حياتنا من الداخل في زمن كرونا

الصباح مشمس والجو دافئ، الطبيعة تحتفل بنفسها ونحن مسجونون في قفص بلا تهمة، تقول لنا الطبيعة أننا سبب لبلائها ولمشاكلها وهاهي الآن عزلتنا عنها، لتقول لنا ابقوا كما أنتم مشغولون بكورناتكم وبأمراضكم النفسية…

كيف نقضي حياتنا اليومية في ظل أزمة كورونا؟

الخارج الذي نذهب إليه هذه الأيام هو الداخل، غرفنا المظلمة وشرفاتنا المعلقة، أسطح المنازل، نلتقي بالناس من النوافذ نراهم يمشون، راكضون خوفاً من أن توقفهم السلطات وخوفاً من شبح كرونا، لا أحد يقترب من أحد، أنه عجز كبير جداً أن تلتقي صديق ولا تبادله التحية بيديك، من جهة هناك أناس كثر يقضون أيام حجرهم الصحي في المطبخ وقراءة الكتب، هناك من لم يقرأ منذ سنة كتاباً واحداً وهذه فرصة ليقرأ بتمعن شديد، أما الأصدقاء الذين نحبهم نتفاعل معهم فقط على مواقع التواصل، نبادلهم التحية والاشتياق عبر رسائل واتساب…

الناس ينكبون على هواتفهم المحمولة هرباً من الملل في منازلهم

شاشات هاتفنا هي عالمنا الآن، هي الوحيدة التي تطفئ تعبنا اليومي، نطل على الآخرين من خلالها، نراسلهم ونسأل عن أحوالهم مع الحجر الصحي، ننام بها ونستيقظ من خلالها، نتابع دروس عن بعد، نقرأ منها ونتعلم، هي رفيقنا الذي لا يخون أبداً وسط خوفنا من غوريلا كرونا، تظل الكتب هي المؤنس الوحيد  في غربتنا، وهواتفنا هي المنقذ من فلوات الملل والروتين القاتل خصوصاً أن أكثرية الناس فقدوا عملهم أو توقفوا…

ملف مطلبي لكورونا 

غول كورونا يخطف كل يوم مواطنين عزل من كل بقاع العالم، ألا يجدر بنا أن نؤسس ليوم عالمي ونحتج ضد هذا الكائن الديكتاتوري، ونقول له ما أقبحك يا هذا، ألا تستحي أن تخطف مواطنا فقيراً، سنرفع الشعارات في الساحات العمومية ويحضر الإعلام لنقل هذا الزخم من الحضور من كل بقاع الأرض، سنرفع مطالبنا إليه حتماً…

ماهي الشعارات التي سوف نرفعها لكورونا؟

  • إذا أردت أن تخطف واحداً منا دعه يشرب فودكا أولاً.
  • الأطفال الصغار دعهم…
  • الشباب ليس لهم القدرة على هجران حبيباتهم لذلك لا تأخذهم…
  • النساء نساء و نصف هذا الوطن…
  • الرجال رجال ونصف أتركهم…

هذه هي مطالبنا إذا قبلتها فلنتفاوض أو إلى الجحيم أنت وديكتاتوريتك، سنسقطك قريباً، وسنمارس العصيان المدني سنخرج مثنى وثلاث إلى أن نسقطك الطبيعة معنا، والغابات بأنواعها ستحارب من أجلنا، رغم ما اقترفناه ضد الطبيعة فإنها معنا دائماً عندها سنقضي عليك وستفتح المدارس والحدائق المجاورة وحتما سأرتشف قهوة مسائية…

ستنجلي غمامة الصيف بإذن الله

أقلب صفحات الكتاب دون ملل، أتصفح مواقع الكترونية، أشارك بتعاليق على موقع تواصل اجتماعي، لقاءات افتراضية، أشعار تلقى دون جمهور، عناوين كتب جديدة تنتظر مرور هذه الغيمة، في حين يظل التلفزيون عبارة عن شاشة ممتلئة باللون الأحمر القاتم صور للأشخاص بكمامات ومستشفيات ممتلئة، أجهزة تنفس، أرقام طوارئ…

ستمر هذه العاصفة كأن شيء لم يكن ستمتلئ المطفيات من جديد، ويعم السلام الداخلي أرواحنا، ستمتلئ الساحات بالناس مع أبنائهم في الحدائق العامة، أما البحر سنشتم رائحته الزكية قريباً جداً، لا شيء يمر بدون تضحيات، سنضحي بأوقاتنا الآن وسنلتزم بحبسنا هذا ! حتى تمر الغمامة فقريباً سنجزى كطفل يريد حلوى أو مثلجات…

فيديو مقال حياتنا من الداخل في زمن كرونا

أضف تعليقك هنا