لقد شهد العالم عبر التاريخ عدة أوبئة كان لها آثاراً إيجابية متواضعة على الدول التي عانت منها والعالم مقابل تلك الآثار السلبية القاسية التى عانى منها، والتي تمثلت بفقدان ملايين البشر، إلا أنه وفي كل مرة كان يضرب فيها الوباء كان يصحو العالم من عزلته ويتغير بشكل أو بآخر.
إن العالم لم يتغير كثيراً بعد تلك الأوبئة الكبيرة من طواعين أثينا باليونان القديمة والأنطوني في روما والأسود في مصر والجدري في أستراليا… مروراً بالانفلونزا الإسبانية وإنفلونزا هونج كونج… حيث اكتفى العالم بمعالجة جراحه وامتصاص الصدمة وتصويب بعض الشؤون الخاصة بالقطاعات الصحية ليس أكثر، آخذين بعين الاعتبار بأن الثورتين التكنولوجية والبحثية الدراسية لم تكن متقدمة كما هي الآن.
وبالإضافة إلى الأوبئة الصحية، فقد شهد العالم “أوبئة” اقتصادية وسياسية كذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أزمة عام 2008 التي هزت العالم بعواقبها المالية والاجتماعية كذلك والتي كانت إحدى أبرز نتائجها، رسملة البنوك بشكل أفضل وتنفيذ عملياتها بحذر أكبر من السابق وتطوير أنظمة جديدة خاصة بمعرفة المتعاملين معهم بشكل أفضل، وأزمة عام 1929 الاقتصادية كذلك… إلا أن الأنظمة المالية العالمية لم تتغير بشكل جذري.،كما وقد شهد العالم حربين عالميتين أهلكت الحياة على الأرض لفترات طويلة إلا أن سياسية الاضطهاد وشريعة الغاب لم تتأثر كثيرا!
ها نحن اليوم نعيش واقع حالي بصبغة تاريخية! فنحن اليوم نحارب فايروس فتاك من الناحيتين السياسية والاقتصادية كما هو فتاك من الناحية الصحية، وعلى جميع أمم الأرض أن تعيد حساباتها بشكل لم يشهده العالم من قبل، حيث أن العالم الذي نعرفه اليوم سوف يتغير ولا شيء سيكون كما كان من قبل! بالنسبة لي، فإن الأردن اليوم هو العالم، ومن هنا دعونا نقرأ واقع ما شهدناه مؤخراً بالأردن…
لا أحد يستطيع أن ينكر، وبالرغم من مأساة الظرف الحالي وأحزان الوطن بفقدان ضحايا الكورونا ودعواتنا المستمرة لشفاء المصابين وخروجنا من هذه الأزمة بأقل الأضرار، عودة هيبة الدولة وأجهزتها ورقابتها على قطاعات البلد بمسؤولية وكفاءة وفعالية وعدل، وهذا وإن دل على شيء فهو يدل على أن حكومة الأردن قادرة على إدارة الحياة العامة بالدولة بشكل عظيم إلى حد معين.
فتدخلات الدولة بتفاصيل العمليات اليومية وتنظيم الشؤون العامة خلال هذه الفترة كان لها الأثر الأكبر على ضبط الحركات التجارية وتصويب معظم التشوهات والثغرات بالخدمات العامة وتعزيز العامل التكنولوجي والتسريع من التعاملات بجميع أشكالها – وإن كانت أقل من المعتاد بسبب الظرف الحالي الطارئ – إلا أنه مما لا شك به، فقد نجحت الحكومة بغعادة الثقة ما بينها وما بين الشعب لتصبح بذلك المرجع الأوحد لجميع المعلومات التي يطلبها المواطن والمصدر الرئيسي والأكثر مصداقية لجميع المستجدات على الساحة المحلية.
باعتقادي فإن الجواب هو نعم.
فقد اكتسبت الحكومة خلال الشهر الماضي شعبية كبيرة بالشارع الأردني وقد شعر الأردني بأنه فوق كل الشعوب نتيجة لإحاطته من قبل الحكومة بكافة أجهزتها بالرعاية المتميزة وتوفير الخدمات اللائقة له والتي عجزت عن تقديمها حكومات دول كبرى وعظمى، كما وتدرك الحكومة صعوبة المرحلة القادمة من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وعليه، فإنني أعتقد بأن الحكومة لن تتخلى عن دورها البطولي ولن ترضى بأن تتراجع أسهمها التي اكتسبتها عن جدارة خلال الفترة الماضية.
برأيي أن الحكومة قد استطاعت أن تجتاز المرحلة الأولى من الأزمة، إلا أن التحدي الأكبر قادم، وعليه فإنه يجب على الحكومة أن تدير عملياتها بنفس النمط والنهج، فالمرحلة القادمة بحاجة إلى إبداع خلاق وإلى إدارة الأمور بعبقرية، المرحلة القادمة بحاجة إلى إعادة بناء منظومة كاملة ومتكاملة تتوحد بها جميع الجهود القيادية والشعبية، فإن المرحلة القادمة بحاجة إلى أردن واحد!
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد
منافع ومصالح قائمة على دماء الأبرياء في غزة، يصارع أكثر من مليوني إنسان شبح الموت… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري جبريل عليه السلام هو أقرب ملائكة الله إليه، وصديق النبي صل الله… اقرأ المزيد
أيها القارئ الكريم ظللنا لعقود طويلة ومنا من لا يزال يؤمن أو متأثر بثقافة المنظرة… اقرأ المزيد
بقلم: رسل المعموري ""وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا… اقرأ المزيد
ما هي صفات الابن المراهق؟ لسن المراهقة بدايةً بالتمهيد وهو عمر ما قبل سن المراهقة… اقرأ المزيد