الأنانية الطاغية

بم تختلف أنانية الكبار عن أنانية الصغار؟

الأنانية عند الصغار

إن الأنانية لا تخص فقط الكبار، فهي موجودة عند الصغار وبكثرة وأنانيتهم واضحة، وقد نصنفها على أنها حب شديد لأشيائهم وألعابهم وكل ما عندهم ويخصهم، إلا أنها تندرج ضمن الأنانية والبشر جميعا، أنانيون بالفطرة، وهذا طبيعي إلا أن الأنانية تختلف من فرد إلى فرد، وللأنانية حجم كذلك يتفاوت من شخص إلى شخص.. وكما قلنا الأطفال والصغار مشهورين بالأنانية التي لا تضر بتاتا، ولا تلحق الأذى بأحد، ولا تشكل أي خطر لا عليهم ولا على من حولهم فهي أنانية نابعة من براءة، ومن الطفولة التي لا فوضى ولا خطر فيها، سوى الأمن والأمان، والسلم والسلام، والراحة والطمأنينة فيها.

الأنانية عند الكبار

إن الأنانية الطاغية لا وجود لها عند الأطفال والصغار، فهي عند الكبار الذين وصلوا إلى الرشد والمرحلة التي فيها يعون ويدركون ما هي المصلحة الخاصة، وما هي المصلحة العامة، وما ينفعهم يبحثون عنهم ويسعون لإتيانه، وما يضرهم لا يقتربون منه، ولكن قد يساهمون في وجوده من جراء الأنانية الطاغية التي وصلوا إليها.

الصغار لا يعرفون ما يضرهم، وما ينفعهم، سوى أنهم يحاولون حماية أغراضهم، وما عندهم من الجميع، وبالأخص الذين في سنهم، ومن نفس عمرهم فهنا تثور الأنانية عند الأطفال بفعل الأطفال أمثالهم الذي يحومون حول ألعابهم مثلا فيكون الطفل كالأسد الذي يهاجم أي أحد بلا استثناء متى تعلم الأمر بدخول منطقته، والمساس بأغراضه وما يخصه ويعنيه.

مخاطر الأنانية 

كثيرا ما الأنانية تجعل من صاحبها بلا بصر، وبلا إحساس، ولا شعور، فيتهور ويصدر منه ما لا يجب أن يصدر، فالأنانية كالخمر الذي يجعل شاربه في سكرة تفقده العقل، والتركيز والوعي، والإدراك، فيفعل مالا يفعل دون شعور وإحساس وتحمل المسؤولية تأتي في الأخير مع الندم الشديد.

فالأنانية قد تسببت في كوارث، وفي جرائم، والقيام بتصرفات وسلوكيات وأفعال إن كان العقل حاضرا ومرافقا لصاحبه لما كان مثل تلك السلوكيات والأفعال، وما أدى الأمر إلى حدوث كوارث، ومشاكل، ومصائب، وجرائم قد أحدثت خسارة، وخطر، ورعب، وضرت بالفاعل.. فالأنانية الطاغية تؤدي للتهلكة، وللضياع، وللخسارة.. ولكن الأناني الذي أنانية قد سيطرت عليه وطغت لا يعي كل هذه النتائج الكارثة إلا بعد الحدوث والوقوع.

كيف تسيطر على أنانيتك؟

لا بد على الأناني أن لا يدع أنانية تحل بجميع الأماكن والأوضاع والظروف، وتشمل كل الأمور والقضايا والأشياء فالأنانية أماكنها وأوقاتها غير ذلك، لا وجود للأنانية ولا سماع لها بأن تحضر الحضور المسيطر، ولا حتى الحضور الفرعي المجازي الغير فعال حتى.

لا تكن أنت العبد، والأنانية هي السيد الذي يأمر وينهي، وأنت سوى تتبع الأوامر وتطبق دون أدنى اعتراض أو رفض أو حتى إبداء الرأي، فهذا لا يصح، فالأنانية جزء من الأنانية، وليس الإنسان جزء منها فلا بد لكل شخص أن يكون مسيطر على كل ما يسكنه وهو فيه؛ لأن الأنانية لم تأتي بالخير يوما، ولم تزرع الخير يوما، ولم تجلب النفع للجميع يوما، ولم تساهم في الإصلاح وتعميم الفائدة يوما، فكله للنفس، ولإرضاء النفس، ولو على حساب الجميع لا إشكال المهم إرضاء النفس الأنانية الطاغية بكل الأشكال، وبجميع الوسائل، والطرق المسموحة، وغير المسموحة، لا يهم ولا اشكال في ذلك ما دامت الفائدة والمنفعة والغرض سيتحقق، والهدف سيتم الوصول إليه، فالطريقة لا إشكال في سلكها إن كانت تناسب، أو لا تناسب، وإن كانت قد تلحق الأدى والضرر والخسارة بمن بطريقها فهذا كذلك لا يهم.

إياك وأن تكون الجندي الذي يحمي أنانيته من جميع الاتجاهات، وبكل ما أوتي من قوته، وإن كان ذلك سيكلف الروح والأرواح، فكله فدى الأنانية ونحن تحت الخدمة.. إياك أن تكون ذلك الجندي المطاع، وإنما الجندي الذي يقف في وجه الأنانية العادية، أو الطاغية، ليقول كلمته ويؤثر ويحكم ويسيطر بعقل وضمير سليم وصائب وحي، ويفكر سوى في الخير والصلاح الذي يعم على الجميع بلا استثناء.

لا تكن أنانيا.. الأنانية التي تخلق وتجعل منك شريرا لا يرحم ولا يحيا عنده أحد.

فيديو مقال الأنانية الطاغية

أضف تعليقك هنا