“فيروس الكورونا” الحلول العلمية

لئن تفاقمتَ أزمة الكورونا بين الأمس و اليوم ، فإن هذا التفاقُم سيتواصل _ في المُستقبل القريبَ _ و بهذا يكون العالم قد خسر عدداً كبيراً من الناس ، عدداً كبيراً من أجزاء الحياة ، هذه الحياة التي أصبحت تعيش وفقاً لثنائية عجيبة ، أو لِنقُول ثنائية مأساوية بين الحياة و الموت ، الفرح و الحُزن ، بين فيروس الكورونا و بين مُضادات هذا الفيروس .

أزمة الكورونا وأرقام ونتائج مرعبة

وصل عدد الإصابات بفيروس الكورونا في العالم إلى أكثر من ربع مليون ، حوالي 250 ألف شخص ، حيث بلغت الوفيات إلى حد هذه اللحظة _ التي نكتب فيها هذه الكلمات _ إلى أكثر من 10 ألاف شخص ، و بالحديث عن هذه الأزمة ، لابد من الإشارة إلى أن أغلب البُلدان أغلقت حدودها نهائياً ، و أعلنت على ضرورة مكوث المواطنين في بيوتهم ، حيث يعيش العالم الآن أزمة بكل معنى الكلمة ، أزمة تشمل كل القطاعات تقريباً ، الإقتصادية ، الماليّة ، السياحية ، الرياضية ، العلمية.

فمثلاً تجرى الدراسة الآن في بعض الدول مثل : الولايات المتحدة الأمريكية ، بريطانيا ، أستراليا ، عن طريق الأنترنت ، و في عدداً أخر من الدول توقفت الدراسة ، و كي نكون صادقين ، توقف كُل شئ ، مطارات مُغلقة ، مؤسسات لاّ تُنتج ، عُمال لا تعمل ، و في ظل هذه الظروف الصعبة يتساءلُ المرء : ماذا يُخفي لنا المستقبل؟ و بصفةٍ أدق ، ماهو الحل الذي سيُخرجنا من هذه الأزمة؟

بعض الحلول الممكنة أو المتاحة للتخلص من الكورونا

عندما يتساءل المرء أسئلة مُرعبة ، فإن الجواب قد نجده بمجرد تصفح كُتب العلم و كتابات العلماء ، حيث بإمكاننا أن نجد حلولاً ممكنة أو مُتاحة إلى حدٍ ما ، و بإمكاننا أن نُقسم هذه الحلول إلى ثلاث :

  •  أولاً:

    • مسألة الفحص عن فيروس الكورونا ، و تعتبر هذه الخطوة بمثابة العمود الفقري لحل هذه الأزمة .
  • ثانياً :

    • الأدوية و العلاجات التي قد تكون ناجعة في مُعالجة المصابين بفيروس الكورونا Covid – 19
  • ثالثاً:

    • مسألة اللقاح : Coronavirus Vaccine حيث نجد العالم الآن ينتظر لقاحاً فعال لمعالجة هذه الآفة ، و في هذه المسألة نجد شائعات عديدة من أمكان عديدة ، حول وجود هذا اللقاح من عدمه .

_ قبل أيامٍ قليلة ، أقام المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، الدكتور ” تدروس أدانوم غابريل ” مؤتمراً صحفياً ، إفتراضياً عن طريق الأنترنت مع صحفيين ، و قال بكل بساطة :” لدينا رسالة بسيطة نُريد أن نوجهها لكل الدول و الحكومات ، إفحصوا ، إفحصوا ، إفحصوا ” we have a simple massage for all countries , test test , test

إن هذا الفحص ( فحص أي إنسان قد يكون مُصاب بفيروس الكورونا ) هو العمود الفقري للحلول التي قد تكون ناجعة في هذه الأزمة ، فهو يُعطي نتيجة علمية مظبوطة عن مدى إنتشار هذا الفيروس ، بين أي فئات ، بين أي دول ، إلخ ، ، ، فعملية الفحص تسمح بعزل المُصابين ، كي لا يصيبوا أخرين ، و على حد قول الدكتور ” تدروس ” tedros adhanom gabriel فإننا عندما نفحص الناس ، و نجد أن شخصاً ما مُصاب ، علينا أن نعرف مع من تعامل خلال اليومين الأخيرين قبل ظهور الأعراض ، و من خلال عملية التتبع هذه ، بإمكاننا أن نعزل كُل مصاب لكي نُعالجه ، و هكذا ننمنع هذا الفيروس من الإنتشار .

ما هي طرق الفحص؟

هناك طريقتين للفحص عن فيروس الكورونا حالياً:

  • أولاً 😛 . S . R أي إلتقاط عينة من الفم ( الحنجرة ) أو الأنف ، و إرسالها إلى المختبر ، كي يُأخذ منها الحمض النووي ، و إذا وجدنا بعض الجينات المُحددة ، التي هي جيناتٌ لفيروس الكورونا ، التي حددها الصينيون منذ الأسابيع الأولى ، يتأكد لنا بأن الشخص الذي نفحصه الآن هو مصاب، و إذا لم نجد الجينات المحددة للفيروس فإننا نحمد الإله بأن هذا الذي نفحصه ليس مُصاب ، و عموماً إن الفحص P . S . R هو فحص سريع لا يتعدى ثلاث ساعات .
  • ثانياً : هناك طريقة أخرى لفحص المريض من خلال أخذ عينة من دمه ، لإكتشاف إمكانية وجود أجسام مُضادة ، يُفرزها جهاز المناعة عند الإصابة ببكتيريا أو فيروس .

