ما بين محمد رمضان والطيار وشركه الطيران.. من المخطأ؟

بقلم: سهيلة عمر

قضية الفنان محمد رمضان والطيار أخذت حيز كبير في الإعلام المصري وأنا هنا اأريد أن أطرح رأيي بشكل عابر لأنه لا أرى أن الموضوع يتطلب كل هذا التضخيم والمناورات.

الممثل محمد رمضان والطيار

مختصر القضيه ان الممثل محمد رمضان اقلع برحله في طائره خاصه حجزها من شركه الطيران. وذهب مساعد الطيار للحمام واستأذن محمد رمضان ان يجلس مكانه ليأخذ صوره على كبينه الطياره.

فوافق الطيار شرط ان لا يلمس اي شيء ولا ينشر الصوره في النت. والتقط محمد رمضان له فيديو على الكابينه. ونشرها فورا على السوشال ميديا. مما تسبب في معاقبه الشركه للطيار بانهاء خدماته، وتم سحب رخصه قياده الطياره منه ايضا. فقرر الطيار ان يطالب الفنان محمد رمضان بتعويض مالي كبير يصل ل 25 مايون جنيه مصري عن خسارته عمله ورخصه قياده الطياره بعد سنوات خدمته الطويله وقد قارب على التقاعد.

لاول وهله ترى ان هذه العقوبه غير منطقيه للطيار. كيف ممكن ان يعاقب بها الطيار بينما لم يحدث اي ضرر منه على الطائره و الركاب خلال الرحله. واعتقد محور التساؤل هنا على من يقع الخطأ ؟؟ هل على محمد رمضان او الطيار او شركه الطيران.

من يعاقب؟

حتى نجيب على السؤال ساذكر موقف مشابه حدث معي. خرجت مره من سنوات طويله عندما كنت اعمل باحدى الجامعات مع طالبات وطلبه من كليه الهندسه لرحله ميدانيه لشركه كهرباء كبيره ولديها اجراءات امنيه صارمه لحساسيه الموقع. وعند البوابه حذرنا ضابط الامن من التصوير. اصطحبنا مهندس للتجول حول مواقع للشركه، وطلبت منه التصوير للذكرى لاهميه المعدات في هذه الموقع.

قال لي المهندس صوري لكن لا تقولي اني سمحت لكي، ولا تنشري ما تصورينه، فصورت عشرات الصور التي احتفظ بها لليوم، احيانا اشعر انني اريد ان انشر اي صوره منها في صفحتي بالنت لكن اتذكر انني حذرت من التصوير وقد يتضرر المهندس ان سمح لي بالتصوير. وهنا الشركه لها حق بمخالفتي قانونيا لانني صورت معدات حساسه الزياره.

اذن انا التزمت بوعدي ان لا انشر. لكن لو افترضنا انني نشرت، والشركه استاءت من نشري لموقعهم فهنا من بعاقب، انا او المهندس !!
حتما المهندس لا علاقه له فهو مسئول على ان يشرح لنا المعدات بالموقع وليس ان يراقب كل شخص في هذه الزياره الميدانيه ان كانوا يصور او لا. اذن يقع الخطأ على من صور ونشر طالما يوجد تحذير من التصوير والنشر .فاذا ارادت الشركه ان تعاقب فيجب ان تعاقب المصور الذي نشر الصور لان المهندس لم يحدث اي ضرر خلال عمله.

لماذا يعاقب الطيار بينما لم يكن الخطأ منه؟

ونفس المنطق ينطبق في قضيه محمد رمضان والطيار وشركه الطيران. لماذا يعاقب الطيار بينما لم يكن الخطأ منه ؟؟ هو  مسؤليته قياده الطياره وعدم السماح لاي شخص ان يلمس لوحه كابينه القياده. ولم يحدث اي ضرر من التقاط محمد رمضان صوره وهو جالس على كرسي الكابينه. وهو لم يلمس اي شيء.

لكن الجميع يعرف ان هذا كابينه الطائره مكان جدا حساس وممنوع الجلوس عليها الا للطيار ومساعده. ومن ثم ان صور فيجب ان لا ينشر صور اشخاص بدون اذن منهم وهم في موقع مسئوليه. لذا الاحرى هنا ان كانت شركه الطيران تريد ان تخالف ان تخالف محمد رمضان وليس الطيار. لكن الشركه تهربت من مواجهه محمد رمضان لانه زبون قوي وثري ولجأت لمعاقبه الضعيف وهو الطيار.

