دع الشر ينقرض

الشر موجود في كل مكان

إن الشر في قلوب وعقول ونوايا الكثير.. في سلوكيات وأفعال وأفكار وأعمال الكثير.. في حركات وتحركات الكثير.. الشر موجود بالأمس واليوم، ولنا أن نجعل وجوده قليل ليس بالمقدار والحجم الذي به اليوم، رغم العلم والتحضر والتطور والعصر الجديد الذي يجعل منا أكثر رقياً، وتألقاً، وتفوقاً، ونجاحاً وخيراً، وصلحاً، وإصلاحاً إلا أن الشر حاضر وبقوة، ونراه باستمرار في أقوال العديد وأفعال الكثير.. في مواقف القريب قبل الغريب.. الشر لازال يسكن بيوتنا وعقولنا ونوايا.. موجود بقلوبنا وأفكارنا، هو بيننا نحن أفراد المنزل والمجتمع والمحيط بنا، الشر لم يبقَ ذلك الرجل الذي يقوم بشره بالخفاء، وعند حلول الظلام وانسحاب الجميع توجها للنوم.. لم يعد هذا الشر واليوم خاصة، فهو شبيه بالشر الذي كان قبل الإسلام، وقبل قدوم الأنبياء والرسل الذين أدوا دوراً فعالاً وكبيراً ومؤثراً في تقليص مساحة الظلم في الأرض، ورغم كل هذا والتقدم الذي نحن فيه اليوم للشر يد في فوز وكسب ونجاح الكثير.. في قوة الكبار وسيطرتهم.

من أين يستمد الشر قوته؟

استسلامنا للشر واستعانتنا به وطلب المساعدة منه هو من أدى إلى انتشار الشر على الأرض بالشكل المخيف المرعب المستدعي للقلق وعدم الاستقرار، فمن الشر يؤتي الظلم، يؤتي الفساد، المعاناة، المأساة.. فتلك الحروب التي أهلكت المساكين المظلومين فشردتهم ورمتهم بالأرض التي ترفضهم..كله من الشر.. الخبث والنفاق والجهل والتخلف شر كبير، الإجرام شر خطير يهدد، الشر لولا حاجتنا السريعة السهلة إليه لما كان بهذا الثبات والاستمرار القوي، نحن من بنينا للشر كيان بيننا وعندنا وحتى داخلنا حتى أصبر واحد منا، مع أن الإنسان والشر إن اجتمعا واتحدا كانا شيطانا يفعل مالا يفعل، سكوتنا الدائم على أصحاب الشر، ووقوفنا باستسلام وخوف أمامهم جعل منهم أقوياء جدا بممارسة القوة علينا؛ فالشر لن يكون قويا بلا صاحبه الذي مشى وراءه، ولجأ إليه، وكأن الشر الخلاص والنجدة والجالب للخيرات والربح والسعادة والراحة وكل هذا وهم يعيشه ويظنه صاحب الشر جراء تسليمه لعقله وروحه وقلبه للشر الذي يظهر بنا وعن طريق أفعالنا وأقوالنا وتصرفاتنا وأعمالنا الشريرة.

كيف تجعل الشر ينقرض؟

لك أن تدع الشر ينقرض مع أنه لن ينقرض، فهو وجد معنا، مثله مثل الخير باق إلى النهاية، إلا أنه لك أن تجعله ينقرض من داخله، من محيطك الخاص نهائيا، ولك القدرة على ذلك متى استعنت بالخير، فالشر أينما وجد الخير انسحب، وغير طريقه ومكانه، واستغنى عن كل صاحب خير، حول ذلك الشر الذي يسكنك إلى خير فبالإمكان فعل ذلك بدخول عالم الخير الذي لا يدخله الشر، وإن كان يسكنك بداخله فإن الشر يترك نفسه أمام باب الخير منتظرا وأنت مستعد للدخول، فليس للشر الدخول، فهذا العالم ليس بعالمه، وبمجرد دخوله ينحرق الحرق الكامل، فللخير قوة تقضي على الشر أينما كان ووجد وحل، انضم إلى الخير تجد بلا جهد ولا تعب الشر يرحل بكل هدوء متى رأك منشغلا بالخير وقد تركته، فهنا لن يقبل الشر منك ذلك وكذلك لن تمكن من الانتقام منك فشره كان حي ويظهر ويعمل من خلالك ..فإنه سيكتفي بالبحث عن غيرك، دع الشر ينقرض بالخير وفعل الخير والدعوة الى الخير..بالخير قولا وفعلا وعملا.. دع الشر ينقرض بالجمال والجميل.. بالإيمان والإرادة واليقين بأن انقراض الشر ورحيله من عالمك بيدك.. فلو أنت حاربت الشر وجعلته ينقرض في وسطك، فعل الكثير مثلك، ويتم التخلص من الشر في بقع ومناطق وأماكن كثيرة، إن الشر هو الهلاك والخطر نفسه ومن لجأ للشر واستعان به فهو قد وضع نفسه في الخطر والهلاك الذي سيقضي عليه لا محالة.

فيديو مقال دع الشر ينقرض

أضف تعليقك هنا