رسالة عابرة

بقلم: برقاد رحاب

رسالة تحمل في طياتها ألمًا قهرًا وحبًا لأم ثانية، وماذا عساها أن تكون إلا فلسطين الحبيبة، الأرض الطيبة، آه على رائحتها العطرة، رائحة أنبياء الله ورسله المباركة، خير البرية صعد إلى السماء السابعة من قدسك الغالية، وما أحلى وأجمل هذه الكلمة، ” القدس” رغم أنني لم أرى هذه البقعة المقدسة، لكن عقلي على يقين أنها جنة الله فوق الأرض.

خلل الهوية

أعني يا الله وسهل لي زيارتها، كم أود أن أحمل ترابها في كفي وأشم رائحته العطرة، فعساي أن أشم رائحة العرب الغابرة، وبالطبع هذا مستحيل لكن أقول في نفسي لا بأس ربما ستجدين رائحة أجدادك المفقودة في زمن ضاعت فيه سمات العرب وبرزت بدل ذلك، كما اصطلح عليه “العرب الغربي” صحيح أن هذه الكلمة تبدو غير منطقية وليس لها معنى، ولكن لو نتفكر ونمعن النظر في كل حرف منها سندرك تمامًا أننا لسنا عربًا إلا في دمنا، حتى الدم لم تصبح له قيمة في عصرنا، فأصبحنا نرى بعض الناس ولا نقول الكل يخجل من كونه عربي، بل وأبعد من ذلك يتقمص جنسيات غربية ويرمي بأصله وفصله في الهاوية، حقًا أتسائل هل الخلل في تفكيره أم في والديه، أم أن ماسح العقول العربية بقيادة أيادي غربية.

كيف أصبح الجيل العربي بفعل التأثيرات الغربية؟

قد أدخل هذا الفكر في عقله، فجعله يحني رأسه بينهم، ولكن الأدهى من ذلك لأنه فقط عربي، ياله من ذنب وما أقبحه من عذر فمالي إلا أن أصفق بحرارة وأهنأ الغرب على نجاحهم الباهر، فليس من الغريب أن تجد هكذا حالات في مجتمعنا بل بالأحرى في غابتنا، أنا لست أقلل من شأن المجتمع العربي ولكن أقول حقيقة واقعنا، فلو عدنا ألى تعريف مصطلح “المجتمع”وهو يعني ترابط وتماسك أفراد تجمعهم روابط متعددة، فهل يا ترى نحن كذلك ؟ بالطبع لا، صحيح أننا يجمعنا العرق واللغة والإسلام، ولكن مع الأسف في هذه السلسلة الحلقات الجامعة مفقودة (الترابط والتماسك).

لنسترد عروبتنا وننهض من جديد

أقول وأعيد هنيئا لكم يا عرب لقد حطمتم هذه الروابط، وشتتم شملنا وهذه الحالة الشبيهة نوعًا ما بعملية الهدم الكيميائي في الجسم البشري، فهنا لعب الغرب دور الإنزيم، ويستحقون شارة الفوز بكل جدارة وإستحقاق، بين هذا وذاك ضاعت فلسطين أمي الغالية، فيا ترى من يعيد ابتسامتك من يعيد شمسك من من من…  لا لا يا أخي العربي نحن الأن نبكي ولكن أنا على ثقة تامة أننا سنعيد مجدنا الضائع، مادام الله معنا فمن سوف يصدنا، فالنعقد العزم وننهض من فشلنا وأنتم تعلمون أنا الذي ينهض من السقوط يكون أقوى من قبل، هيا يا عرب هيا يا مسلمين لنعيد تراب أجدادنا لنعيد موطن أنبيائنا لنتعاون لنتكاتف ولا نخشى الغرب ونذيقهم من نفس الكأس الذي شربنا منه، لنذيقهم سمًا ناقعًا، أنا لا أحرض على العنف ولكن أحرض على الفكر فبأفكارنا نرتقي راح زمان المقاومة العسكرية وأتى زمان المقاومة الفكرية.

بقلم: برقاد رحاب

أضف تعليقك هنا