من يتحمل مسؤولية الخطأ؟

اذا نستنتج في النهايه ان الخطأ كان من محمد رمضان، و علي الشركه ان تحسم خلافها معه ان تضايقت من نشر الفيديو، ولا علاقه للطيار بخطأ ليس له ذنب به فتنهى خدماته وايضا تسحب رخصه القياده له، واخمن انه حتى لو شركه الطيران قدمت بلاغ في محمد رمضان فهو لن يعاقب الا بغرامه بسيطه، اولا لانه لم يحدث ضرر فعلي بالطياره، وثانيا انه لم يقتحم الكبينه ويجلس عنوه بها، بل جلس بعد ان استأذن لاخذ صوره. فلماذا ضخمت المشكله والموضوع جدا بسيط.؟؟

اما لو فصل الطيار تعسفيا وسحبت الرخصه منه فيجب عليه هنا يطعن الطيار على قرار شركه الطيران ويطالب بالتراجع عن قرار الفصل لانه مثبت وله مستحقات ماليه. الفيديو الذي نشره محمد رمضان اخذ كحجه للفصل ولكن محمد رمضان لم يكن هو من اخذ قرار فصل الطيار. ثم بالمنطق لا احد يستطيع سحب رخصه قياده من طيار لديه خبره طويله في قياده الطياره.

ما هو الحل لهذه المشكلة؟

وعليه ارى الحل الوحيد ان تتراجع الشركه عن قرار فصل الطيار تعسفيا واعادته للعمل سواء بالتراضي او من خلال الطعن بالقضاء. وان لم يمكن فعليهم اعطاءه معاش التقاعد. ويجب اعاده رخصته للقياده . بينما يحسم الخلاف بين شركه الطيران ومحمد رمضان بالتراضي.

اللهم الا اذا وراء تعقيد القضيه خيوط خفيه لانني لا اتصور ان يعاقب الطيار بهذه العقوبه الصارمه بحجه واهيه وهو لم يحدث اي ضرر للطياره والركاب.

  1. الاحتمال الاول اما ان يكون هناك من كان يترصد للطيار لايذائه والتخلص منه من الشركه. وهنا يجب على الطيار الطعن على قرار الفصل التعسفي وقرار سحب رخصه قياده الطياره، وعلى شركه الطيران انصافه. وان لم يستطع العوده للعمل فيجب ان يحصل على معاش تقاعد ورخصه القياده وكافه مستحقاته الماليه.
  2. الاحتمال الثاني ان الطيار قدم على تقاعد مبكر او انهت خدماته مبكرا مع حصوله على كافه مستحقاته ومعاش تقاعد. وقرر ان يفتعل مشكله ليحصل على مبلغ تعويض كبير من محمد رمضان بحجه خسارته لعمله. وما يثير الشكوك بهذا انه قال لمذيع عندما سؤل كيف يعيش، فرد من المعاش. واعتقد انه قصد معاش التقاعد هنا. كما ان الطيار لم يطعن في الشركه على فصله تعسفيا الا مؤخرا من اسبوع على حد قوله في مكالمته مع عمرو اديب بتاريخ 23 فبراير 2010 مع ان الحدث كان من سبتمبر 2019. ثم انه لا يحق لاحد سحب رخصه القياده منه. وهنا يجب ان يطلب محمد رمضان توضيح من شركه الطيران عن سبب ترك الطيار العمل بالشركه. وان يعترف محمد رمضان للشركه انه من اخطأ بنشر الصوره بدل التنصل من المسؤليه بطرق مناوره كما راينا في لقاءه مع وائل الابراش اذ قال انه لم يعد بعدم نشر الفيديو وحاول ابضا تهديد الطيار انه سينشر حواره معه بالطياره. بينما أي شخص مفترض ان يعرف انه ممنوع الجلوس بمكان حساس ممنوع الاقتراب منه والتصوير، ونشر صوره الموظف ايضا بدون اذنه.

وحتى لو دفع محمد رمضان غرامه بملايين الجنيهات للطيار. فهذا خطأ وظلم ايضا. والخطأ لا يعالج بخطأ. الخطأ يرد بتصويب الخطأ من الاساس.

بقلم: سهيلة عمر

أضف تعليقك هنا