جماهير الكرة بين التشجيع والتعصب – #المغرب

مشاحنات ونزاعات يشهدها الشارع المغربي

يعرف الشارع المغربي في السنوات الأخيرة مُشاحنات وجدالات عديدة، تتسمُ بالحدة والتعصب للرأي، قد تصل إلى تبادل الشتائم والسباب بل تبلغ مبلغ التقليل من الخصم المُجادَل وتقزيمه بأبشع الصفات والتنكيل بكرامته وأصله.

يُخيل لك في بادئ الأمر أن الموضوع يَهُم الأوضاع التي آلت إليها البلاد والعباد، وأين صار المستوى المعيشي الذي يعرف تقهقرا خطيراً يطال كل أفراد هذا المجتمع، أو ربما يناقشون المستوى التعليمي الذي دُقت في نعشه آخر المسامير، وصُليت عليه صلاة جنازة استباقية رغم أنه لازال يَلفظُ أنفاسهُ الأخيرة بين حجرات متهالكة في مدارس تعليمنا العمومي والذي ظل حبيساً للمراكز المتأخِرة في الترتيب العالمي، بل تسبقنا فيه بمراحل دولٌ تعيش على حافة الفقر ودولٌ تنزف من ويلات الحروب، وأخرى مزقتها الحروب الأهلية وحكمتها قادة المرتزقات الإرهابية، والأفظع من ذلك وبالأرقام مخيمات للاجئين تفوقنا في جودة التعليم والتمدرس.

كلما اقتربت منهم سوف تعتقد أن صلب حديثهم هو فكرة وتعصبٌ لرأيٍ مبني على حجج جعلت صاحبها يجادل صديقه بتلك الحدة ويدافع على فكرته بشراسة قد تدفعه إلى تطاحن وتشابك بأيدٍ يُطبخ على نار ليست بالهادئة وليست بالمنئية عن الانفجار.

نزاع الشارع المغربي حول كرة القدم

سرعان ما ستتبدد معتقداتك وظنونك، عند معرفتك لفحوى النقاش، فما هو من أجل قضية ولا لأجل فكرة، ولا تعصب لأي انتماء كان عَقَدِي او حِزبي، بل الأغرب أن المشاحنة هي على لعبة خلقت لغرض المتعة والتفريغ عن ضغوطات الحياة التي لا تنتهي، مشاحنة من أجل انتماء يمكن وصفه بالوهمي والمبالغ فيه.. نعم.. شجع من تحب واهتف بأعلى صوت لمساندته، لكن هذا الشعور ينتهي بصافرة يعلن عنها حكم المباراة، ومعاملتنا للآخر لا يمكن أن تبنى على انتماءات ومعايير يحكمها جلد مدور مدفوع من طرف شركات المستشهرين والمراهنات.

لا يختلف اثنين على أن أي حوار بين شخصين يجب أن تحكمه ضوابطٌ و قواعدٌ أولها احترام الآخر وتقبله كيفما كان وعلى أية ملة كان، وهذا كله ينطبق على لعبة كرة القدم، فلنجعل ملاعبنا مكانا لتفريغ بعض من همومنا وفضاء لتجديد دمائنا، بعيداً عن الضغائن والكراهية والتي لا مكان لها في عالم الرياضة.

فيديو مقال جماهير الكرة بين التشجيع والتعصب

أضف تعليقك هنا