ماهي الدول التي كررت عمليات الفحص مرات عدة ؟

من خلال موقع ” Our World in Data ” يتبين لنا بأن ” كوريا الجنوبية ” قد أصيبت في البداية بهذا الفيروس ، بعد الصين ، لكن و خلافاً لما قام به الصينيون ، عملت كوريا الجنوبية على فحص العديد من الأشخاص بطريقة P. S . R , و رغم أن سكانها يقارب الخمسين مليون ، إلاّ أن عدد الحالات الإجمالية التي أصيبت بفيروس الكورونا ، هي حوالي 3800 و عدد الوفيات فيها 94 فقط ، أي قرابة 1% ، كذلك و نحن نتفحص في أعماق هذه المسألة.

لابد من تحية دولنا العربية مثل : دولة الكويت التي قامت بأكثر من مئة ألف فحص حتى هذه اللحظة ، على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز الخمسة ملايين ، تقريباً 4,7 مليون ، يعني نسبة 21 فحص لكل 1000 شخص ، و هي أفضل نسبة نراها في الإحصائيات التي قُمنا بها ، كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة ، التي وصل عدد الفحوصات فيها إلى 125 ألف ، أي 12 فحص لكل 1000 شخص ، و هنا لابد أن نُشير و نهلل بالتعامل الإيجابي الذي قامت به هذه البلدان من أجل مُحاربة آفة الكورونا .

ما هو العلاج الذي سيُخلصنا من صُداع فيروس الكورونا ؟

بطبيعة الحال نحتاجُ لمُضادات حيوية ، من أجل أن نحارب سلبات الفيروس ، و إلى الآن لم يطور الباحثون و الأطباء مُضاد خاص بفيروس الكورونا ، و لكن أُكتشف بأن هناك بعض المواد التي كانت تُستخدم سابقاً لبعض الأمراض الأخرى، قد تُساعد في الشفاء بنسبةٍ هامة للغاية ، مثل ” الكلوروكين ” Chloroquine التي تُستخدم عادةٍ للمالاريا و تستخدم لعلاج إلتهاب المفاصل.

و قد بين العديد من الباحثيين الفرنسيين أهمية هذا الدواء للتخفيف من عدد الأيام التي يُصاب بها مريض الكورونا ، من 11 يوم إلى حوالي 4 أيام ، نفس الشئ مع دواء يسمى vavi pira vire الذي يستخدم لعلاج الإنفلونزا العادية ، بالإضافة إلى دواء أخر ، أصبح الأمريكيين الآن يروجون له و هو دواء Ram Desi Wire الذي كان يستخدم لمعالجة وباء ” الإيبولا ” و وجد أنه يُفيد أيضاً في بعض الفيروسات الكورونية ، و نحن نعلم بأن فيروس الكورونا هو عائلة من الفيروسات ، مثل فيروس SARS الذي ظهر في الصين أيضاً سنة 2002.

ما هي اللقاحات التي قد تُخلصنا من فيروس الكورونا ؟

هناك ثلاث أنواع من اللقاحات ، هناك لقاحات لما يُسمى الفيروسات المُضاعفة ، أو المُخففة ، و هناك ما يسمى بلقاحات الفيروسات الميتة أو الخاملة ، كيف خاملة ؟ إما دمرناها كيميائياً أو بالحرارة العُلياَ ، ثم نأخذ هذه الفيروسات التي أصبحت ميتة ، أو شبه ميتَة ، و ندخلها مرة ثانية على الجسم ، و يُستخدم هذا اللقاح في حالة المريض الذي يُعاني ضعف في المناعة .

_ بالحديث عن اللقاح تكثر الإشاعات ، خاصةً في هذه الفترة التي يؤكد فيها البعض بأنه وجد اللقاح الفعال ضد فيروس الكورونا ، وجده الصينيون ، الفرنسيون ، الأمريكان ، ، ، و كل هذا الكلام يبقى إشاعة ، فلقَاح الكورونا قد يستغَرق سنة من الزمن ، سنة من الأبحاث ساعة وراء ساعة ، و يوم وراء يوم ، لأن الخطوات التي يسلكهاَ العلماء لتطوير لقاح يتطلب مُدة من الزمن ، يتطلب تجارب واقعية على الحيوانات من أجل التأكد من فاعليته ، لكن في حالة الكورونا ، هناك شركات تسارع الزمن ، و تقوم بتجارب ميدانية مباشرةً على البشر.

و هذا التجريب يكون في مرحلتين:

  • أولاً ، نأتي بعشرات المتطوعين لنُعطيهم جُرعات من اللقَاح المُقترح.
  • ثم تأتي المرحلة الثانية التي تتعلق بنجاعة هذا اللقاح ، و هنا يتطلب الأمر عدداً قليلاً من البشر.
  • و إذا أصبح اللقاح فعال فإن أخر الخطوات هي موافقة وزارة الصحة و الترخيص لهذا اللقاح ، من أجل توزيعه ، و كل هذه المراحل تتطلب وقتاً ليس بالهين .

_ هذه هي الحلول العلمية ، التي قد تُساعدنا في التغلب على فيروس الكورونا ، و التغلب على كل السلبيّات التي تجعل الحياة مُرعبة ، تجعل من الحياة حزينة ، لا طعم لها و لاّ رائحة ، فبالنظر إلى من حولنا و بالنظر إلى الأجواء الخارجية ، نكون قد دققناَ جدياً في هذه الأسيّة .

فيديو مقال “فيروس الكورونا” الحلول العلمية

أضف تعليقك هنا