بقلم: الكاتب صلاح الشتيوي

في فجر هذا اليوم في سجني الاختياري أمسك بقلمي الذي لا يفارقني وأبحث عما اكتب.. كتبت في السياسة، والبيئة، والاقتصاد.. كتبت العديد من المقالات المختلفة حتى تجاوز عددها ثلاثة مئة مقالا، تم نشر جزء منها بجريدة الشروق التونسية، وبموقع مقال بمنصة المقالات العربية الحرة. في هذا الصباح المشرق الجميل وبين جدران سجني أخذتني حكت الكتابة ورفض قلمي الدخول في الإجازة التي فرضها علينا الفيروس اللعين … مللت الكتابة عن الصين وفيروسها وقوة أمريكيا وعجزها أمام هذا الفتاك الصغير…

مظاهر تجلي عظمة الخالق في خلقه

قلمي تحرك وكتب ما كان يدور بعقلي عن عظمة خالق هذا الكون وهذا ما سجل: عظمة الخالق إن عظمة الله سبحانه وتعالى تجدها في كل ما تراه عينيك، وما تسمعه أذنيك، وما تلمسه يديك، فإذا تأملت الكون ومخلوقاته فإن عقلك سيوجهك إلى أن هناك خالق قدير خلق كل شيء، وقادر على كل شيء، لقد تطور العلم وتقدم إلا أن الإنسان لا يزال يجهل الكثير، ولا يستطيع أن يكتشف أو يفسر بعض الظواهر الموجودة فيه.

– عظمة الخالق في الكائنات الحية:

إننا نشاهد عظمة الله في كل كائن حي، ويتضح ذلك في خلقها وطريقة عيشها والتضام الذي يحميها لتستمر في البقاء… وكيف خلق النباتات والحشرات لتتغذى منها دون أن يتكاثر نوع على نوع فيطغى، ونرى ذلك في البحار والمحيطات وما اكتشف فيها من أسرار ومنها مازال. إن من الاعجاز الالاهي أن نسبة الماء بسطح الارض تعادل71%، وهي نفس النسبة التي توجد في جسم الإنسان.إن جسم الانسان يعتبر معجزة من معجزات الخالق من حيث عمل أجهزة الجسم، وكيف أن كل جهاز له وظيفة خاصة به يعمل بشكل لا إرادي مع الركيب الدقيق والإبداع في الخلق الذي إذا تأملنا فيه اكتشفنا عظمة الخالق، فمهما نطور العلم وتقدم تبقى أسرر في هذا الكون لم تحل رموزها بعد.

– عظمة الخالق في الكون:

إن دوران الأرض حول الشمس في مدار ثابت مما يؤدي إلى تكون الليل والنهار، ويؤدي الى تعدد الفصول المناخية خلال السنة، توزيع الجبال على الكرة الارضية حكمة حيث أنها تعمل كمثبتات للقارات تمنعها من الانزلاق، أما المجرات والكواكب فلازال العلماء يكتشفون في كل مرة شيئا جديدا. إن تواجد كوكب الأرض في مجرة درب التبانة وتواجده بالنسبة لبقية الكواكب وبالنسبة للشمس بصفة خاصة يعد إعجازا عظيما.

ضعف الإنسان. قال تعالى: <إن الإنسان خلق هلوعا☆إذا مسه الشر جزوعا☆وإذا مسه الخير منوعا > فهذا الإنسان الذي نراه متجبرا ظالما متكبرا عجز أمام شيء لا يرى، أقعده في منزله، ومنع عنه التجمع والتحادث، وأصبح يرى الموت امامه كل يوم، ولم يجد حل لآفة صغيرة لا ترى بالعين المجردة. فأين الأساطيل والصواريخ وقنابله النووية وطائراته القتالية وجيشه الجرار؟! توقف كل شيء وتعطلت الحياة، لقد عجز أمام مخلوق صغير من مخلوقات الله، لقد بين الله في هاته الآية أخلاق البشر وطباعهم، فهو يجزع ويرتعب إذا مسه شر، وإن مسه خير منعه بسبب حبه لنفسه وأنانيته.

دلائل على قدرة وعظمة الخالق

هناك من لا يزال يعتقد أن الكون لا صانع له فهل هذا معقول؟ ألم يرى كل هذا التناسق والدقة في خلق كل شيء في الكون، سأقدم في هذا المقال مزيد من دلائل العظمة والدقة في الخلق، وبالتالي لا يمكن أن يكون صدفة.

▪الخلية: إذا عددنا الخلايا الموجودة بجسمنا لكانت مليارات الخلايا وفي كل واحدة منها قصة ورواية، فأنت بداخلك مصانع تعمل، فنجد مصنع المخ متكون من مصانع مناطق، وكل مصنع منطقة مركب من مصانع خلايا، والخلية بدورها مصنع من نوع آخر فهي تتكون من النواة والسيتوبلازم والغشاء.

▪الماء: مياه المحيطات والبحار والانهار تتبخر ثم تكون سحبا في الجو العالي، وتتساقط مجددا ليستعملها الإنسان في حياته.

▪خلق الإنسان: إن خلق الإنسان يمثل عظمة الخالق وقدرته في طب المراحل بدا من النطفة والعلقة والمضغة وخلق العظام ثم كسوها بالعظام واللحم والعضلات. قال تعالى:《فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر》تتمايز أطراف الجنين ويظهر شعر جلده ويتم نفخ الروح فيه.

12/4/2020

بقلم :الكاتب صلاح الشتيوي