أماكن الثقافة في ظل جائحة كورونا

في كل جائحة يمر بها العالم، تظهر الحلول البديلة للشعوب للتكيف والعيش مع هذه الجوائح، فالانتشار السريع لفيروس كورونا مع بداية عام 2020م أدى إلى تفكير الحكومات بطرق مختلفة للاستمرار في أداء المهام العملية المطلوبة منها، فكورونا يتطلب لعدم انتشاره أن يقلل البشر مخالطتهم ببعضهم البعض، والبقاء في المنازل أكثر وقت ممكن؛ مما دعا الكثير من الدول حول العالم إيجاد سبل كفيلة لاستمرار الحياة مع استمرار شعوبها في الحصول على الخدمات التي كانوا يحصلون عليها قبل الجائحة دون الحاجة إلى الذهاب لمقرات مقدمي الخدمة.

ما الخدمات التي قدمتها الدول لتفعيل دور الثقافة في ظل جائحة كورونا؟

وتعتبر دور الثقافة جزء من هذه الخدمات التي وفرتها الدول لتتيح لأفرادها زيادة معارفهم وتحصيلهم المعرفي، فجائحة كورونا أدت إلى إغلاق المكتبات ومراكز المعلومات والمتاحف، ولا يستطيع روادهم زيارتها بسبب الخطوات الاحترازية التي اتخذتها الدول لتقليل الاختلاط بين الأفراد؛ لذا سعت العديد من هذه الأماكن الثقافية إلى توفير خدماتها عن طريق الانترنت أو عبر العالم الافتراضي وذلك لمساعدة زوارها على عدم الإحساس بفقدان الروتين الذي كانوا يقومون به قبل كورونا.

على الصعيد العالمي

فعلى الصعيد العالمي، قامت العديد من الدول التي لديها مراكز معلومات مثل المتاحف ودور الثقافة إلى توفير زيارة افتراضية لهذه الأماكن.

متحف اللوفر في فرنسا ومتحف الأرميتاج في روسيا والمتحف الوطني في واشنطن

ففي فرنسا وبسبب إغلاق متحف اللوفر أبوابه أمام الزوار، التجأ العديد من أفراد المجتمع إلى زيارته افتراضياً، حيث وفر المتحف زيارة صالات العرض بالمتحف عبر موقعه الإلكتروني. وهناك متاحف عالمية أخرى وفرت مثل هذه الزيارة الافتراضية في مواقعها تلبية لاحتياجات المجتمعات للاطلاع على ما تحويه هذه المتاحف من شواهد ومعالم قيمة من بينها: متحف الأرميتاج في روسيا، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في واشنطن العاصمة، والقصر الكبير في باريس.

شركة جوجل

وشركة التقنية العملاقة “جوجل” أيضاً لم تغفل هذا الجانب، فقامت بالتعاون مع أكثر من 2000 متحف حول العالم لإنشاء جولات افتراضية تعتمد على تقنيات “الواقع الافتراضي” لأشهر المتاحف حول العالم عبر تطبيقها جوجل للفنون والثقافة “Google Arts & Culture”. وليس هذا فقط، بل يحتوي التطبيق على خمس وظائف يستطيع من خلالها الأفراد الباقين في منازلهم استغلال أوقاتهم بشيء مفيد وثقافي، من بينها خدمة “Art Selfie” التي تسمح للمستخدم بتحويل صورته الشخصية إلى لوحة تاريخية لأحد الشخصيات العالمية شهيرة.

الدول العربية

والحكومات العربية لم تتوانى في هذا الأمر مع انشغالها الشديد بجائحة كورونا، فلقد وفرت العديد من مراكز المعلومات في العالم العربي عدد من مصادرها وخدماتها عبر الإنترنت ليستطيع أي فرد في العالم العربي استخدامها مجاناً.

مكتبات الشارقة العامة

فمكتبات الشارقة العامة أتاحت ما يقرب من 6 ملايين كتاب ومصدر معرفي إلكتروني بأكثر من 10 لغات مختلفة عبر فهرسها العام مجاناً لمدة ثلاثة أشهر.

