الردود على قرائن وحقائق ساطعة وادلة وبراهين معروفة كرسها في عملية الدفاع والإقناع ، وهو ماتضح لاحقاً من خلال التفاعل الكبير والتعليقات المصاحبة لتلك المقطتفات، على كل حال فقد ظهر احد اعضاء البرلمان الاروبي حينها وهو يوجه انتقاداته للمملكة في معرض كلامه، في وضع مرتبك وموقف يرثى له، حال المفلس الذي يعجز عن ايجاد البينة على افتراءته، إن حالة الارتباك تلك كان باعثها في اعتقادي عاملين اثنين:

العامل الأول:

هو يقين هذا العضو بان القضية التي يحاول طرحها قضية خاسرة لانها مبنية بالأساس على شائعات ملفقة واداعاءات كاذبة جملة وتفصيلا،

العامل الثاني:

لعلم العضو المسبق بان شخصية كعادل الجبير ليست بالشخصية السهلة التي يمكن يملى عليها بضع كلمات سطرت من نسج المغرضين، وهي الشخصية المعروفه باسلوبها الهاديء في الحديث والمتصفه بالحلم والأناة مع صرامة الردود الملجمة، موطن القوة والتأثير.

وهو ماحدث بالفعل حين انقضي الجبير دون هوادة على هذا العضو مما ادى الى تعريته امام الجميع في موقف لاتنقصه الصراحة، مما اضطر العضو الى التزم الصمت فور ان أُفحم بجملة الردود الصاعقة، رغم المحاولات التي بذلت لإثبات تماسكه ورباطت جأشه، على العنجهية ونبرة الاستعلاء الواضحة في ثنايا حديثة، غاية مايمكن قوله هنا انه لا يكن ان تذكر الردود الصاعقة والمزلزلة دون ان يذكر فيها عادل الجبير، نعم عادل الجبير ليس شحصية استثنائية فحسب بل رجل مواقف امتلك كريزما سياسية ملفته وحضور ذهني قوي، تمتع بها إبان العلاقة التي ربطته مع صفوة الناس وزير الخارجية السابق صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وقبل ان يخرج من عباءة سموه وقد توجت تلك العلاقة بهذا التوهج وريادته في المجال.

فيديو مقال الجبير ومدرسة الفيصل

https://youtu.be/ZQTaZFsIN70

أضف تعليقك هنا