كيف تتعلم الطيور الغناء؟

حسنًا لنبدأ اليوم بسؤال هل سمعت عن الطاووس الاسترالي من قبل؟ إن لم تفعل فأنصحك بالبحث عن معزوفته الرائعة وطقوس الرقص التي تميزه، هل قمت بالبحث؟ إن لم تفعل ذلك أيضًا فأنت بالتأكيد تعرف نقار الخشب الذي يشتهر بقدرته على عزف نغمتين مختلفتين في آنٍ واحد، وهذا ليس إلا نوع من أصل ٤٠٠٠ نوع طير مغرد نعرفه.

من منا لا يتغنّى بتغريد العصافير…!!

أنا حقًا أستمتع بتغريد الطيور ولكن كما عودتكم الرؤية من الزاوية الأخرى، كيف يفيدهم الغناء؟ بعض الطيور تفعل ذلك بغرض الدفاع عن أنفسها أو لتعزّز من روابطها الاجتماعية، أو مثلنا فقط يغنون بعض الأحيان لجذب الشريك (ورد المطلقات) أصوات مميزة، ومعزوفات سيمفونية خاصة، هذا كله يدفعنا للسؤال، كيف تتعلم الطيور الغناء والمحاكاة؟ هل يولدون بها أم فقط يكتسبونها؟ وللإجابة على هذه الأسئلة أجرى العلماء بعض الدراسات بدوني للأسف على عصافير الزيبرا، وجدوا أن صغيرة العصفور تتعلم الغناء من والدها أو من بعض الذكور الآخرين في مراحل حياتها الأولى بالعش.

ما هي مراحل حياة الطير وكيف يغني؟

أولهما مرحلة التعلم الحسية (Sensory learning phase) حيث يودِع الصغار ما يسمعونه من الأباء في الذاكرة حتى يبدؤون النطق في المرحلة التالية وهي مرحلة التعلم الحركي (Motor learning phase) ثم بعدها يستمر في ممارسة التغريدة حتى يحفظها كما لاحظ العلماء أن الصغار يتحسن تعليمهم عندما يسمعون التغريدة من آبائهم من فصيلة طائر الزيبرا، وليس من مكبر للصوت مثلًا أو ما يشبهه، ولكن ماذا لو لم يستمع الصغار لطائر زيبرا إطلاقًا؟

حينها نبدأ بإرجاع الأمر إلى الغريزة المخزنة، نعم… أعني بذلك أنه يغني في كل الأحوال، وفي صدد هذا يخبرنا العلماء أنه هناك ما يسمى بالمعلومات الأساسية في الچينوم، غريب أن تجد شيئًا له علاقة بالتصرفات في الچينوم؟ أعرف ذلك، المهم أنه هناك ما يسمى بدوائر التغريد في أدمغة الطيور، والتي تنشط بدورها عندما تغرِّد الطيور، كما لوحظ أنها تتجاوب أيضًا عندما يستمع الطير إلى تغريدات طيور نفس الفصيلة، ويبقى السؤال هنا، ماذا عنا نحن معشر البشرية… هل نولد بمعلومات في الچينوم تساعد في تشكيل دوائرنا العصبية وتتحكم في تصرفاتنا؟

فيديو مقال كيف تتعلم الطيور الغناء؟

أضف تعليقك هنا