ولد من رحم.. ميت..

الخمول لن يغير أوضاعنا أحوالنا 

كذا وكذا وكذا، نسمع من الأخبار الكثير، تصم آذاننا ولا ندري الخاطئ منها والصحيح، الكل يفهم، والكل يعرف، والكل يحلل، والكل يفتي، ولا أحد ينصت، نعم يا سادة، نحن من داهمتهم مصيبة ولم يتكلفوا عناء البحث عن الحل بل ننتظر شمال عالمنا ليبرّ إخوته في الجنوب. هل هانت علينا حياة أحبتنا ام نحن في سكرة لا نفيق؟ نعم ونِعم المسلمون نحن، نعم ونِعم الاتقياء نحن، إذ لا يمس المسلمين من ضرّ إلا العاصون منهم، أما التائبون القانتون؛ فهم في سدة الشفاء والهناء، والفرح والغنى، والشبع والاكتفاء.. أما وأني قد غلوت ومنكم من يرى أني كفرت، لكن جعلكم هذري تفكرون، ولو للحظات كسرَت جمود عقولكم، وربما يجن جنونكم، ولو لبرهة حركت ما مات من فؤادكم، وأما وقد أفاق منكم من أفاق فإني قائل: ما هناء العبد إلا بصنع يديه، وما يرضى عنه الله إلا أن يرضى عنه عباده، ولن نأكل إلا أن نزرع ونحصد، ولن نبرأ إلا أن نتداوى، ولن نغتني إلا أن نعمل، ولن نكتفي إلا أن نسعى، فالخمول ذنب والاتكال معصية، وكِبر المؤمن كفر، هل من سامع..؟!

العمل ضرورة ملحة لحل مشكلاتنا

علموا أولادكم غير علوم آخرتهم، ففي دنياهم عزتهم وعزة دينهم، وفي آخرتهم جزاؤهم بما ٱعز بهم دينهم؛ إذ كل دولة تقوم بأفراد تسعى في الأرض كدا وعملا، وتهبط إن هم التزموا المعابد عبادة أو جزعا، فقد ولت معجزات الأنبياء أن يطعَموا خبزا من حجر أو يكسبوا حربا في قلة العدد، قوموا إلى مدارسكم أو مكاتبكم أو تجارتكم أو زراعتكم، واخلصوا، واصدقوا، و أحبوا العمل، وضاعفوا الجهد، وصارعوا خمول النفس، وكابروا طبع الكسل، إذ لن نكون أحسن ٱمة ٱخرجت للناس دون أن نكون أحسن ٱمة تُخرج للناس أفضل العلوم والدواء والغذاء.. رب شدّة تحمل وراءها خيرا عظيما، وها نحن في غمة تقول طياتها ما لم نتعلمه من سنين: إن الإتكال يبعث إلى الفناء، وخير الناس من اكتفى وكفى. هل خاطبت عقلا يصارع سباته ليفيق ويقاوم لذة الخمول ليسعى، أم أن عقل المسلم ولد من رحم.. ميت..؟!

فيديو مقال ولد من رحم.. ميت..

أضف تعليقك هنا