بقلم: زينب خلوق

معاناة ومأساة يسببها فيروس كورونا للشعوب العربية

لعل من أهم الإشكالات التي نسمعها اليوم من أين أتى هذا الوباء؟ وكيف؟ ولماذا؟ لئن صار الإشكال يشغل بالنا إلا وضعف إيماننا، عزمنا، إرادتنا بالحياة.

إن السبب وراء ظهور هذه الجائحة قد يرجع إلى عوامل مرتكزة بين الساسة الأمريكية التي تعود في الأصل إلى حرب بيولوجية، غايتها الوحيدة الهيمنة على الاقتصاد الصيني بأكمله… لن أغوص في تفاصيل هذا النظام السياسي؛ لأن عوالمه واضحة للعيان، سيما في بعده الاقتصادي الذي أبان إلى هيمنته على الشعب الصيني.

إنها حرب تحيل إلى حقد دفين كان صراعه قائما لأزمان قديمة، قد نشأت عنها مخططات دامية، لكن إذا ابتعدنا قليلا عن هذا العالم الأمريكي واقتربنا نحو عالمنا العربي فسنرى أنه قد اشتعل العمر شيبا وعجزا وضعفا أمام وباء كورونا الذي نشر سمه لكل الحضارات والشعوب والقبائل، وبين برهة من الزمن الذي أعددنا فيه نظامنا، عالمنا، حياتنا، مستقبلنا حتى اصطدمنا بواقع أزعجنا وأقلقنا إلى حد مأساوي، فاكتست هيئتنا بسيماء الحزن والتوثر. إن هذا الضجر بالاصطباغ بالدهشة قد ٱلمنا جميعا، فنحن هنا في هذا العالم العربي الذي شد أوثاقه بضم الهاء نحو الالتزام بالحجر المنزلي الذي لم يكن بالأمر السهل على العائلات الفقيرة التي كانت تعاني من الفقر المدقع، فما إن حل هذا الوباء الا وأننا نلحظ أنها مازالت تعاني في صمت.

مقالات متعلقة بالموضوع

كورونا يقلب الموازين ويبدل الأحوال

هذه الأزمة التي ألحقت بنا الأذى إلى حد الموت، قد نقول إنها من أصعب المواقف التي جعلتنا نحس بأننا ضعفاء؛ هذا الإحساس الذي يأتي بعده فراق أبدي لأحباء وإخوان، إلا وأنه تربية لنا وإعادة الموازين إلى نصابها… الظلم، الحقد، الأنانية، العنف، كلها معاني أقبح من القبيح نفسه، وكورونا دمرت هاته المعاني التي يشتعل منها دخان السوء للٱخر.

كل هذا الإستياء والتدمر والتخبط وراء جدران المنازل من حجرة إلى أخرى هو في حقيقة الأمر تهذيب للنفوس، هدم المعتقدات الدينية التي كانت تدعو إلى إعلان الحرب الدعشوي مع المسلمين أنفسهم، كورونا تضيء باحتدامها عالما استثنائيا، واقعيا، إنسانيا. كورونا قد أعادت العالم إلى مكانته، فقد صدق الفيلسوف ألبير كامو حين قال “خلال كل يوم من أيام الحياة العادية يحملنا الزمن، ولكن تأتي لحظة يكون علينا نحن أن نحمل الزمن فينا”. روح الحداثة تعاود لجتها لصيحة العالم اليوم وتعلن عن موت الأمراء والرؤساء والأثرياء، ساوت بين الفقير والغني، بين الضعيف والقوي من بقاع كل أراضي العالم، كورونا في الأصل جاءت في النهاية كي تعيد مجد الفكر والمعرفة، جاءت لتعيد ضياع ثلة من المثقفين المفكرين، الكتاب المبدعين. جاءت كرد كل هذه المصيبة لتعيد ثقافة العلماء وعبرقة الأطباء…..شكرا لكرونا لأنها أعادت إحياءنا من جديد.

بقلم: زينب خلوق

أضف تعليقك هنا
شارك
بقلم:

Recent Posts

مشاركة تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية بإقليم آسفي في مباراة الصحفيين الشباب من أجل البيئة دورة 2024

بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد

% واحد منذ

أفكار أعمال صغيرة مربحة جداً وغير مكلفة

بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد

% واحد منذ

على من نطلق الرصاص؟

بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد

% واحد منذ

الكوارث تبرز أفضل وأسوأ ما في الناس

بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد

% واحد منذ

فن الشاطئ.. رؤية فنية بحس جمالي فني سياحي لمدينة أصيلة الشويخ عبدالسلام

بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد

% واحد منذ

نقاء الروح

بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد

% واحد منذ