ما لا يمكن تعلمه

معرفتنا بأنفسنا مقتصرة على الإعتراف بقصورنا الداخلي، هي لم تكن يوماً مرتبطة بقوتنا وقدرتنا على فعل ما يعجز غيرنا على فعله بل هي ما لا يمكننا مواجهة فعله من عدمه.

القناعات الوهمية عند البعض

كل منا لديه صندوق أسود مليء بسياج من القناعات الوهمية ومحاطة بأسوار عالية من الأعذار المصطنعة التي نعتقد أنها كفيلة بتحويل بوصلة آهاتنا كبشر الى مواضيع نجترها لكسر جمود حالةمن اليأس ورتابة مملة في سرد قصة معاناتنا لأنفسنا أو للآخرين، هي حالة من الكذب على الذات لنحتفظ بذاك القليل المتبقيمن مخزون ما يسمى الكرامة الداخلية، أقوى البشر وأضعفهم على حد سواء يرغبون في أشياء متلاحقة.

يعاد ترتيب أولوياتها ومساراتها بتغير الزمان والأشخاص وحالتنا النفسية، ما نؤمن بأهميته اليوم، يزول غداً من رأس قائمة مطالبنا اللامنتهيه، نعلق فشلنا في ما لا نعمله بما لا نملكه، دائرة مغلقة لا خروج منها، لا أعلم حقيقة كيف تسير الأمور في هذه الدنيا، لا يوجدمقياس واقعي لحصول الأشياء، من لا يريد يحصل على ما يريد غيره، وما هو أجدر أن يكون لي يأخذه من لم يبذل له شيء،دوائر متقاطعة وخطوط لا تلتقي، هو شيء كالجمال نسبي في منظوره، لا شيء جميل بالمطلق ولا بشع مجرد.

عجلة الحياة تمضي بنا

وأعقد ما فيالموضوع ، أن الحياة تمشي بخطى سريعة كالصاروخ وبخطى بطيئة كالسلحفاة بنفس اللحظة، رغباتنا في تحقيق غرائزناهي مطلب مشروع لكن خيوطها لا تجمعها يد واحدة، كيف لنا أن نحقق ما لا نملك خيار تسييره لصالحنا أو نبعده عنا؟ هذا شيء لا يمكن تعلمه، إطلاقاً، لا يمكن أن أصل الى حل لأحجية مطالبي ودوافعي.

كيف لي أن أختار ما لا أرى أو أدرك؟ هليجب أن أقبل بما قد تمليه واقع الحياة علي أم أن لي مخرج آخر يحقق ما أريده ولا أعلمه؟ ما أراه أن صراعنا مع أنفسنا سيبقى أزلي، وسيبقى السؤال الأبدي المتكرر، هل لدي خيار بالماضي؟ وإن كان نعم، ماذا سيكون مستقبلي لو لم أكن ما أنا عليه الآن؟ من يملك الإجابه، يملك نفاقاً ممرضاً له ولغيره!!

فيديو مقال ما لا يمكن تعلمه

أضف تعليقك هنا