الإتقان

جميعنا في هذه الدنيا والحياة نشقى ونسعى مع طلوع الشمس إلى غروبها، من أجل جني قوت يوم واحد فلا أحد فينا مرتاح من هذا الشقاء وليس هناك السعيد السعادة الكاملة الكلية فهذه السعادة لم توجد بعد.

إتقان العمل مقرونٌ بنتيجته فما العلاقة بينهما؟

تعبنا وعملنا يحتاج إلى إتقان ليجني لنا الأفضل والأروع فنرضيه يرضينا، والإتقان من الإخلاص والوفاء والعمل في الأصل عبادة والعبادة لا بد أن نؤديها على أكمل وجه وكما يجب وأحسن لنحسن صورتها وصورتنا وهذا واجبنا اتجاه أعمالنا فالعمل الذي يفتقد للإتقان لن يكون له لا ريحة ولا طعم ولا ذوق فيصبح كالشيء الذي حملناه ووضعناه دون إضافة شيء له

فالإتقان ترك بصمة ولمسة خاصة تزيد من جمال الشيء ورونقه ويكون ظاهر عليه التميز والاختلاف والانفراد الذي يدل ويؤكد على الإتقان بحب وواجب وتحت مسمى المسؤولية التي تكون نابعة من القلب ومن ضمير وعقل له أسس وقواعد لا بد أن تطبق لتسير الأمور على ما يرام وأحسن .

ما الطريقة التي يجب أن نتبعها كي نصل إلى أعلى درجات الإتقان في العمل؟

إن العمل المتواصل الكثير يجلب الملل واليأس ويجعلنا لا نركز على موضوع الإتقان سوى تؤدية العمل كما كان حسب ظروفه والقدرة الموجودة والتمكن المتاح، كذلك الكسل الذي كثيرا ما يصيبنا والذي يؤتي من الملل والروتين وهذا الكسل يولد الفشل الذي يصطحب الخسارة والإفلاس وانعدام الجودة والتميز والإبداع في العمل.

ويظهر ذلك بكل سهولة فالإبداع والتميز في العمل عنوان يظهر للجميع دون حاجة للبحث والتدقيق وغيرها، فإن الإتقان يحتاج الى حماس واصرار وارادة متواصل بلا اتقان لتكون نتائج العمل دوما في المستوى المطلوب وأزيد وان أصاب العمل الملل والفشل والكسل فلا اتقان هنا ولا نتيجة مرضية وحسنة حتى في هذه الحالة .

هل يقتصر الإتقان على إنهاء العمل فقط؟

يكفي أن تكون محبا لعملك لتكون مخلصًا فيه ووفيا له، وهو يوجد الإتقان دون شعور فحبك لعملك إتقان وإخلاصك في عملك إتقان ووفاؤك إتقان وخوفك وحمايتك لحقوق الغير إتقان، وأمانتك في العمل إتقان، ومسؤوليتك إتقان، ومواظبتك على العمل إتقان، وعدم التخلي عن التفاصيل الصغيرة والمهمة وغير المهمة في العمل هذا إتقان، إعطاء جميع قدراتك وطاقاتك في العمل إتقان والاستعانة بالتطور والتقدم إتقان…

واللجوء لذوي الخبرة والكفاءة إتقان، والاستمرارية في العمل إتقان، والسعي إتقان، والمحاولة من أجل التحسين إتقان، والمقاومة اتقان، ومكافحة ما يهدد العمل إتقان، وغيرها فكل هذا يدخل ضمن حيز ودائرة وخانة الإتقان فمن قام بواحدة مما تم ذكره في عمله فهو متقن وعمله يهمه لأن كل مهتم بالعمل يتقن لا محالة ويقدم أفضل ما عنده دون أدنى شك.

أما الذي اهتماماته وأهدافه تتجه نحو إنهاء العمل بأي وسيلة كانت والتهرب والسرعة في العمل مع عدم التركيز وإعطاء للعمل حق هنا لا وجود ولا تواجد للإتقان بتاتًا.

كن متقنًا لعملك و أمينًا عليه

إن المتقن إنسان أمين ويعمل بأمانة ويقوم بمهمته بكل صدق وأمانة سواء كان العمل يخصه أو يخص غيره فبالعكس مسؤوليتنا تزداد متى تحملنا عمل ومهام أعمال الغير هنا وجب علينا التركيز والحيطة والحذر وكل الأمور التي تجعل الأمر تحت السيطرة وفي أمان ولا خطر ولا خوف عليه وغير مهدد بالخسارة أو الضياع .

كن متقنا كما يطلب منك الإتقان والعمل والمهمة والأمر الذي لا يكون جيدًا ومرضيًا إلا بالإتقان، كن متقنًا في أعمالك وما يخصك وفي أعمال الغير وما يخصهم، والمسؤولية الثانية أقوى من الأولى لأنها تدخل ضمن الأمانة التي لا بد أن تحفظ ولابد على الأمين أن يقوم بدور الأمين بالاتقان يشرفنا ويثبت أن لازال أناس في العمل يقدمون أفضل ما لديهم لإرضاء رب عملهم والجميع، قبل أن تتخذ العمل على أنه تقديم شيء مقابل أجر اتخذه عبادة لا بد أن تتم بإتقان لتقبل تلك العبادة.

فيديو مقال الإتقان

 

https://youtu.be/C4sKHbp6gp8

أضف تعليقك هنا