التشاؤم قد يخفف عنك صدمات ما بعد كورونا

ما بعد كورونا ليس كما قبله، مقولة تكاد تكون حقيقة تنتظر انتهاء هذا الوباء لتشمل أقطار الأرض من أقصاها إلى أقصاها..
الوزير الجدعان وضع النقاط على الحروف في مقابلته مع قناة العربية ليلة البارحة ولكنه ترك الخيارات و الاحتمالات المتوقعة مفتوحة.

ليس لدى الحكومات متسع من الوقت للأوهام في ظل الجائحة

الإجراءات المؤلمة التي أشار إليها الوزير سوف نعيشها لا محالة كنتيجة طبيعية لما سيخلِّفه إعصار كورونا و ما رافق ذلك من انهيار أسعار البترول إلا أن يشاء الله غير ذلك، و لكي تقوم الدولة بواجباتها و مسؤولياتها تجاه شعبها و توفير احتياجاته الأساسية لا بد لها و الحال هذه من اتخاذ إجراءات عاجلة و مؤلمة لكنها ستكون الأقل ضرراً من غيرها من الإجراءات التي قد تضطر لاتخاذها في مرحلة ما.

إن الوقت اليوم ليس وقت للتفكير العاطفي وتوزيع الأوهام و الأحلام و الجمود على مبدأ (التفاؤل)، وكما قال الوزير أيضاً (يجب توقع الأسوأ)، وهذه رسالة مهمة جداً يجب التوقف عندها وأخذها على محمل الجد، فالأسوأ قد يتمثل بعدم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها بتقديم بعض الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء والوقود وغير ذلك بالشكل المطلوب وبالأسعار الحالية.

علينا أن نفكر بواقعية للتعامل مع المستجدات التي أوجدتها كورونا

إن الأسوأ قد يكون بتخفيض رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين أو رفع الدعم عن بعض السلع الأساسية، والأسوأ قد يكون بانخفاض سعر الدولار وبالتالي سحب الريال معه أو فك ارتباطهما، والأسوأ قد يكون باختلال الأمن لا قدر الله كنتيجة لما سبق
إذاً إحتمال حدوث الأسوأ هو الذي يجب أن يخطط له العقلاء من اليوم وليس العيش على امل وأحلام التفاؤل الذي ليس هذا وقته.

إن التخطيط و الاستعداد للأسوأ سوف يقيك وقع صدمته و يخفف عنك وطأة حدوثه و يهون عليك أثره إذا حصل لا قدر الله، إن تخطيتك و استعدادك لهذا السيناريو يجب أن يبدأ من اليوم إن لم تكن قد بدأت به فعلاً، احرص على ترشيد الإنفاق وتوفير السيولة قدر الإمكان، إشرح الوضع لأسرتك و اجعلهم يعلّقون المشتريات الكمالية حتى تتضح الأوضاع بعد كورونا وما ستؤول إليه أسعار البترول.

فكر في استراتيجية رشيدة لتنجو معيشياً فيما لو استمرت كورونا

إذا كان لديك عقار أو أرض زائدة عن حاجتك أو نشاط تجاري مردوده المادي ضعيفاً أعد تقييم أفضلية الإحتفاظ به او تسييله نقداً.
أدرس مدى توفر الإحتياجات الأساسية للعيش في منطقتك عند استمرار الأزمة لسنوات قادمة، فإن لم تتوفر ! فكر في تملّك أرض، أو سكن أو استراحة في منطقة يتوفر فيها الماء والزراعة ومقومات العيش تلجأ إليها عند حدوث الأسوأ.

اجعل جزءاً من سيولتك في الذهب أو في بعض العملات القوية و لا تصرف منها إلا عند الضرورة القصوى، يجب أن نفهم أن الوضع العالمي برمته يتجه نحو تغيرات اقتصادية وسياسية و أمنية كبرى وسيكون له انعكاساته علينا، وهذه التغيرات سوف تغير حياة كثير من الشعوب التي تضررت بجائحة كورونا وانهيار أسعار البترول، وقد تعيد بعضها إلى عشرات السنين إلى الوراء.

فيديو مقال التشاؤم قد يخفف عنك صدمات ما بعد كورونا

أضف تعليقك هنا