خيبة أملٍ

بقلم: رمضان الدريس

في لحظةٍ ما تستفيق من تلك المسرحية التي نسجتها، نعم أنت من نسجها وتعايش مع أحداثها الوردية، ربما لأنك كنت تحتاج لذلك تحتاج إلى شيءٍ من الأمل لتبقى على قيد الحياة.

أيُّ روحٍ تشاطرك ذلك المستقبل؟

كنت تحلم ياصديقي وتتمادى بأحلامك حتى تصل إلى أعالي القمم، تتمادى وتتمادى لأنّك بحاجة إلى قليلٍ من الأوكسجين لتتنفس الصعداء، تتخيل مستقبلاً مشرقاً، تتخيل ذلك البستان الفتّان الذي سيأتي حتماً لدرجة أنك كنت تفكر كيف تعيش في ذلك البستان،من يقاسمك إيّاه؟ أيُّ روحٍ تشاطرك ذلك المستقبل؟

كنا نحتسي فناجين القهوة على إيقاع أغانينا، فهل تذكر؟!…

أتذكرُ عندما كنا نحتسي فنجاة القهوة سوياً ونستمع إلى جوليا وهي تصدح”بكرا بيخلص هالكابوس…وبدل الشمس بتضوي شموس…”أما عن شعارك “سنكون يوماً مانريد”حُفِرَ في داخل قلبي حتى أنني كلما شعرت بنصَّبٍ ووهن تذكرت ذلك.

ولكن كما قلت في البداية في لحظةٍ ما تستفيق من تلك المسرحية التي نسجتها عندها تشعر بالخيبة، تشعر بأنك فقدت كلّ شيءٍ نفيس على قلبك، فقدت الأحبة ربما رحلوا إلى بلادٍ بعيدةٍ لا تسمع إلّا صوتٍ بالٍ متعب أنهكته الحرب أو واروا الثَّرى، عندها تدرك الحقيقة، تدرك أنّ جميع الأحلام والأمنيات والآمال ماهي إلّا مراوغةً كتبتها على نفسك لتهرب من الواقع.

نحن نصارع الواقع من أجل أحلامنا…

وكثيراً ما يلامس الجرح قول دوستويفسكي “لقد أمضيتُ حياتي كُلَّها في الدفاع عن أشياء لن أحظى بها أبدًا، أجلسُ الآن وحيداً، أُمشِّطُ شعرَ الخيبة وأُغنِّي لها “هذه هي الحياة ياعزيزي، لاترحم أحداً،لا تفرق بين أحلامٍ نسجتها وواقعٍ محطمٍ فرض عليك رغماً عن أنفك.

إذاً لاينبغي علينا أن نتمادى في التفكير والخيال، بل يجب علينا العمل من أجل تحقيق تلك الأحلام التي خطتها أقلامنا واستقرت في أدمغتنا، وأن نسعى دوماً إلى تحويل تلك الأمنيات البريئة إلى واقعٍ إلى حياة لكي لا نخسر دوماً ونشعر بالخيبة كما قال أحدهم “عندما تبني وتبني وتبني، تبني أحلامك وأمنياتك تشيدها قصوراً وقلاعاً وتحلم بأن تقطف من جنانها أطيب الثمار فتستفيق من حلمك بعد أن بلّلتك مياه البحر لتجد أنّك كنت تبني على رمال الشاطئ حتماً ستصاب بخيبة أمل”

بقلم: رمضان الدريس

أضف تعليقك هنا