مكتبة الاسكندرية

كما وفرت مكتبة الإسكندرية ما يقرب من 200 ألف كتاب بلغات مختلفة على موقعها الإلكتروني للقراءة والتحميل ولتسمح لعدد كبير من مستخدمي الانترنت الاستفادة من أوقاتهم أثناء بقائهم في االإنترنت

جامعة نيويورك أبو ظبي

كما وفرت جامعة نيويورك أبوظبي لرواد الشبكة العنكبوتية مشروع “المجموعات العربية على الانترنت والذي يشارك فيه عدد من المؤسسات من بينها جامعة نيويورك، جامعة پرنستون، جامعة كورنيل، جامعة كولومبيا، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الجامعة الأمريكية في بيروت، الامارات العربية المتحدة – الارشيف الوطني ويضم المشروع أكثر من 60 ألف كتاب نادر باللغة العربية في عدة تخصصات ما فيها العلوم الإنسانية، والطب، والفنون الجميلة، والتعليم. ويستطيع الجمهور الاطلاع عليها بالمجان. ومن الأماكن الثقافية في الوطن العربي والتي سخرت التقنية في الوضع الراهن لتنقل للجمهور ما تحتويه من كنوز وما تقدمه من خدمات، فمتحف اللوفر في أبوظبي قام بتنظيم بعض الأنشطة التي يستطيع الجميع المشاركة بها من المنزل من بينها تقديم مجموعة من الأفلام القصيرة لجميع أفراد العائلة لابتكار تصميماتهم الفنية المستوحاة من مجموعة المتحف باستخدام مواد بسيطة. كما يستطيع زائر الموقع الإلكتروني للمتحف الاطلاع على بعض القطع الفنية والمعارة من المتاحف الفرنسية المشتركة من خلال صفحة “الفن بين يديك”. تحتوي هذه الصفحة الإلكترونية على مجموعة من المقاطع المرئية والصوتية والأنشطة المتنوعة التي يمكن تنزيلها من الموقع الإلكتروني ليستمتع بها الأطفال.

على الصعيد المحلي (المملكة العربية السعودية)

وعلى الصعيد المحلي، سخرت مملكتنا الحبيبة العديد من مرافقها الثقافية والمعرفية للجمهور وهم في منازلهم عن طريق الشبكة العنكبوتية وذلك لتقليل عملية الاختلاط والذي يؤدي إلى زيادة انتشار فيروس كورونا.

المتحف الوطني السعودي

فالمتحف الوطني السعودي التابع لوزارة السياحة والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله عام 1419هـ وفر زيارة افتراضية للمتحف الوطني تشتمل على قاعاته المختلفة من بينها قاعة الإنسان والكون، وقاعة الممالك العربية، وقاعة العصر الجاهلي، وقاعة البعثة النبوية. وبمجرد دخولك الافتراضي في المتحف ترى عرضاً آسراً لثقافة المملكة العربية السعودية في الماضي والحاضر والعديد من المخطوطات والوثائق واللوحات التي ترافقك أثناء تجولك في قاعاته المتنوعة.

مركز الملك عبد العزيز الثقافي

ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي أحد مبادرات شركة أرامكو السعودية الذي وفر عدد من الدورات الثقافية على حساباته في وسائل التواصل الإجتماعية بمسمى (إثراء التواصل)، ويفيد موقع إثراء أن هذه المبادرة يستطيع الاستفادة منها جميع أفراد المجتمع حيث توفر المبادرة تجارب مدهشة في مجالات الفنون والهندسة والتصميم والابتكار والعلوم والتاريخ من خلال قنواته المسموعة والمقروءة. كما يقدم المركز عدد من مصادره في المكتبة لتكون في متناول الجمعية إيماناً منه بأن المكتبة لا تعترف بحدود الزمان أو قيود المكان.

مكتبة الملك فهد الوطنية

ومكتبة الملك فهد الوطنية إحدى أهم المكتبات السعودية وتعتبر الوعاء الحاضن لجميع الإنتاج الفكري السعودي، قامت بوضع مكتبتها الرقمية التي تحتوي على العديد من المصادر في مختلف المجموعات من بينها كتب، ورسائل جامعية، ومقالات، ومخطوطات بين أيدي الباحثين والباحثات والجمهور العام. وتشتمل المكتبة الرقمية أيضاً على خدمات إلكترونية من بينها: خدمة طلب رقمنة مادة، وخدمة طلب مادة مرقمنة، وخدمة طلب حجز مادة، وخدمة طلب اقتناء مادة.

فيديو مقال أماكن الثقافة في ظل جائحة كورونا

 

أضف تعليقك هنا