إن الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) هو تدخل معقد يشمل ضغط الصدر والعلاج بالعقاقير وإزالة الرجفان القلبي والمحافظة على مجرى التنفس عند الأشخاص الذين يتعرضون لتوقف القلب أو التنفس أو كليهما معاً.
المعدل السنوي لتوقف القلب داخل المستشفى عند البالغين يصل إلى 10 لكل 1000 حالة دخول لقسم التنويم في المشفى، وقد لا تتجاوز 1 لكل 1000 حسب دراسات آخرى، وما يهمنا هو مدى الفائدة المرجوة من هذا التدخل، حيث يعتقد الكثير من الناس اعتماداً على الثقافة السائدة المستقاة من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، أن احتمالية نجاة مريض الإنعاش القلبي الرئوي عالية، وأن المتعافين من هذا الإنعاش سيكونون في صحة جيدة.
في إحصائية لمخرجات الإنعاش القلبي في برنامجين تلفزيونيين يناقشان المواضيع الطبية؛ نجد أن : 75٪ من المرضى الذين تم إنعاشهم في هذه البرامج التلفزيونية بقوا على قيد الحياة، ومعظمهم لفترة طويلة من الزمن وفي إحصائية أخرى للمسلسلين المشهورين ( Grey’s Anatomy و House ) نجد أن حوالي 70٪ من المرضى الذين تم إنعاشهم قد بقوا على قيد الحياة، وأيضاً معظمهم بقي حياً لفترة طويلة.
بينما ما يحصل على أرض الواقع مختلف تماماً ففي (81٪) من حالات السكتة القلبية، يعاني المريض من إيقاع قلبي لا تجدي فيه الصدمة الكهربائية (نشاط كهربائي بدون نبض أو انقباض)، ويكون البقاء على قيد الحياة حتى الخروج من المستشفى حوالي (15-20٪)، أما احتمال البقاء على قيد الحياة بإيقاع صدمة كهربائية لمن يحتاجونها هو 2-3 مرات أعلى و يصل إلى (حوالي 50 ٪).
وفي الإحصاءات السابقة يتم استثناء المرضى الذين لا يرجى برؤهم، وتم اتخاذ قرار عدم عمل الانعاش لهم وإن كنا قد ذكرنا سبباً لما يواجهه كثير من الأطباء عند مناقشة عدم إجراء الإنعاش القلبي التنفسي (DNR) لبعض مرضاهم ممن يصل إلى مراحل متقدمة من المرض، حيث يكون لأي علاج أو تدخل جراحي آثار سلبية أعظم من أي فائدة ( اذا كانت هناك فائدة مرجوة بالأصل ) فتبقى هنالك الكثير من الأسباب المختلفة منها الدينية والاجتماعية و النفسية و القانونية و غيرها.
أذكر مرة و أثناء مناقشة هذا الموضوع أخبرني أخ لمريض يعاني مرضاً عضالاً و قد أجمع الأطباء من أصحاب الاختصاص عن عجز الطب في حالته عن تقديم ما يمكن أن يكون سبباً في شفائه، بأنه يريد لأخيه أن يتعذب أكثر من أجل تكفير سيئاته ( ولا نشك في محبة الأخ لأخيه و حرصه على مصلحته).
إننا بحاجة لتواصل أكبر بين المريض و أهله من جهة والطبيب المعالج من جهة أخرى؛ لتتم مناقشة هذه المواضيع الحساسة بشكل احترافي و في الزمان و المكان المناسبين فلكل مريض وضعه الخاص، كما أن التلقي لمثل هذه المواضيع من مصادر غير موثوقة يؤدي إلى أحكام خاطئة.
بقلم: نبيل الهومي الكَبَّار: نبتة خضراء يسافر نفعها من آسفي إلى مناطق وطننا الغراء على سبيل… اقرأ المزيد
بقلم: محمد زيدان أفكار مشاريع صغيرة, كثير هم الشباب الذين يبحثون عن فكرة عمل صغير,… اقرأ المزيد
بقلم: أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي أين هو العالم عما يحصل في فلسطين؟ هذا المقال… اقرأ المزيد
بقلم أميمة البقالي. ردود أفعالنا اتجاه الطوارئ والكوارث وسائل الإعلام تبقي الكوارث في طليعة أذهاننا.… اقرأ المزيد
بقلم: الشويخ عبدالسلام. فنان تشكيلي - استاذ الفنون التشكيلية بفرنسا مدير قاعة العرض البيداغوجية التابعة… اقرأ المزيد
بقلم: محسن العويسي كلمات من كتابي (نقاء الروح) إلى جياع المدينة.. استعلاء المتحضر على الريفيّ في… اقرأ المزيد